خبر : حديث نصرالله والحرب مع إسرائيل .. بقلم: علاء خير الدين

الثلاثاء 22 مارس 2016 07:29 م / بتوقيت القدس +2GMT
حديث نصرالله والحرب مع إسرائيل  .. بقلم: علاء خير الدين



 

اطل أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، ليلة أمس على «قناة الميادين»، في حوار مهم ومثير استغرق حوالي ساعتين ونصف الساعة.
لسنا بصدد قراءة الحوار كاملاً وما طرح فيه من قضايا حساسة وشاملة، ولكن نكتفي بالنقطة المركزية فيه، والتي تتعلق بحزب الله وإسرائيل.
تحدث السيد نصرالله ليلة أمس لأكثر من خمسين دقيقة عن فكرة الحرب مع إسرائيل، وخلص إلى أنه يستبعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في المدى المنظور، «وأن الإسرائيليين ليسوا أغبياء لذلك لن يخرجوا إلى الحرب».
إذا كان هذا هو تحليل حزب الله وتقدير الموقف لديه، لماذا إذن إثارة هذا الموضوع بهذا المستوى، وقد غطى الحديث عنه أكثر من ثلث الوقت الذي استغرقه اللقاء؟!
بعيداً عن التفسيرات والتأويلات التي سيغرقنا بها خصوم حزب الله، نقول، إن إسرائيل منذ فترة هي التي تتحدث عن الحرب.. وهي دائماً لديها نوعان من الأسباب للحرب ضد حزب الله. الأول، أسباب ثابتة تتمثل في موقف حزب الله من إسرائيل، وما يمتلكه من ترسانة أسلحة تهدد أمن (لا وجود) إسرائيل. والنوع الثاني من الأسباب، هي أسباب متغيرة أو متحركة، تتعلق بالظروف والمستجدات التي يعيشها الحزب وتمر بها المنطقة.
في إسرائيل، هناك من يعتقد أن استنزاف قوة حزب الله في سوريا، وانكشافه عربياً وإسلامياً والذي بلغ ذروته في «قرار عربي» يعتبر حزب الله «تنظيماً إرهابياً»؛ يشكل فرصة تاريخية نادرة للتخلص من تهديد حزب الله وترسانته العسكرية. من أنصار هذا الرأي في الكيان، أهل الحرب، وزير الدفاع، موشيه يعالون، ورئيس الأركان، غادي ايزنكوت، صاحب نظرية «عقيدة أو استراتيجية الضاحية».. والغريب أن من يكبح جماحهما في مطبخ القرار الثلاثي معهما، هو نتنياهو بكل ما عرف عنه من عجرفة وغرور!
حاول السيد نصرالله ممارسة الحرب النفسية وإرسال رسائل من العيار الثقيل جداً لتخويف الإسرائيليين ومنعهم من الخروج إلى الحرب. وهي رسائل يخشى من يعرف العقلية الإسرائيلية أن تأتي بمردود عكسي! دخل حديث نصرالله إلى العقل الإسرائيلي من باب الأسباب الثابتة والدائمة للحرب قبل المتغيرة. وطالما أن حزب الله هذه المرة يهدد بضرب أهداف نووية، فهو من اللحظة لن يبقى في خانة تهديد (أمن) إسرائيل، بل من ليلة البارحة ارتقى في العقل الاستراتيجي الإسرائيلي إلى مربع تهديد (وجود) إسرائيل. كيف سيكون أثر هذا التحول على عقل نتنياهو وأنصار الحرب من حوله؟ الله أعلم!
لعل إعادة قراءة الأسباب المتغيرة لقرار الحرب، في ضوء حديث أمين عام حزب الله، تكون هي المرجح مع مرور الوقت. هناك من يعتقد في إسرائيل أن الوضع الحالي مريح جداً لإسرائيل، وأن حزب الله يخسر كل رصيده دون حاجة إسرائيل لأن تغبر أقدامها في معركة تكسير العظم العسكرية والسياسية والمعنوية الدائرة في المنطقة ومحورها سوريا، والتي استدرج إليها حزب الله ويصر على عدم الخروج منها حتى لو خرجت إيران، كما أوضح السيد نصرالله في حديثه بالأمس.
لا يزال هذا الرأي هو الذي يحكم قرار إسرائيل بشأن الحرب على حزب الله. لكن تداعيات انتقال حزب الله إلى خانة التهديد (الوجودي) في التفكير الإسرائيلي، يضاف إليه تطورات الموقف الروسي الذي ينسق بقوة مع إسرائيل في الشأن السوري، يجب مراقبتهما بحذر شديد في المرحلة القادمة، لنتأكد إن كانت رسالة حزب الله قد وصلت لإسرائيل كما أرادها الحزب أم العكس؟!