واشنطن / وكالات / بصورة سافرة تخلى المفاوض الاميركي الذي تولى ملف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين لسنوات طويلة دنيس روس عن ابسط ما كان يستر "حياديته" او "نزاهته" كطرف ثالث، وأعلن بالفم الملآن انه صهيوني بامتياز، وهاجم عبر خطاب القاه امام تجمع مغلق في نيويورك اليهود الاميركيين الذين يؤيدون انهاء الاحتلال الاسرائيلي وحل الدولتين قائلا" نحن لا نريد الدفاع عن الفلسطينيين، نحن نريد أن نكون حماة لإسرائيل".
وأفادت تقارير أن دنيس روس، الذي مثل الادارة الاميركية في مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية خلال إدارات جورج بوش الأب وبيل كلينتون وباراك أوباما خاطب جمعا غفيراً من اليهود الأميركيين الفعالين الأسبوع الماضي في "معبد نيويورك المركزي" موبخاً "اليهود الأميركيين" الذين يؤيدون إنهاء الاحتلال وقيام حل الدولتين على أساس حدود 4 حزيران 1967، متخلياً بشكل كامل وسافر عن "إدعاءات النزاهة" كمفاوض رسمي أميركي " معلناً نفسه في تجمع ضم 1000 من أصدقائه كصهيوني اصيل.
وهاجم روس خلال هذا التجمع "النزعة الجديدة التي تجري في شريان اليهود الأميركيين للدفاع عن الفلسطينيين" بحسب عبارات نسبت لحاخام الحفل الخطابي الذي نظم تحت شعار "إسرائيل على مفترق الطرق".
وقال روس الذي لقبه زملاؤه في الفريق الأميركي المفاوض بـ "محامي إسرائيل" عبر تسعينيات القرن الماضي، خاصة مفاوضات كامب ديفيد الشهيرة التي رعاها بيل كلينتون وشارك فيها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس وزراء إسرائيل (آنذاك) إيهود باراك، قال في الحفل الخطابي المذكور "هناك الكثيرين الذين يدافعون عن حق الفلسطينيين، ونحن لا نريد الدفاع عن الفلسطينيين؛ نريد أن نكون حماة لإسرائيل" بحسب تقرير لنشرة "موندو وايس" وكاتب التقرير فيليب وايس.
وقال روس الذي كان بصحبته رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود باراك، وشاركه في الخطابة مع الحاخام آنجيلا بوكالدي "في اللغة العربية الكلمة نعم هي نعم وكلمة لا هي لا وعندما كان يحين الوقت لاتفاقات سلام استخدم الفلسطينيون كلمة لا فقط" في إشارة لرفض الطرف الفلسطيني القبول بحل سلمي.
يشار إلى أن مصدرا مطلعاً على "التعيينات الوزارية المحتملة في إدارة هيلاري كلينتون" قال أن "دنيس روس يعتبر من بين الأسماء المدرجة على اللائحة القصيرة بين المتنافسين على موقع وزارة الخارجية الأميركية خلفاً لجون كيري في حال تم انتخاب كلنتون" فيما يعتقد آخرون أن تحقيق ذلك بالنسبة لروس "صعب المنال" رغم علاقته الطيبة مع الرئيس السابق بيل كلينتون، وعمله مستشاراً رئاسياً في دورة أوباما الأولى، حيث نسق عن كثب مع وزيرة الخارجية عندئذ هيلاري كلينتون.
ومن المتوقع أن يشهد التنافس على منصب وزير الخارجية تصعيدا بين قوى المحافظين الجدد الذي يدفعون بمساعد وزير الخارجية الحالي لشؤون روسيا وأوكرانيا، فيكتوريا نولاند، (التي عملت ناطقة لهيلاري كلينتون) بزعامة زوج نولاند روبرت كيغان، ومجموعة المثقفين الدبلوماسيين الذين يحشدون قواهم للدفع بنيكولاس بيرنز، نائب وزيرة الخارجية السابقة (كونداليسا رايس 2005-2008)، أو ستروب تالبوت من معهد بروكينغز" بحسب المصدر.
وهناك ايضا من يروج للمبعوث الأميركي للمفاوضات الأخيرة بين الفلسطينيين وإسرائيل التي جرت تحت رعاية جون كيري بين آب 2013 ونهاية آذار 2014، مارتن إنديك، خاصة وزيرة الخارجية السابقة (في عهد كلينتون بدورته الثانية 1997-2001 ) مادلين أولبرايت، إلا أن "إسرائيل -أو على الأقل الحكومة الإسرائيلية الحالية تعارض ذلك بسبب انتقاداتها لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو" بحسب المصدر.
وفي حديثه حث دنيس روس التجمع المذكور (لم يكن مفتوحا للنشر) على الضغط على الحكومة الأميركية "للموافقة على فتح المجال أمام كل اليهود للوصول إلى حائط المبكى دون استثناء" وهو ما يفهمه البعض بانه يشمل المسجد الأقصى الشريف.
وقال روس ان"مناقشة السياسات الإسرائيلية (من قبل اليهود الأميركيين) ضرورة" واعرب عن استيائه من أن الكثيرين في الأوساط اليهودية الأميركية أخذوا من ذلك (مناقشة السياسات الإسرائيلية) ذريعة لتوجيه اتهامات عدة لإسرائيل.
ويضغط "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" حيث يعمل دنيس روس كمستشار باتجاه تعيينه (روس) وزيراً للخارجية الأميركية علما ان معهد واشنطن هو مركز أبحاث انبثق عن اللوبي الإسرائيلي "إيباك" عام 1985 (وكذلك إيباك ذاتها) وآبراهام فوكسمان، زعيم منظمة "مكافحة التشهير" الذي قال "إن دنيس روس هو أقرب ما يكون لمحام عن إسرائيل" وعديد من القوى اليهودية الأميركية العاملة في الحقول المالية والسياسية.
وحقق دنيس روس من انخراطه في المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل أرباحاً طائلة عبر العديد من الكتب التي ألفها ونشرها عن المفاوضات، فضلا عن شبكات معقدة من التحليل والنشر والترويج لإسرائيل والدفاع عنها في محافل متعددة مقابل رسوم ومكافئات مالية سخية.
يشار إلى أن روس كان يرأس "مؤسسة سياسة الشعب اليهودي" في القدس عندما استلم باراك أوباما البيت الأبيض عام 2009، وأصبحت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية وضغطت على أوباما "لتعيينه مستشاراً من أجل ترطيب العلاقات مع إسرائيل" بحسب مصادر الموثقة.
وقال روس الأسبوع الماضي في خطابه سالف الذكر، الذي القاه في "معبد نيويورك المركزي" بحضور إيهود باراك "إن هيلاري كلينتون تفهم إسرائيل أكثر بكثير من باراك أوباما".