خبر : لهذا فشلت المقاومة والسلطة الحاليتين ..د. طلال الشريف

السبت 09 يناير 2016 01:19 م / بتوقيت القدس +2GMT




لا تحتاج المقاومة أن تصبح في السلطة أو تمارس الحكم مادامت تتبنى المقاومة المسلحة كحرب عصابات وغير الحرب النظامية بالجيوش والأجهزة الأمنية العلنية
عندما تصارع المقاومة المسلحة على الحكم هذا يعني أن تتخلى عن أهم شروط نجاحها واستمرار الشعب من حولها لأنها وشعبها تتحول لأهداف سهلة للانقضاض عليها من الاحتلال ويدفع الشعب ثمنا باهظا نتيجة أي عمل تقوم به المقاومة الجالسة في الحكم وهذا الخلط بين حرب العصابات والجيش النظامي فشل في فلسطين بعد التجارب الأخيرة ويجب الاقلاع عن هذ الخلط فإما حرب عصابات لا تتدخل في السلطة وإما سلطة تدير شؤون الناس دون المقاومة
حماس بوجودها في الحكم وتحولها لأجهزة أمنية خسرت وخسرت شعبها ونتائج ذلك ما نحن فيه من معاناة شديدة
عباس بمفاوضات العقدين الماضيين فشل في الانجاز وتحقيق الاهداف لأنه ربط مصير برنامجه بالتزام وقف المقاومة المسلحة والتزم بمسؤولية التنسيق الأمني بمعنى الوقوف في وجه المقاومة ولذلك دفع شعبنا ثمنا باهظا على الارض وفي تراجع المد الثوري نحو انهاء الاحتلال وأحبط شعب كامل ولازال يرفض المقاومة ويمارس التنظير ضدها وعدم فائدتها طوال العقدين الماضيين
حالنا الفلسطيني وليس عيبا المراجعة واستخلاص العبر حيث لا يفيد فيه مزج المقاومة والسلطة لحزب أو لتنظيم وهذا سبب فشل حكم عباس وحماس وممارسة المقاومة هنا بالساب والعمل ضدها كما عباس أو بالايجاب بالحكم والعمل العسكري كما حماس
حماس تحكم وتقاوم فتدفع ثمنين ثمن تعرض الاجهزة الامنية والمؤسسات الحاكمة للدمار وخسائر إمكانيات تنظيمها العسكرية وثمن معاناة الناس الواسعة نتيجة عدم تمكنها من ادارة مناحي حياة الناس وحركتهم وكانت سببا في حصارهم وخسائرهم ولذلك فشلت في المزج بين المقاومة المسلحة وحكم الناس
عباس دفع ثمنين ثمن عقدين من الزمن مفاوضات عقيمة زاد فيها الاستيطان والتهويد وثمن افشال المقاومة بالالتزام بالتنسيق الأمني المناوئ والمضاد للمقاومة المسلحة وأخيرا ترك الانتفاضة دون دعم
يعني شعبنا دفع أربع أثمان من خلال المقاومة العسكرية لحماس وانخراطها في الحكم وفشل عشرين عام مفاوضات عباس دون مقاومة والالتزام للمحتل بمنع العمل المقاوم
النتيجة
الحزب أو الحركة أو الجماعة العسكرية المقاتلة والمقاومة يجب عليها الابتعاد عن الحكم ومشاكله وتبقي عملها تحت الأرض
الحزب أو الحركة أو الجماعة التي تريد أن تكون في الحكم يجب عليها تسهيل حياة الناس دون اتفاقيات أمنية والتزام بتسيق امني في مواجهة من يريد المقاومة العسكرية
ناهيك عما دفع شعبنا من أثمان باهظة نتيجة للقمع وانتهاك حقوقه من الطرفين الحاكمين
وعليه يجب مغادرة الحالتين والتوجه للانتفاضة ودون الاستيلاء عليها لتأخذ مداها بشبابها الجديد وآلية عملها الذاتية وأدواتها فلكل ظاهرة خصوصياتها وكفاية تجارب فاشلة ودعوا شعبنا يجترع أدواته دون وصايات فشلت وأفشلت شعبنا وقضيته.