خبر : إعادة اعمارغزة المهدد بالتوقف !! لماذا كان التأخير ... وهل هناك أخطاء !! م. علي ابوشهلا

الثلاثاء 19 أبريل 2016 12:36 م / بتوقيت القدس +2GMT
إعادة اعمارغزة المهدد بالتوقف !! لماذا كان التأخير ... وهل هناك أخطاء !! م. علي ابوشهلا



كثر الحديث حول بطء عملية الاعمار والتي قدرت بعض المؤسسات الدولية بانها تحتاج الى 20 عاما اذا استمر العمل بنفس الوتيرة الحالية !!
قبل حوالي شهر صرح مدير عام الاونروا في غزة بان الاونروا استطاعت الانتهاء من بناء 10 منازل من بين الاف المنازل التي دمرت اثناء الحرب على غزة في يوليو /أغسطس 2014 ، ولاشك بان هذا العدد زاد ويزيد بمرور الوقت.
ان عملية إعادة الاعمار والتي بدأت في نوفمبر 2014 اعتمدت أساسا على التفاهمات المعروفة باسم روبرت سري الممثل الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة في حينه ,والتي تم الموافقة عليها رسميا من قبل الحانب الفلسطيني ممثلا بالسيد رئيس الوزراء والجانب الإسرائيلي ممثلا برئيس الإدارة المدنية وحضور السيد / روبررت سري .
ولكن نتيجة لعدم وجود خطة مدروسة من الجانب الفلسطيني لاعادة الاعمار من ناحية ...ولعدم انتظام ادخال مواد البناء وخاصة الاسمنت من قبل الجانب الإسرائيلي ...واضافة مواد يمنع إدخالها الى قطاع غزة ضمن ما سمي بالمواد ثنائية الاستخدام والتي تزيد يوما بعد يوم حيث وصلت الى اكثر من 300 مادة تشمل كل المجالات وخاصة صناعة الانشاءات ....هذا بالإضافة الى تأخير وصول اموال التزامات الدول المانحة والتي وصل منها حتى الآن حوالي 38% مما التزمت به تلك الدول في اجتماعها في القاهرة (أكتوبر 2014) ,,علما بان غالبية الأموال كانت من دول عربية . (اعتقد ان تأخر تلك الدول في تنفيذ التزاماتها المالية كان نابعا من التاخير في عملية إعادة الاعمار !!!).
ان اهم هذه الأمور كلها هو عدم وجود خطة شاملة لإعادة الاعمار ..فكل من السلطة الفلسطينية والاونروا و UNDP بدأت عملية حصر الاضرار بشكل سريع شابه العديد من المعلومات الغير دقيقة ...والتي تم البناء عليها في معظم الحالات. كما ان إقامة العديد من الكونتينرات لاسكان ممن دمرت بيوتهم لم تكن هي الحل الأمثل في مثل تلك الحالات .
ان عملية إعادة البناء وخاصة بعد حدوث كوارث كما حدث في غزة في العام 2014 ، كانت تحتاج الى حلول إغاثة سريعة يتم الاستفادة منها لاحقا (تم التطرق اليها في الميزانية المقترحة لإعادة الاعمار ولكن لم يتم تنفيذها بطريقة سليمة ...كما انها استغرقت فترة طويلة ولم تنته بعد مرور هذه المدة الطويلة حتى الآن ) فبدلا من الكونتينرات التي لم تصمد شتاءا ولا صيفا والتي زادت من معاناة الناس ، كان بالإمكان التوجه لإقامة عمارات سكنية من مواد غير خرسانية يتم اسكان المتضررين فيها الى حين الانتهاء من إعادة بناء بيوتهم المدمرة , وبعد إعادة بنائها يتم بيع الشقق في تلك العمارات لذوي الدخل المحدود بالتقسيط (غزة حاليا بحاجة الى حوالي 50000-70000 وحدة سكنية ) وهذا لا يشمل إعادة المباني المدمرة كليا او جزئيا بحيث اصبحت غير صالحة للسكن , والتي بلغت حوالي 23000منزل ووحدة سكنية .(هناك شركة في الصين استطاعت إقامة مبنى فندق مكون من 30 طابق خلال 15 يوم شاملا كافة الخدمات وجاهز لاستقبال الزبائن).
كما ان توزيع الاسمنت بشكل عشوائي في البداية من قبل الاونروا على المستحقين لإعادة بناء منازلهم كان خطأ...فكيف يمكن لمواطن ان يتسلم كمية كبيرة من الاسمنت (200طن مثلا) وهو لا يملك مخزن ولا مساحة من الأرض لوضعهم فيها في ظروف صعبة تعرضهم للتلف .....كما ان العديد منهم كان بحاجة الى المال مما أدى الى بيع تلك الكميات في السوق السوداء لارتفاع أسعار الاسمنت , بالاضافة الى اجراءات خاصة بالاسمنت تمت خلافا لما تم الاتفاق عليه مما خلق سوق سوداء .
ان ما جرى وما يجري حاليا من خطوات لإعادة الاعمار كان من الممكن ان يجري عبر المكاتب الهندسية المنتشرة في القطاع وفي وجود الاف المهندسين العاطلين عن العمل ...بحيث تكون علاقة لجان الاعمار سواء لدى السلطة الفلسطينية او الاونروا او UNDP مع تلك المكاتب الهندسية التي تستطيع تزويد هذه اللجان بالمعلومات الصحيحة وتقوم بالاشراف السليم على تلك الاعمال وترفع تقاريرها للجان المختلفة والمسئولة عن عملية إعادة الاعمار .
وقد قمت شخصيا بوضع خطة لإعادة الاعمار تم تسليمها لمستشاري د. محمد مصطفى (رئيس لجنة الاعمار في حينه - في سبتمبر 2014 اي بعد وقف اطلاق النار ) وكانت خطة شاملة لإعادة اعمار المباني السكنية والعامة والحكومية ومشاريع البنية التحتية ... وتعمل على إيجاد فرص عمل لآلاف المهندسين العاطلين عن العمل في قطاع غزة , ولكنه الروتين الحكومي !!
اللجنة القطرية قامت وتقوم ببناء عمارات سكنية في مدينة الشيخ حمد وغيرها من مشاريع الاسكان والتي توزع على المواطنين والمحتاجين وتقوم ايضا باعادة بناء 1000 من المنازل المدمرة الخاصة , وهي تقوم بذلك بشكل جيد وسريع وهي تتعاون مع المكاتب الهندسية في القطاع ( تم انهاء 98% من هذه المباني حتى تاريخه) , وقد تم ذلك لأن القرار بيد المسئول عن اللجنة بعيدا عن الروتين ولضمان ادخال مواد البناء لهذه المشاريع التابعة للجنة القطرية .
ومع كتابة هذه الورقة اعلن الجانب الاسرائيلي بانه اوقف تزويد غزة بالاسمنت والى اشعار آخر مما يضع علامة استفهام حول امكانية اتمام مشروع اعادة الاعمار !!!
والله من وراء القصد ,,,,,

maabushahla@yahoo.com
19 ابريل 2016