توصل الدكتور بريندن زيتش، أستاذ الطب النفسي بجامعة كوينزلاند، إلى نتائج غريبة بعد دراسة الفترة التي تستغرقها العلاقة الحميمة بين الجنسين. ووجد أن استخدام الواقي الذكري أو كون الذكر مختوناً لا يؤثر في طول المدة. وتتحدى تلك النتائج الآراء التقليدية التي تقول إن عزل العضو الذكري، سواء من خلال الواقي الذكري أو عدم الختان، تؤثر على حساسيته أثناء العلاقة الحميمية.
ومن بين النتائج أيضاً، أن المدة التي يستغرقها الرجال ذوو الأعمار الأكبر خلال العلاقة أقل من أقرانهم الأصغر، بعكس المتداول عن هذا الأمر، بحسب تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، الاثنين 4 أبريل| نيسان 2016.
ماهي المدة المثالية للعلاقة؟
وقد تتسم إحدى المرات التي يخوض فيها زوجان علاقة حميمة بنوع خاص من الإثارة، فيشعر كلاهما أن الأمر استمر مدة طويلة. لكن الأمر قد لا يتجاوز ثوان معدودة في لقاء آخر.
وبعد كثير من تلك اللقاءات التي تختلف مدة كل منها، يتساءل كثير منا عن الفترة التي تستمر خلالها العلاقة الحميمة في المعتاد. وقد حاول الدكتور بريندن زيتش، أستاذ الطب النفسي بجامعة كوينزلاند، البحث عن إجابة لهذا السؤال المُلحّ.
وفي مقالته التي كتبها لموقع The Conversation للأبحاث الأكاديمية، قام الطبيب بدراسة أحدث الأبحاث المرتبطة بهذا المجال، فوجد أن المدة التي يقضيها الزوجان تتراوح بين 33 ثانية و 44 دقيقة، وذلك وفقًا لمتوسط فترات العلاقة الحميمة التي يقضيها كل زوجين خضعا لذلك الاختبار، حيث يتم أخذ الأرقام من كل زوجين على حدة.
وقد وجد البحث أن متوسط المدة التي تتم فيها العلاقة بعد تجميع الأرقام الخاصة بأكثر من زوجين، كانت 5 دقائق و24 ثانية.
ما هو متوسط فترة انتظار القذف؟
ن لم تكن واحداً من العلماء، فربما دار برأسك سؤال بعد تلك المرة المخيبة لرغبتك، والتي لم تستغرق فيها علاقتك الحميمة مع زوجتك طويلاً. فمن المؤكد أن الأمر أرّق مضجعك فسألت نفسك: ما هي الفترة التي ينبغي أن تدوم خلالها العلاقة الحميمة في المعتاد؟
أما العلماء، فقد يعيدوا صياغة السؤال بصورة أكثر غموضاً للمستمع، ولكنها تبدو هزلية، فقد يقولون: ما هو متوسط فترة انتظار القذف داخل المهبل؟
اعلم أن تلك العلاقة تتخللها كثير من المداعبة، وأن الأمر لا يتعلق فقط بالاتصال المباشر بين الذكر والأنثى وعملية القذف. ولكن حتى تلك المداعبة لا يمكن تعريفها بسهولة. فهل هي القبلات؟ أم التمسيد؟ أم التحفيز؟. وسوف نركز هنا على الفترة التي تستغرقها عملية القذف وحسب، وذلك من أجل تبسيط الأمر وتحديده.
لا يعد قياس متوسط فترة القذف أمراً بسيطاً وسهلاً. وربما يتبادر إلى أذهاننا أن نسأل الأشخاص ببساطة عن الفترة التي يستغرقونها في ذلك. بيد أن ثمة إشكالين متعلقين بهذا الأمر: الأول أن الإجابة ستكون غير محايدة لأنّ أي شخص يرغب بكل تأكيد أن يخبرك أنه استغرق وقتاً طويلاً من أجل وجاهته الاجتماعية. والأمر الثاني أن الأشخاص لا يعلمون بالضرورة المدة التي قضوها حتى تمت عملية القذف.
فالعلاقة الحميمة ليست شيئاً يفعله الناس بينما ينظرون إلى ساعة الحائط بجوارهم، لذا فمن الصعب عليهم قياس الفترة التي يستغرقونها خلال علاقة حميمة تتم بعفوية تامة، دون استخدام ساعة على سبيل المثال.
نتائج
من خلال أفضل الأبحاث التي لدينا لقياس متوسط عملية القذف، خضع 500 من الأزواج حول العالم للاختبار. وذلك من خلال استخدام كل زوج منهم لساعة من أجل قياس الفترة التي تستغرقها عملية القذف خلال العلاقات الحميمة، وكانت فترة الاختبار 4 أسابيع. قد يبدو أمراً غير ملائم، فالمشاركون في الاختبار يضغطون على زر"ابدأ" في ساعة التوقيف عندما يبدأ الاتصال المباشر بين الذكر والمرأة، ثم يضغطون "توقف" عندما تتم عملية القذف.
