خبر : خذوا حذوا حذركم، "حملة تمرد" لا تنتسب لهذا الوطن!!! د. أحمد يوسف

الإثنين 18 يناير 2016 02:19 م / بتوقيت القدس +2GMT
خذوا حذوا حذركم، "حملة تمرد" لا تنتسب لهذا الوطن!!! د. أحمد يوسف




إن ما يجري في قطاع غزة يستدعي الحوار، والمزيد من لغة الحوار وليس التمرد، كما يطالب بعض المرجفين في المدينة.. نعم؛ أحوال القطاع تبعث على الخوف والقلق، ومؤشرات التوتر تستدعي أن تكون بيننا حوارات وطنية، والتوصل إلى تفاهمات وموقف جامع يلتقي عليه الكل الوطني والإسلامي، وهو مطلب الصغير والكبير، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة، التي يريدها البعض، وفي سياق غير ما يرغب به المخلصون من أهل هذا البلد ويخططون له.
صحيحٌ، قد أطبق الحصار على أهلنا في قطاع غزة، وهناك من أوجعته حالة الفقر والمسغبة، وجرحت كبرياء كرامته، وأن من حقه مسائلة من بيده مقاليد الأمور وزمامها، وباعتبار أن من حقنا مسائلة الجميع؛ "وقفوهم بأنهم مسئولون".. ولكن كل شيء يجب أن يجري بحكمة وقدر، حيث إن عين البصير لا تجهل الخطر، وهي مدركة له.. إذ ليس كل من ينادي بالتحرك هو طاهر الذيل والأثر.
دعونا نجري حواراتنا الوطنية والإسلامية لتقدير الموقف، وبهدف تبادل الرأي والمشورة، وأن تتم جولات الحوار بين كافة شرائح المجتمع، من نخب فكرية، ونقابات واتحادات طلابية وتجمعات شعبية، ولقاءات مع المخاتير ورجال الإصلاح، وندوات مع النواب والكتل البرلمانية، والتوصل إلى حالة إجماع وطني يتوافق عليه الجميع، باعتباره الموقف الذي سنراود عليه قادتنا وسادتنا في هذا الوطن، والذي سنضغط به كذلك على كل ما بأيدهم إمكانيات الإصلاح والتغيير والتجديد.
ومن الجدير ذكره والتحذير منه، هو ما خرجت به بعض الجهات المدسوسة تحت ما يسمى بـ"حملة تمرد"، حيث عادت - في هذا الوقت العصيب - تطل علينا بأجندتها المشبوهة في لغتها ودعواتها التحريضية، والتي هي بعيدة عن ثقافة شعبنا في قطاع غزة، إذ ليس من بيننا من يفكر بغير الكلمة الطيبة والحوار الهادف والتعبير الاحتجاجي المسالم في إيصال مظلومياتنا لمن هم في موقع صاحب المقام، والقادرين على التمام.
بالأمس، وصلني إيميل باسم "حملة تمرد"، وكان الواضح من لغة التشهير وأسلوب التحريض فيه أنه يبغي خلق فتنة، وافتعال مشاكل داخلية نحن في غنى عنها، حيث إن الآذان هنا في غزة مفتَّحة لسماع رأي الجميع، والتفكير بروح الوطن، والغيرة على مكتسباتنا الوطنية للتوافق على كل ما ينزع فتيل التوتر والقلق القائم، والذي لا يخطئ بفهمه من هم على دراية ووعي بأوضاعنا السياسية، كما لا يغيب أيضاً عن عقل البصير دوافعه ودواعيه.
نعم؛ قد تكون هناك نوايا وتوجهات أخوية مخلصة لدى بعض شرفاء هذا الوطن، تطالب الجميع في رام الله وغزة، بالتعجيل لإنهاء الانقسام، ولملمة الشمل، والذهاب لانتخابات على قاعدة الشراكة السياسية والتوافق الوطني، باعتبارها المخرج الآمن من المأزق القائم جراء الاحتلال والحصار وتشرذم حالتنا السياسية، ولكن علينا اليقظة من أي جهات ملعونة قد تتخفى تحت نيَّات البعض للعبث وإشعال نار الفتنة.
ختاماً: حملة تمرد لا تمثل أحداً في ساحتنا، وتحركاتها مشبوهة، وعلى الجميع توخي الحيطة والحذر، وعلى فصائلنا الوطنية أن تحدد مواقفها من مثل هذه النداءات والتحركات.