خبر : من حكومة فيشي الى حكومة فش أحسن منها ..حافظ البرغوثي

الجمعة 29 يناير 2016 09:17 ص / بتوقيت القدس +2GMT
من حكومة فيشي الى حكومة فش أحسن منها ..حافظ البرغوثي




بريق المنصب يذهب العقل فيما أن التمسك بالموقف يهذب العقل ، والكثيرون منا يختار المنصب ويتحول موقفه بين ليلة وضحاها ودولارها الى النقيض ، أعرف أكاديميا تخصص في نقد السلطة واوسلو وحكوماتها ولما تم تعيينه مستشارا تسيل بين يديه الوف الدولارات لقاء فذلكات ودراسات لم يسمع بها أحد ولم ينتفع بها العمل الحكومي تحول الى مدافع عنيد عن الحكومة حتى صار وزيرا ، ولم نسمع عن اي انجاز له لكنه عندما خرج عاد الى سيرته اي مرحلة ما قبل الدولار الاخضر الرنان يملأ بالنقد الآذان.
وهناك حزبي آخر كان ناقدا مواظبا على الهجاء اليومي لأداء السلطة وفسادها خمس مرات في اليوم وقبل الاكل وبعده حتى استوزر فكف عن النعيق بعد ان قضى وطره من الحكومة . واعرف موظفين كبارا كانوا يوسوسون للرئيس الراحل ابو عمار ان العبد الفقير لله ينشر اراء ناقدة للسلطة"السلطة في نظرهم هم هي شخوصهم فقط" ويجب تغييره لأنه ذو فكر معارض هدام لا يمدح بل يقدح ولا يعر انتباها لعلية القوم وجهادهم اثناء النوم فكان الراحل الكبير يبلغني باقوالهم وهو يضحك عليهم. وهناك من الرخويين الهلاميين وشوشوا لمن بعده فصدقهم دون تمحيص واكتشف كذبهم ونفاقهم متأخرا اي بعد خراب مالطا. فالدارج عندنا عارض حتى يتم شراء الذمم وإحياء الرمم.
وخاتمة الأحزان ومن علامات قيام الساعة وآخر الزمان ما ورد ان اعلاميا لا اشك في قدراته وامكانياته المهنية اشتهر بمقالات هجومية على السلطة ورئيسها ومفاوضيها وحكوماتها واوسلوها وغولدستونها ولعن سنسفيلها مع انه لا يوجد لها سنسفيل ، ووصفها بانها مثل حكومة "فيشي" الفرنسية العميلة للنازيين تولى منصبا سيدافع فيه عن حكومة فيشي طالما ان هناك رزمة تخينة من الأزرق المائل للخضرة آخر الشهر فالخلل ليس عند المنتقى بل المنتقي، وهكذا يا سادة يا كرام تصبح حكومة فيشي فش احسن منها في العالم في نظر صاحبنا المختار في مرحلة خراب الديار ومثله كثيرون في المناصب والمكاسب ولله في خلقنا شؤون، فالدولار يصيب بالدوار.