خبر : الإخوان قادمون !! بقلم : محمد يوسف الوحيدي

الخميس 28 أبريل 2016 12:45 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الإخوان قادمون !! بقلم : محمد يوسف الوحيدي



طبعاً ، ستجدون الصحف و الشاشات مطرزة بشخصيات إنبعاجية ، محفلطة ، منمقة ، تقيس و تتحدث بأساليب المحاضرين أحياناً و المخترعين أحياناً أخرى الذين أعادوا إكتشاف الذُرة ، بضم الذال طبعاً ، و أنها أفضل مسلوقة عنها مشوية ، و ستجدون فريقاً آخر يعارضهم ، و بإصرار ، و يحلل تركيبة الذُرة ، بضم الذال ، و الكربوهيدرات و مدى تأثرها بالشواء عنها بالسلق .. ستصابون بحالة " إحولال فكري " و أنتم تشاهدون مفكري شعبنا و نخبه و هم ينبرون يحللون أسباب إخفاق فتح في إنتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت .. و ستجدون المتفائلين في الجانب الآخر ، الذين يُذكِّرون بفوز فتح على حماس في نقابات و مجالس و بلديات أخرى ، و أنها ليست نهاية العالم ، فإستمروا في أكل الذُرة بضم الذال ، إنتَفِخوا و ناموا ..بغض النظر.. الوضع تمام ..
و بغض النظر أن من كنتم ترونه منذ خمسين عاما ، ما زلتم ترونه ، و تراقبونة و هو يتبختر على نغمات " و إتنقل يا غزالي يا بو عيون السود ، و غيرك ما يحلالي ، يا ابو عيون السود .." من منصب إلى منصب ، إلى لجنة إلى مجلس ، إلى وزارة أو سفارة ، هو هو ، سبحان الله .. و هذا يذكرني ، و علَّ بعضاً من زملائي الصحفيين ، يتذكرون معي ، هذا إن تجرأوا و قرأوا مقالي هذا .. أننا كنا نتنبأ ، و نكتب جملاً ، و بيانات ، و إجابات أسئلة ، لشخصيات معينة ، و كانت تتوافق بنسبة تفوق المتوقع عندما يتحدث هو بنفسه .. لأننا حفظناهم ، حفظنا حتى إيماءاتِهم ، و أصبحنا نعرف ردات فعلهم و طريقة تفكيرهم .. عِشرِة عُمُر ..
و بغض النظر عن حقيقة " التصويت العقابي " و بغض النظر عن أننا اصبحنا نرى بعض الأمامير ، يقودون العمل و نتابع نشاطهم الكفاحي على فيس بوك و تويتر، من بروكسيل لحضور مناسبة أو من واشنطون و أسبانيا و لندن لمرافقة لا لزوم لها و لا طعم ، أو من كوريا أو الصين ، أو موسكو أو كوبا .. حتى أصبح لدينا خلط في المفهوم ، هل هي شركة سياحة و سفر أم ماذا .. فالواحد منا يستطيع أن يفهم أن محمد عساف مثلاً ، تتبناه شركة إنتاج ، و يسافر و يجوب أركان الأرض ، برسالة أكاد أقسم أنها أوقع و أفعل ، و أفضل مليون مرة من سفر الأمامير وأبناء الخالدين لحمل الرسالة .. ما أثقل هذه الرسالة ، و ما أغلى تكاليف حملها ، تذاكر سفر و أكل و شرب و فنادق .. عملية منهكة كان الله في عونهم .
و بغض النظر ، عن أن نتائج بيرزيت ليست مُفاجِئَة ، و بغض النظر أننا ننسى كل مرة أن نتائج الإنتخابات الأولى ، قبل الهجرة ، أقصد الهجرة إلى رام الله ، كانت أيضا في أعلى نسبها في الضفة الغربية .. و بغض النظر أن هذه النسبة تراوح مكانها منذ ما قبل الهجرة و حتى يومنا هذا ، يعني منذ حوالي عشر سنوات ، و الدليل : قالوله .. بيرزيت.. سنتين ، سنتين و أنا أحايل فيك ، يا سبب تعذيبي و الإسم حبيبي ..
و بغض النظر ، عن أن إعلامنا ما شاء الله ، اصبح أكثر إتساعا ، و قنوات تيرشرش ، إلا أننا نتابع قنوات عربية و مصرية و ما زلنا رسميا نتوجس من الجزيرة ، و نتابع مترجمات ناصر اللحام ، لنعرف أحوالنا .. فنجد أنها من نوع بغض النظر ..
و بغض النظر أنني أكتب هذه الأسطر و يعلم الله أنني لا أريد أن أنقل حالة الإفلاس و الإحباط و النفخ في القربة المقطوعة التي تتملكني الآن ، إلا أنني ، لن أستعرض الأسباب التي تجعل من حركة فتح ، و التيار الوطني الفلسطيني بشكل عام ، في الصف الثاني ، و بغض النظر أنها إنتخابات طلابية ، في مؤسسة واحدة و لكنها مهمة ، إلا أنها تشكل مؤشراً مهماً .. و علينا هنا أن لا نغض النظر ، و أن نعترف بالتالي :
أيها السيدات و السادة :
فلسطين يسيطر عليها " الإخوان المسلمين " هل إسترحتم الآن ؟؟!! .