خبر : الحرب على غزة ...وكالة "سما"

الأحد 17 أبريل 2016 12:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
الحرب على غزة ...وكالة "سما"



"لا حرب على غزة الا عندما يقول الجمهور الاسرائيلي بانه يريد تلك الحرب"..يافطة كبيرة تعد من مسلمات متخذي القرارات المصيرية في الدولة العبرية والتي تطورت حديثا بعد حرب تموز الشهيرة مع حزب الله والتي تحاول القيادة السياسية والامنية في الدولة العبرية من خلالها الاحتماء بالرأي العام الاسرائيلي في حال عدم تحقيق اهداف مرجوة او خطط موضوعة لاي معركة قادمة وعلى اي جبهة.

معركة صناعة الراي العام في اسرائيل تأخذ بعدا جديا عندما يبدأ الجنرالات بتهيئة الراي العام الاسرائيلي وليس المحللون والمراسلون العسكريون وكتاب اعمدة الراي في وسائل الاعلام المختلفة، والذين ياتي دورهم بعد ذلك لتبرير ما تفكر وتخطط له المؤسسة العسكرية وحتى لو عارض بعض السياسيون في تل ابيب ذلك لحسابات مختلفة تتعلق باحتمالات الربح والخسارة وانعدام فكرة الفوز الساحق في اي معركة.

التحول الكبير والمدروس كان في الاجتماع او اللقاء الذي دعت اليه قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال "تدروخ" وهي كلمة عبرية تعني التوجيه او محاولة وضع صناع الراي في الدولة العبرية في صورة تطور الاوضاع على جبهة غزة والتهديد الذي تشكله حماس وفصائل المقاومة الاخرى والصواريخ والانفاق والخطط. 

اربع ساعات متواصلة من الشرح والتحليل الاستخباري كانت كما وصفها احد الصحفيين الذين حضروا اللقاء "اشبه بالاعداد لحرب حقيقية" وكان المشهد برمته موجها للجمهور الاسرائيلي وهو ما جعل قادة مستوطنات غلاف غزة يحتجون بشدة على هذا "التدروخ" لانه خلق لديهم اجواء مرعبة ما دفع احد قادة الجيش الى الالتقاء بهم لتهدئتهم واطلاعهم على خطط الجيش لحماية امنهم في حال اي تدهور قد يحدث.

تتوالى التصريحات من سياسيين ومحللين كبار في المؤسسة المعلوماتية الاسرائيلية والتي تمثل ارتدادات للقاء المذكور وتتشارك جميعها في محورين اساسيين هما "تحسين وضع سكان غزة والاستعداد للمعركة القادمة" وهي محاولة صارخة للفصل بين فصائل المقاومة في القطاع وضرورة مواجهتها باي طريقة وحتى لو الادى الامر لاحتلال القطاع كما قال الضابط الكبير وتحسين حياة السكان وهو منهج متجذر في تعامل دولة الاحتلال مع الضفة وغزة منذ احتلالهما عام 1967.

اسرائيل تدرك وتعرف ان لا مقارنة بين قوتها وقوة فصائل المقاومة في غزة ولكن ما يقلقها اكثر من اي شئ هو ان تلك الفصائل بدأت تضع يدها على ما يسمى في العلوم العسكرية والامنية بـ "know how"  والذي يعني "كيفية الصنع" وهي علوم ادت الى احتلال العراق واغتيال العلماء الايرانيين والعراقيين وبعض العلماء المصريين تاريخيا. 

ومما لاشك فيه ان الحديث المنسوب للضابط الكبير حول قدرات المقاومة الصاروخية وتطوير دقتها والراس المحمول المتفجر ومحاولة تجاوز القبة الحديدية اضافة الى هجمات السايبر القادمة من غزة والتي من شانها ان تهدد منشات استراتيجية وحيوية دون الحاجة لمواجهة شاملة تجعل من صناع القرار في الدولة العبرية يعبرون عن جموح الغريزة عبر التغول في وصف قدرات المقاومة ومدى تهديدها لمستقبل الدولة العبرية.

ويجب التنبه هنا ايضا الى ما اشار له ذلك الضابط الكبير من مسببات لحرب قد تكون محتملة واهمها سوءالفهم نتيجة عمليات هنا او هناك " في اشارة الى عمليات خاصة او اغتيالات" او تصعيد في الضفة وعمليات تتهم فيها حماس والجهاد كما حدث في الحرب الماضية او محاولات حماس للخروج من مازق الحصار الغزي".

ان نظرة شمولية لما يحدث في المنطقة والتغيرات الدراماتيكية والجيوسياسية والتحالفات المعروفة والسرية، تؤكد بما لا يقبل الشك ودون الزعم باننا امام استنتاج متسرع :"بان غزة وفصائلها ومقاومتها وما تؤمن به تشكل عقبة حقيقية امام نظام اقليمي قادم يتشكل بسرعة جعل وزير الحرب "يعلون" يقول بان اسرائيل جزء من "التحالف السني" ضد الارهاب.

لن نحدد موعدا للحرب ولا يستطيع احد ان يحدد ذلك الان في ظل محاولات اقليمية تتبنى المنطق المقابل والذي يدعو الى استمرار الهودء وفتح افاق الحياة للغزيين ويبقى ذلك كله مرتبط بالجدل القائم في المؤسسة الامنية العسكرية الاسرائيلية حول مدى المخاطر المحتملة في حال استمرار الحصار او رفع الحصار عن قطاع غزة ومدى ارتباطه بمستقبل المواجهة القادمة.