وقد يبدي أحد الأشخاص ملاحظةً بأن ذلك يؤثر إلى حد ما على مزاج الزوجين ولا يعكس الصورة الطبيعية التي تحدث بها العلاقة. لكن المعروف أنه قلّما يكون العلم دقيقاً في النتائج التي يتوصل إليها، وتلك هي الطريقة المثلى لقياس الأمر. فما هي نتائج ذلك الاختبار؟
كانت أبرز نتائج الاختبار أن ثمة اختلافاً هائلاً بين الأرقام التي توصلنا إليها. حيث تراوح متوسط الفترة التي استغرقها كل زوجين على حدة بين 33 ثانية و44 دقيقة (حسب متوسط مرات العلاقات الحميمة خلال 4 أسابيع). وكما نرى فإن أطول مدة كانت 80 ضعفاً لأقصر مدة. لذا فمن الواضح أنه ليس لدينا مدة "اعتيادية" للعلاقة الحميمة.
إلا أن المتوسط الحسابي الفني لكل الأزواج الذين خضعوا للاختبار كان 5 دقائق و24 ثانية، وهذا يعني أن الأزواج الخمسمائة الذين خضعوا للاختبار، سواء كان منهم من يستغرق مدة أقل أو أطول.
تأثير المكان؟
ولم تؤثر الأماكن التي يعيش بها الأزواج الذين خضعوا للاختبار على نتائجه إلا في حالة واحدة، وهم الأزواج الذين يعيشون في تركيا- حيث سجلوا أقل مدة بلغت حوالي 3 دقائق و42 ثانية- مقارنة بالأزواج الذين يعيشون في بلدان أخرى مثل هولندا وأسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
كما ظهرت نتيجة مدهشة أخرى تقول إنه كلما كان الزوجان أكبر سناً، كانت المدة أقصر بعكس ما يقال حول أن الكبار يستغرقون مدة أطول (ربما هم من ادعوا ذلك الأمر).
وباعتباري باحثاً أؤمن بنظرية التطور، فقد قادتني كل تلك الأحاديث عن الفترة التي تستغرقها العلاقة الحميمية إلى سؤال آخر "لماذا تستغرق العلاقة الحميمة وقتاً في الأساس؟".
فالهدف من العلاقة الحميمة يكمن في وضع ماء الرجل داخل مهبل المرأة. فلماذا كل تلك الحركات الجسدية؟ فبدلاً من كل تلك الحركات والاحتكاكات التي تحدث مئات المرات في العلاقة الحميمة الواحدة بين الزوجين، لماذا لا يحدث الاتصال في سكون تام ودون احتكاك، ثم تتم عملية القذف، ثم يذهب كل منهما لتناول الشراب واستكمال يومه بصورة عادية؟
وقبل أن تجيبني عن هذا بأن "الأمر ممتع حين يحدث الاحتكاك"، حريٌ عليك تذكر أن نظرية التطور لا تهتم بالمتعة في حد ذاتها، بل إنها تؤمن ب "تصميم" الأشياء بصورة ممتعة من أجل مساعدة أجدادنا لنقل جيناتهم إلى الأجيال التي تليها.
فعلى سبيل المثال، رغم أننا نحب الطعام، فإننا لا نمضغ الطعام في أفواهنا لمدة 5 دقائق حتى نستمتع بالطعم لفترة أطول. لذلك فإن الأمر غير ناجع، وقد تطورنا لكي نتوصل إليه إجمالياً.
ويعد السؤال عن سبب استغراقنا مدة أطول، سؤالاً معقداً بلا إجابة واضحة. بيد أننا قد نستدل على الإجابة عليه من شكل العضو الذكري.
ففي عام 2003، أظهر الباحثون- من خلال استخدامهم لمهبل اصطناعي، وعضو ذكري اصطناعي، ومني اصطناعي- أن النتوء الذي يحيط برأس العضو الذكري تسبب في استخراج سائل من المهبل لم يكن موجوداً من قبل.
وقد يعني هذا الأمر أن تكرار عملية الاحتكاك أثناء العلاقة، يعمل على إخراج المني الخاص بالذكور الآخرين الذين خاضوا علاقات حميمية مع الأنثى من قبل. ويحدث ذلك قبل أن تتم عملية القذف لضمان أن الحيوانات المنوية الخاصة بالذكر الذي يخوض تلك العلاقة في اللحظة ذاتها، لديها فرصة أكبر للوصول إلى البويضة أولاً.
وقد شرح هذا الأمر لنا مصادفةً، أنه قد يكون السبب أيضاً في الألم الذي يشعر به الرجل إن استمر في عملية الاحتكاك بعد القذف، فالسبب قد يرجع إلى أن ذلك الأمر ربما يؤدي إلى إخراج ماءه هو أيضاً.
حسناً، ما الذي يمكننا أن نفعله بتلك المعلومات؟ نصيحتي أن تجربوها لا أن تفكروا فيها خلال العلاقة الحميمة.
" هافينغتون بوست عربي "