خبر : العرب ومهزلة رئاسة " الفيفا " !! ...د. عبد القادر فارس

الأحد 28 فبراير 2016 09:26 ص / بتوقيت القدس +2GMT



كان من المؤسف أن يتنافس مرشحان عربيان , ومن قارة واحدة هي آسيا , لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) , وخوض معركة كنت متيقنا أنها خاسرة في مواجهة المرشح الأوروبي السويسري "جيان انفنتينو "- نسيب العرب - حيث زوجته لبنانية , الذي نافسه أوروبي آخر هو ممثل فرنسا الغير معروف في الساحة الكروية , بالإضافة إلى ممثلين عن القارة الافريقية وقارة أميركا الجنوبية , كانا يعلمان علم اليقين أن لا حظوظ لهما بالفوز برئاسة الفيفا.

وكانت معركة رئاسة الفيفا قد بدأت بعد استقالة الرئيس السابق " سيب بلاتر " السويسري , المتربع على عرش الفيفا منذ عام 1998 , والفائز بالانتخابات التي جرت في أواخر شهر مايو من العام الماضي 2015 , في مواجهة الأمير الأردني علي بن الحسين الذي حصل على 73 صوتا في الدور الأول من الانتخابات وانسحب في المرحلة الثانية , بعد أن خذله العرب والمسلمون وقارته آسيا , وفي مقدمتهم الكويت والبحرين وفلسطين الذين صوتوا لبلاتر , ونشبت على أثرها الخلافات الأردنية مع كل من رؤساء اتحادات كرة القدم في الدول الثلاث.

استقالة بلاتر بعد فوزه بمرحلة خامسة متتالية , جاءت بعد الكشف عن فساد كبير واختلاسات مالية بملايين الدولارات , وبدأت الترشيحات للانتخابات مجددا وتحدد تاريخ أواخر فبراير 2016 لانتخاب رئيس للفيفا , وكان طبيعيا أن يترشح الأمير علي بن الحسين وهو صاحب المركز الثاني في الانتخابات السابقة , مرشحا عن قارة آسيا والعرب والمسلمين , في مواجهة مرشحين مجهولين كرويا من قارات أوروبا وافريقيا وأميركا اللاتينية , باتت التكهنات بفوز أول عربي لرئاسة الفيفا , بعد تلقيه دعما كبيرا من دول وقارات العالم , غير أن المفاجأة جاءت مؤخرا بتقديم الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني والاسيوي , ترشيح نفسه لانتخابات رئاسة الفيفا , والدخول بقوة للمنافسة بتأييد من دول الخليج , والاتحاد الاسيوي , والاتحاد الافريقي الذي تخلى عن مرشحه الافريقي , في صفقة مجهولة مع سلمان آل خليفة.

ورغم محاولات الوساطة التي قام بها بعض مسؤولي الاتحادات العربية لكرة القدم , لثني أحد المرشحين العرب الانسحاب لصالح الآخر , إلا أنها باءت بالفشل , فالأمير على يقول أنه أول من ترشح ولن ينسحب , والشيخ سلمان يقول إن حظوظه الأكبر بدعم الاتحاد الاسيوي الذي يقوده , ودعم الاتحاد الافريقي الذي يضم 54 دولة , وتم الذهاب للانتخاب , وجرت الانتخابات وسط أجواء مشحونة في ظل " مهزلة كروية عربية " , ولم يفز أي من المرشحين في الدور الأول لعدم الحصول على الأغلبية بنسبة أكثر من 50% , وجرى دور ثاني فاز به المرشح السويسري , بعد أن صبت الأصوات التي كانت للأمير علي بن الحسين في الدور الأول لصالح المرشح السويسري , لتبقى رئاسة الفيفا في سويسرا مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم , ويخسر العرب الرئاسة التي كانت شبه مؤكدة بين أيديهم , لولا المطامع الشخصية , وخاصة من الشيخ سلمان آل خليفه , الذي حاول من خلال موقعه في رئاسة الاتحاد الاسيوي , وتوظيف الأموال لخدمة انتخابه , فكان الفشل للجميع عربا ومسلمين وآسيويين. وليس لي إلا القول مع نهاية هذه المهزلة الكروية العربية للمرة الثانية , لقد خذلك العرب والمسلمون مرة أخرى يا سمو الأمير علي بن الحسين , لأن العرب كما يقال " اتفقوا على ألا يتفقوا" !!