القدس المحتلة / سما / قال الرئيس الأسبق لوكالة الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية (الموساد)، إفرايم هاليفي إنّه حان الوقت للإسرائيليين لأنْ يتفاوضوا مع حماس، مؤكدًا أنّ الحوار المباشر مع عدوهم اللدود سيؤدي بنهاية المطاف إلى القبول بمبدأ العيش المشترك.
وتابع في مقابلة مع برنامج “آب ـ فرونت” على قناة “الجزيرة” الإنكليزية أول من أمس، قائلاً إنّه يفضل التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع الحركة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، والتي خاضت حربًا مع الإسرائيليين لمدة 50 يوماً صيف العام 2014.
وأكد هاليفي، على أنّ الحوار الإسرائيلي مع حماس سيُفضي إلى العديد من المزايا الايجابية والمحفزات الأخرى للحركة الإسلامية. وتأتي هذه التصريحات الإسرائيلية بعد تغيير جذري في طريقة تعاطي بعض القادة الإسرائيليين تجاه حماس، لاسيما بعد تنامي وجود تنظيم الدولة الإسلامية في سوريّة والعراق وبدء ظهور بعض المؤشرات إلى تأييد البعض في قطاع غزة لهذا التنظيم الذي ينتشر بصورة واسعة في الشرق الأوسط.
وتابع رئيس الموساد الأسبق قائلاً إنّه على المجتمع الدولي وإسرائيل ألا يتجاهلوا حركة (حماس) عند الإقدام على محاولة ترتيب أوراق المنطقة، فهي قوة أصبحت فاعلة ومؤثرة في المنطقة.
وعن العدوان الأخير على قطاع غزة قال هاليفي: لقد أمطرت إسرائيل قطاع غزة بالنار برًا، وبحرًا، وجوًا، لكن حماس خرجت من بين الركام والرماد كطائر الفينيق، وأدارت مفاوضات شرسة مع مصر، وهي تبحث عن حاجاتها، ووجهتها ليست الاستسلام، على حدّ قوله.
في سياق ذي صلةٍ، انتقد هاليفي بشدة، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإصراره على أن تطالب القوى العالمية إيران بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود. وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست”، في نبأ أوردته على موقعها الإلكتروني، أنّ نتنياهو صرح بأنّ أي اتفاق نووي نهائي مع إيران يجب أنْ يتضمن اعترافًا واضحًا لا لبس فيه من جانب طهران بحق إسرائيل في التواجد.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ تصريحات نتنياهو جاءت بعد اجتماع لمجلس الأمن الإسرائيلي دعا خلاله إلى مناقشة اتفاق الإطار المتفق عليه بين القوى العالمية وإيران، وتلك هي المرة الأولى التي يدعو نتنياهو إلى الاعتراف الصريح بإسرائيل من جانب إيران. وقال نتنياهو إنّ إسرائيل لن تقبل اتفاقًا من شأنه أنْ يسمح لبلد تتعهد بإبادتنا بتطوير أسلحة نووية. وأوضح هاليفي إنّ مطالبة العالم الإسلامي بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود هو تقريبًا مثل مطالبتهم بتغيير دينهم، على حدّ تعبيره.
و دافع هاليفي، عن معالجة مقاتلي “جبهة النصرة” المصابين خلال الاشتباكات في سوريا، ضمن المستشفيات الإسرائيلية.
وأوضح أنّ من الجيد معاملة العدو بطريقة إنسانية، مضيفًا أنّ الاعتبار الإنساني يأتي في المقام الأول، دون أنْ يجزم بغياب أهداف تكتيكية وسياسية من وراء معالجة جرحى “جبهة النصرة. علاوة على ذلك، رأى هاليفي أنّ تقديم المعونة للنصرة، لن يرتد سلبًا على إسرائيل، مبررًا أنّ الوضع في سوريّة يسمح بأن تقوم حاليًا بما لا تستطيع القيام به في أي مكان آخر في العالم، على حدّ تعبيره.
وأضاف رئيس الموساد الأسبق في معرض ردّه على سؤالٍ آخر، أنّ إسرائيل لم تُستهدف مباشرةً من تنظيم القاعدة. وحول الموقف الإسرائيلي من تطورات الوضع في سوريّة، أشار إلى أنّ سوريّة تُعّد مفتاح السلام في المنطقة وليس أي بلد آخر، وستة من رؤساء الوزراء الإسرائيليين فشلوا في عقد اتفاقية سلام معها.
ورأى أيضًا أنّ المشكلة الحالية في سوريّة ليست بين السوريين، بل في التدخلات الخارجية هناك. بالإضافة إلى ذلك أوضح أنّ الرغبة الإسرائيلية حول مستقبل سوريّة تكمن في أنْ تكون بلدًا يتبّع سياسات السلام والعلاقات الطيبة مع الدول المجاورة، على حدّ تعبيره.


