عشرة ألا شيقل مكافأة لكل شرطي يقبل بالخدمة في مدينة القدس المحتلة، عشرة آلاف شيقل هي ثمن الرعب الذي يدفع غالبية رجال الشرطة لرفض الخدمة في القدس المنتفضة.
أكثر من خمسون رصاصة من الخوف والرعب أطلقت على جسد الشهيد الشاب محمد خلف (20 عامًا) بعد إصابته اثنين من قوات العدو في عملية طعن بباب العامود في البلدة القديمة الجمعة الماضية، أعداد الرصاصات على جسد الشهيد تفضح رعبهم.
مغتصبي منازل البلدة القديمة يعيشون وسط الجدران والحواجز والأسلاك الشائكة، ولا يستطيعون التحرك إلا وسط الحراسات الأمنية، كل محل فلسطيني في البلدة القديمة يعطل كاميرا المراقبة يتعرض لخطر الاغلاق.
نحميا هليفي خريج الجيش الصهيوني، حاخام مدرب جيدا، كان يحرس منزل شارون المغتصب في البلدة القديمة لمدة 23 سنة، خرج بمسدسه لإيقاف الفدائي مهند حلبي الذي تمكن من اختطاف مسدسه وقتله وقتل صهاينة آخرين، ما الذي جعل هليفي المدرب جيدا يتخلى عن مسدسه بسهوله، أنه الرعب.
توسع الاستيطان وتمدده في كل شبر من الأراضي المحتلة، خصوصا في البلدة القديمة والخليل وغيرها من المدن الفلسطينية المحتلة، وتداخل بيوت المغتصبين وطرقهم الالتفافية مع بيوتنا وطرقنا يجعل الجيش والشرطة الصهيونية عاجزة عن توفير الأمن للمغتصبين الصهاينة، بل ويسرع في المواجهة الحتمية القادمة بين شعبنا المنتفض وبين العدو مغتصبيه وقواته.
كما لن يفلح عار التنسيق الأمني في حماية الاحتلال ومغتصبيه، حتى ولو أوقف الاحتلال استفزازاته في القدس والاستيطان في الضفة، فان مجرد وجود المحتل على أرضنا استفزاز كفيل باستمرار المعركة فصولا.
صحيح أن أمن السلطة تمكن خلال الأيام الماضية من إعادة (8) من المغتصبين ضلوا طريقهم إلى المدن الفلسطينية، وصحيح أن قوات عباس باتت تكفي قوات الاحتلال مؤنة الاعتقالات والملاحقات الأمنية، لكن كل ذلك لن يستمر لأنه ببساطة مرتبط باستمرار وجود عباس في مقعد الرئاسة، وما أقصر الحياة، سيذهب عباس كما ذهب غيره وسيبقى شعبنا الفدائي المنتفض حتى التحرير، حينها ربما يقول رجال التنسيق الأمني كما قال الجن بعد وفاة سليمان عليه السلام فلما مات عباس أدرك رجال التنسيق الأمني أن لو كانوا يعلمون الغيب ما استمروا في هذا العار الوطني.
قد يكون استمرار وجود السلطة مرتبط باستمرار التنسيق الأمني كما يصرح قادة العدو دون خجل أو وجل، لكن بالتأكيد فان بقاء الوطن لا يرتبط أبدا بوجود السلطة التي باتت عبئا على الوطن.
شهدنا مؤخرا تعالي أصوات فصائل تنضوي تحت جناح السلطة بوقف التنسيق الأمني مثل الجبهة الديمقراطية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل فصائل منظمة التحرير مؤهلة وجاهزة وتريد وقف التنسيق الأمني حقا، علما أن ذلك قد يعني توقف المخصصات التي تعتاش عليها هذه الفصائل ويتقاضون منها رواتبهم. !!. أكاد أجزم أنهم غير جاهزون ولا يريدون وان تصريحاتهم حول التنسيق الأمني ما هي إلا مجرد ضريبة كلامية لا أكثر.
أيامنا حبلى بفرص استمرار وزيادة لهيب الانتفاضة بدءا من الاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى، مرورا بالشهداء الذين يرتقون يوميا في شوارعنا، وربما ليس انتهاء بالمعركة البطولية التي يخوضها الصحافي الفدائي محمد القيق بأمعائه الخاوية نيابة عنا جميعا، حيث بات محمد القيق التنظيم الأول في فلسطين الذي يقود ويخوض ويوجه ويواجه العدو وحيدا فريدا، فيما نكتفي نحن بالدعاء.


