لم يناقشوا بعمق ملف المصالحة

خبر : صحيفة:المسؤولون المصريون قدموا وعد غير ملزم بفتح المعبر ثلاث أيام شهريا

الثلاثاء 07 يونيو 2016 01:23 م / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة:المسؤولون المصريون قدموا وعد غير ملزم بفتح المعبر ثلاث أيام شهريا



 غزة / سما / بخلاف ما كان متوقعا، لم تركز المباحثات التي أجراها كبار المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية، مع عدد من الفصائل الفلسطينية على ملف المصالحة الداخلية وإمكانية عقد لقاءات فلسطينية شاملة تشمل عقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت، حيث كشف من مصادر خاصة أن مصر استغلت الحوارات التي بدأتها مع الفصائل لمناقشة إمكانية إطلاق مبادرة مصرية للسلام، مستندة إلى خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل أيام.

ومن مصادر مطلعة علمت “رأي اليوم” أن المسؤولين في المخابرات المصرية لم يركزوا كثيرا على ملف المصالحة، رغم استضافتهم لثلاث فصائل فلسطينية خلال الأيام الماضية هي حركة الجهاد الإسلامي والتنظيمان اليساريان الجبهتان الشعبية والديمقراطية، وأن بحث المصالحة جاء 

في سياق اللقاءات دون أن يحصل على القسم الأكبر من البحث على غرار المرات السابقة، وأن التركيز كان بشكل رئيسي على خطاب السيسي الأخير حول إمكانية إطلاق مبادرة سلام جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ما ذكرته المصادر المطلعة أكدت أن مصر كانت تهدف من خلال تلك اللقاءات استكشاف آراء الفصائل قبل أن تعلن مصر عن توجهها ورؤيتها لحل الصراع، خاصة وأنها تريد إجماع فلسطيني على حل الصراع، كما ورد في خطاب السيسي.

وكان الرئيس المصري قال خلال افتتاح محطة طاقة قي أحد المدن المصرية قبل أكثر من أسبوعين “اقول للفلسطينيين وحدوا مختلف الفصائل وتحقيق مصالحة حقيقية وسريعة ومصر مستعدة للعب دور لوضع باخلاص ومسؤولية فرصة حقيقية لتسوية القضية التي طالت”، وقال أيضا ان هناك حاليا فرصة حقيقية لإقامة سلام حقيقي وامن واستقرار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

ما علمته “رأي اليوم” أيضا من مصادرها أن المسؤولين المصريين في ظل إلحاح قادة الفصائل على ضرورة إنهاء معاناة المسافرين من سكان غزة عبر معبر رفح البري المغلق بأوامر مصرية، وعدوا قادة الفصائل بأن يتم تطبيق نظام يقوم على فتح المعبر بشكل غير منتظم لثلاثة إلى أربعة أيام كل شهر، تحدد حسب الحالة الأمنية في منطقة سيناء، بدلا من فتحه لهذه الأيام مرة كل ثلاثة أشهر كما كان في الماضي.

وبما يدل على ذلك قال رباح مهنا وهو عضو وفد الجبهة الشعبية الذي التقى المسؤولين المصريين أن مصر أبدت استعدادها لاحتضان لقاءات المصالحة بين حماس وفتح وبناءً على اتفاق القاهرة.

وقال ان المصريين قالوا لهم أن أي لقاءات في هذا الملف ستكون جدية وحقيقية، ويجب أن يتوفر هذا الشرط لدى الأطراف الفلسطينية، ولكن حين تحدث عن موعد هذه اللقاءات قال ان الجانب المصري أبلغ بأن تحديدها مرهون بالجانب الفلسطيني، مضيفا “أي أن يتفقوا على عقد لقاءات ومن ثم يتم التنسيق مع الجانب المصري على موعد رسمي”، وهو ما يدلل على أن مصر لم تحدد مواعيد، كما في السابق، لاستئناف الحوار أو عقد اجتماع للإطار المؤقت للمنظمة كما كانت العادة.

وعندما تحدث القيادي الجبهة الشعبية عن باقي الملفات التي نوقشت كمعبر رفح وزيادة الطاقة الكهربائية لخط غزة الواصل من الجانب المصري، قال ان هذه الملفات لم يعط المسؤولين المصريين ردود أخيرة وأنه لم يتم الاتفاق على شيء، وانه سيحث ذلك في جولة قادمة.

وفي الملف السياسي، أكد أن الشعبية أوضحت للمصريين رفضها للمبادرة الفرنسية للسلام، ومبادرة السيسي الخاصة بتحقيق تسوية بين الجانبين.

هذا وسيعقد وفد الجبهة الشعبية مع مسؤولي حركة حماس برئاسة موسى أبو مرزوق لقاء بعد انتهاء زيارة القاهرة الحالية في بيروت، لإطلاعهم على نتائج اللقاءات وما جرى بحثه مع الجانب المصري في إطار تحسين علاقات حماس بمصر خاصة في قطاع غزة، قبل أن يبدأ وفد حماس بزيارة القاهرة قريبا حسب الدعوة المصرية.

وقد بحث أبو مرزوق مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي عبد الله شلح الذي كان أول من وصل القاهرة آخر مستجدات القضية الفلسطينية.
وناقش أبو مرزوق خلال لقائه شلح بحضور نائب الأخير زياد نخالة وعدد من قادة الحركة، بشكل معمق ملف المصالحة الوطنية وانتفاضة القدس، وسبل رفع الحصار عن قطاع غزة ومشاريع التسوية المطروحة، ودور الأمة العربية والإسلامية في دعم القضية الفلسطينية.

وأكد الجانبان تفعيل التواصل والتنسيق بين فصائل المقاومة الفلسطينية كافة، وخصوصًا بين حركتي حماس والجهاد في فلسطين وخارجها، لحماية القضية الفلسطينية من مشاريع التصفية، وآخرها المبادرة الفرنسية المرفوضة.
وطالبا بإجراء حوار فلسطيني شامل لترتيب البيت الفلسطيني، وإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية، ووضع استراتيجية وطنية واحدة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.