رام الله / سما / أعلن مسؤول كبير في حركة فتح أن وفداً من الحركة سيتوجه خلال الأيام القليلة المقبلة إلى العاصمة القطرية الدوحة للقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وصفه بأنه «مهم جدا».
وقال المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، «يأتي اللقاء بعد عديد من اللقاءات عقدت في الآونة الأخيرة على نار هادئة وبعيداً عن وسائل الإعلام «. وأضاف «قد تكون هذه هي الفرصة الأخيرة بسبب الطريقة التي تم التحضير فيها للاجتماع» مشيراً إلى أن وفد حركة فتح سيضم عضوي اللجنة المركزية للحركة مسؤول ملف الحوار الوطني عزام الأحمد وصخر بسيسو.
وأشار المسؤول إلى أن «الهدف هو تشكيل حكومة وطنية تمارس مهامها كاملة وفق القانون والنظام لتنفيذ كل بنود اتفاق المصالحة» مشدداً على انه «لا نبحث عن اتفاقات جديدة وإنما عن تطبيق الاتفاقات القائمة». وأكد في هذا الصدد على أن «نحن نفضل حكومة وحدة وطنية تتسلم غزة بدون تجزئة وتنفذ كل ما في الاتفاق». ولفت المسؤول إلى أن «الرئيس محمود عباس وحركة فتح يتمسكان بالرعاية المصرية الكاملة للحوار» مشيراً إلى أن «كل شيء يتم بالتنسيق مع مصر وعلى أساس الورقة المصرية».
وكان الأحمد عقد سلسلة اجتماعات مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق وخاصة في العاصمة اللبنانية بيروت لبحث إنهاء الانقسام. كما كان وفد يضم أعضاء من المجلسين الثوري والاستشاري لحركة فتح وقياديين من الحركة عقدوا اجتماعا مع قياديين من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة قبل عقد اجتماعات أُخرى في تركيا.
وعلمت «الأيام» أن وفد حركة فتح ضم محمد الحوراني وقدورة فارس وشخصيات أُخرى فيما ضم وفد «حماس» أعضاء المكتب السياسي موسى ابو مرزوق ومحمد نصر ومحمد نزال وصالح العاروري.
وقد كان أبو مرزوق ألمح إلى ما يجري بحثه في بيان حدد فيه 6 نقاط وهي «أولاً، اجتماع الإطار القيادي إن لم يتم القدرة عليه لظرف من الظروف فلا بأس أن يكون هناك اجتماع فصائلي أو على أي مستوى يتفق عليه، وثانياً، نحن جاهزون لحكومة وحدة وطنية فصائلية، وثالثاً، وثيقة وطنية متفق عليها، ورابعاً «جاهزون للمصالحة وفق الاتفاقات الموقعة سابقاً».
وأضاف أبو مرزوق «حماس في إطار إعادة اللحمة الوطنية وتصحيح مسار القضية الفلسطينية، فهي على استعداد أن تقدم كل ما من شأنه أن يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، وعلى الجميع عدم تشخيص الواقع فقط بل كيف يمكن الخروج من المأزق، وسادساً، كل شيء يجب أن يكون في إطار الشراكة السياسية وعدم تهميش طرف دون الآخر. لذلك نحن في «حماس» نضع أيدينا في أيدي إخواننا في «فتح» للنهوض بهذه الانتفاضة لتفعيل المشاركة الشعبية فيها».
وقد كان عقد لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية او ما تسميه بعض الفصائل الإطار القيادي المؤقت أحد المطالب الرئيسة لحركة حماس قبل أن يتحدث أبو مرزوق عن اجتماع فصائلي». وتضم لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والأمناء العامين للفصائل ورئاسة المجلس الوطني الفلسطيني وشخصيات مستقلة تم الاتفاق عليها، حيث انعقدت اللجنة مرتين في السنوات السابقة في العاصمة المصرية القاهرة، الا أن الأزمة بين مصر و»حماس» تحول دون عقده في القاهرة.
ولاحظ مراقبون أن الاجتماعات بين الجانبين تركزت بعد الاجتماع الذي عقده مؤخراً وفد قيادي من حركة حماس برئاسة مشعل مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي جرى فيه بحث الاتصالات بين إسرائيل وتركيا لإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين. وقد أعلن أكثر من مسؤول تركي أن موضوع المطلب التركي برفع الحصار الإسرائيلي على غزة يبحث في الاجتماعات التركية-الإسرائيلية فيما اعتبر مسؤولون إسرائيليون المطلب التركي هذا بأنه احد القضايا الصعبة في المحادثات.
ويأتي لقاء الدوحة المرتقب بعد اتفاقات عديدة تمت في السنوات الماضية دون أن تطبق على ارض الواقع، إذ على الرغم من انه تم حل الحكومة في غزة التي ترأسها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلا أن «حماس» بقيت هي المسيطرة على المؤسسات في غزة. وكان آخر هذه المحاولات، التوصل إلى تفاهم بين مصر وحركة (فتح) بشأن معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر والذي لم يطبق بسبب عدم تسلم الحكومة المسؤولية عن المعبر.
وقد رفض الأحمد في اتصال «الأيام» معه الكشف عن مضمون الاتصالات التي جرت أو التوقعات من الاجتماع القادم في العاصمة القطرية.


