القدس المحتلة / سما / بدا نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال يائير غولان، أنه يتحدى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لدى دعوته ضباط الجيش إلى التحلي بالشجاعة إزاء موقف مختلف وموقف الأغلبية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن غولان قوله خلال مراسم تخريج دورة ضباط مساء اليوم، الخميس، إنه 'كونوا شجعان إزاء نيران العدو، إزاء موقف مختلف، إزاء موقف الأغلبية. وهذا ليس خيارا وإنما هو أسمى واجب'.
وتوحي أقوال غولان هذه بأنه يتحدى مباشرة نتنياهو وأوساط اليمين في إسرائيل، الذين انتقدوه وهاجموه في أعقاب خطاب ألقاه خلال مراسم لإحياء ذكرى المحرقة، قبل شهرين تقريبا. في حينه، شبّه غولان الأجواء السائدة في أوساط اليمين المتطرف خصوصا بالأجواء التي سادت في ألمانية عشية الحرب العالمية الثانية. وحذر حينها من 'تحولات تثير الغثيان كالتي حصلت في أوروبا عامة وألمانيا خاصة، قبل 70 و80 و90 عاما، ويوجد دليل عليها هنا بيننا في العام 2016'.
وكان نتنياهو قد عقب على أقوال غولان حينذاك بالقول إن 'هذه الأقوال تظلم المجتمع الإسرائيلي وتستخف بالمحرقة. والمقارنة التي أجراها نائب رئيس أركان الجيش تثير الغضب'.
لكن غولان أشار بصورة مبطنة في خطابه اليوم إلى ما ذكره قبل شهرين عن أن نتنياهو يسكت الضباط والمستوى المهني عندما يدلون برأي أو موقف مختلف عن موقفه، أو مخالف لموقف الأغلبية في الجمهور الإسرائيلي المنجرف نحو اليمين.
ويكر أن وزير الأمن الإسرائيلي السابق، موشيه يعالون، كان قد عبر عن تأييده لغولان ووصف التهجمات ضده بأنها 'تهجمات وانفلات'، وقال للضباط خلال مراسم 'يوم استقلال إسرائيل'، إنه 'لا تخافوا ولا تترددوا ولا ترتدعوا. ابقوا شجعان وليس في ميدان القتال فقط، وإنما حول طاولة المداولات. واستمروا في قول رأيكم. وافعلوا ذلك حتى لو كانت أقوالكم لا تنسجم مع التيار المركزي وحتى لو كانت تتعارض مع أفكار ومواقف تبنتها القيادة العليا أو المستوى السياسي'.
في أعقاب ذلك استدعى نتنياهو يعالون على 'محادثة استيضاح' وبعدها بأيام أطاح به بتعيين أفيغدور ليبرمان وزيرا للأمن مكانه.
"عرب 48"