خبر : "هآرتس": تخوف إسرائيلي كبير من تصعيد الأوضاع بالضفة الغربية

الثلاثاء 26 يناير 2016 10:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
"هآرتس": تخوف إسرائيلي كبير من تصعيد الأوضاع بالضفة الغربية



القدس المحتلةسما بعد مرور أربعة أشهر تقريبًا على اندلاع هبة الغضب الفلسطينية، يعتقد مسؤولون كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن هناك احتمالا كبيرا بتصعيد الأوضاع في الضفة الغربية، إذا لم يتم القيام بنشاطات لتهدئة الأوضاع بما في ذلك تحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطنين الفلسطينيين، وتوثيق التعاون مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وأشارت مصادر عسكرية اسرائيلية، وفقا لصحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الثلاثاء، بشكل إيجابي لحقيقة أنه حتى الآن لم يتم تسجيل حوادث بحسبها نفذ أصحاب تصاريح العمل عمليات ضد إسرائيليين، ما عدا العملية التي وقعت في مبنى بانوراما في تل أبيب، حيث كان منفذ العملية يملك تصريح عمل في إسرائيل، وكذلك منفذ عملية "موديعين" الذي دخل إسرائيل بتصريح عمل بموقع للبناء في المدينة. وفي الأسبوع الماضي، كرر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي آيزنكوت أن الجيش الإسرائيلي "يصر على الفصل بين الإرهاب والسكان الفلسطينيين"، وأضاف أن خروج 120 فلسطيني للعمل في إسرائيل والمستوطنات في الضفة الغربية هو: "مصلحة إسرائيلية".

وفي أعقاب عملية أمس في مستوطنة "بيت حورون" غربي مدينة رام الله أمس (الاثنين)، قرر الجيش الإسرائيلي فرض طوق أمني حول قرية عورا التحتا. وما زالت الحواجز التي نصبتها قوات الجيش لمنع خروج العمال الفلسطينيين للعمل على حالها، عدا عن الحالات الإنسانية والتي يسمح من خلالها بعبور الفلسطينيين (المرضى والنساء الحوامل).

ويدعي الجيش الإسرائيلي، أن هناك ثمة انخفاض في عدد العمليات وعدد التظاهرات في بعض مراكز المدن بالضفة الغربية، إلا أن العمليات الأخيرة في كل من عتنيئيل، تقوع ومستوطنة عناتوت وأمس في بيت حورون تدل بشكل قاطع على وجود تغييرات في توجهات منفذو العمليات، والتي بحسبها فإن منفذي العمليات يسعون لتنفيذ عملياتهم داخل المستوطنات.

وتعتقد المصادر في الجيش الإسرائيلي أن الحديث لا يدور حول عمليات منظمة وإنما حول شبان وأفراد يعملون بشكل غير منتظم في محاولة لتقليد العمليات التي سبقتها. ويسود تخوف في صفوف الجيش الإسرائيلي بأن العمليات التي نفذت في الفترة الأخيرة داخل المستوطنات من شأنها أن تؤدي لموجة تقليد يتم من خلالها محاولة تنفيذ عمليات أخرى داخل المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية.

وتدعي المصادر في الجيش الإسرائيلي أنه على الرغم من عمليات إطلاق النار التي نفذت في فترة التصعيد إلا أن عدد هذه العمليات ما زال منخفضا وأنه هناك احتمال كبير أن يتم استخدام المزيد من الأسلحة خلال العمليات بسبب توفرها في المناطق الفلسطينية.

وبحسب الجيش الإسرائيلي فإن السبب في ذلك يعود إلى أكثر من متغير واحد: مسلحو تنظيم فتح ليسوا متورطين حتى الآن في موجة العمليات، ولأن المجتمع الفلسطيني بمعظمه لا يتوجه إلى خارج حدود الضفة الغربية. وتقدر الجهات العسكرية في الجيش الإسرائيلي أن منفذي العمليات هم من جيل "ما بعد أوسلو"، وتضيف أن المواطنين الأكبر سنا خريجي الانتفاضة الأولى والثانية، على سبيل المثال في قباطيا وسعير حاولوا منع الشبان من تنفيذ عمليات طعن.

وتؤكد التقديرات العسكرية على التطورات المرتبطة بقطاع غزة. وكانت مصادر إسرائيلية قد صرحت الأسبوع الماضي أن حركة حماس تبذل جهودًا كبيرة لترميم قدراتها العسكرية، وذلك من خلال حفر المزيد من الأنفاق إلى داخل إسرائيل وتجديد مخازن الصواريخ.

وتقدر المصادر العسكرية أن هناك احتمالا بأن تفتح جبهة جديدة في قطاع غزة، وأضافت المصادر أن أي تصعيد من هذا القبيل من المحتمل أن يقع بسبب حسابات مغلوطة لخطوات معينة أو بسبب رد إسرائيلي على عمليات أو كخيار أخير من جانب حماس بهدف تغيير الأوضاع التي تسود قطاع غزة بشكل جوهري.

أما بخصوص الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان، فيعتقد الجيش الإسرائيلي أن احتمال اندلاع حرب على هذه الجبهات هو "متوسط"، وخاصة بما يخص فتح جبهة ضد حزب الله. وتدعي المصادر في الجيش الإسرائيلي أن حزب الله غير معني بتصعيد الأوضاع ضد إسرائيل، ولكن من المحتمل أن تؤدي حوادث عينية إلى تفجير الأوضاع بين الطرفين.

"صواريخ حزب الله"

وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن حزب الله مستعد لخطوات تنطوي عنها مخاطر وهو يقوم بتطوير قدرات عسكرية كبيرة لاستخدامها ضد إسرائيل من خلال الحصول على صواريخ أكثر دقة وأكثر وزنا، وكذلك التخطيط لعمليات داخل الأراضي الإسرائيلية. إلى ذلك فإن حجم الخسائر التي مني بها حزب الله داخل سوريا والتي تقدر بـ 1300 قتيل، أي ضعفي عدد القتلى في حرب لبنان الثانية، وعشرة آلاف جريح ستشكل وزنا مقابل أي قرار لشن حرب ضد إسرائيل.

بالإضافة إلى ذلك، حذر الجيش الإسرائيلي من أن جماعة "ولاية سيناء" في تنظيم داعش في سيناء بدأ يشغل نفسه في الفترة الأخيرة أكثر فأكثر في إسرائيل وبدأ يتحدث عن تنفيذ عمليات ضد إسرائيل في وسائل الإعلام. وعلى الرغم أن نحو ألف مقاتل في ولاية سيناء يولون أهمية أكبر للقتال ضد الجيش المصري، إلا أن تقديرات إسرائيلية تشير إلى أن مستوى التهديدات بتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية أصبح أكثر جدية. وتقدر المصادر العسكرية أن عملية واحدة نفذت في إسرائيل بالهام من تنظيم داعش. وبحسب التقديرات فإن نشأت ملحم، منفذ عملية إطلاق النار في تل أبيب مطلع العام استلهم ما قام به من عمليات تنظيم داعش.