القاهرة / وكالات / قال الكاتبة المصرية نوال السعداوي في مقالها في ” الأهرام ” ” حوار لا أنساه بين أمي وأبي ” والتي استهلته قائلة : ” رأت أمي زوجها ( أبي) مع امرأة أخرى ، اشتد غضبها ، وقررت الانفصال عنه ، كان يوما شتويا ، وكنت عائدة للبيت من المدرسة ، بدأت السماء تسقط قطراتها الرقراقة النادرة، وكنت أحب اللعب تحت المطر ، أقفز في الهواء فرحا برذاذ الماء ، طعمه المنعش في فمي ، والتزحلق على الأرض المبللة ، وإن سقطت أنهض لاتزحلق من جديد ، وانقضى الوقت في اللعب ، ثم تذكّرت أن مس ايفون أعطتني أعلى درجة في الفصل ، ولابد من العودة بسرعة لترى أمي وأبي كراستي ” .
وتابعت السعداوي : ” حين دخلت البيت كان أبي وأمي يتحاوران بصوت عال على غير عادتهما، وسمعت أمي تقول بغضب لأبي :
خلاص انتهى كل شيء
ارتفعت أصواتهما فلم أتبين الحوار بدقة ، وبدأ الجيران يتلصصون من وراء الأبواب والشبابيك ، وكان أبي ينكر تهمة الخيانة الزوجية ويقول لأمي : أنت الوحيدة في حياتي صدقيني
أنت تكذب يا أستاذ
أنا لست كاذبا يا هانم
كل الرجال يكذبون على زوجاتهم
إن كان لي امرأة أخرى سأقول لكِن هذا حقي الذي منحه الله لي
أيعطيك الحق في الخيانة ؟
إنها ليست خيانة يا هانم
إن لم تكن خيانة ماذا تكون ؟
حق الرجل كما جاء في كتابه الكريم
الرجل يستمتع بامرأتين والمرأة تستمتع بنصف رجل ؟”
وتابعت السعداوي : ” رنت في أذني كلمة نصف رجل ، فتخيلت أبي مشطورا نصفين والنصف الأعلى أفضل في نظري طبعا ، لأن فيه العقل والقلب ، والنصف الأسفل ملوث بإفرازات الجسم وطين الشوارع العالقة بالقدمين ، ولم يخطر لعقل أبي أن العدالة تشمل المتعة الزوجية للنساء كالرجال ، منذ طفولته يسمع أن المرأة متاع الرجل ، لم يسمع أبدا أن الرجل متاع المرأة ”
