خبر : غزة : مبادرة الفصائل لحل أزمة معبر رفح على طاولة مؤسسة "بيت الحكمة"

الخميس 07 يناير 2016 12:04 ص / بتوقيت القدس +2GMT
غزة : مبادرة الفصائل لحل أزمة معبر رفح على طاولة مؤسسة "بيت الحكمة"



غزة سمانظم معهد بيت الحكمة برئاسة الدكتور أحمد يوسف ، اليوم الاربعاء جلسة حوارية للإطلاع على مفاصل المبادرة التي صاغتها الفصائل والقوى الاسلامية باستثناء فتح وحماس ، لحل أزمة معبر رفح البري ، واستضاف المعهد كل من القيادي في الجبهة الشعبية جميل مزهر ، والقيادي في الجهاد الاسلامي خضر حبيب ، والقيادي في الجبهة الديمقراطية طلال ابو ظريفة ، وافتتح الحوار الدكتور أحمد يوسف مرحباً بالحضور ، معتبراً المبادرة المقدمة من الفصائل جيدة ومن الممكن البناء عليها وطنياً .
وركز القيادي في الجبهة الشعبية على أهم بنود وأفكار المبادرة ، والتي تمحورت حول خمس مرتكزات أولها دمج موظفي المعبر القدماء والجدد ،بعد إعداد كشوفات بهم ودراسة أوضاعهم وقياس صلاحية بقاء كل واحد منهم ، من عدمه ، وتكليف شخصية وطنية وازنة بإدارة المعبر ، وإنشاء صندوق وطني لموارد المعبر ، يتم استثماره للصالح العام ، وتمكين حرس الرئيس من الأمن على المعبر ، وأن يكون المعبر ضمن مسئولية حكومة التوافق الوطني ، وتطرق مزهر الى ضرورة أن تتخذ حركة حماس موقفاً ايجابياً من المبادرة على غرار موقف حكومة التوافق التي شكلت لجنة برئاسة الدكتور رامي الحمدالله ، لتطبيق بنود المبادرة والاشراف على تنفيذها ، ورغم وجود صعوبات جسيمة في تحريك عجلة المصالحة ، كان لا بد من تفكيك الازمات المركبة وحلها بشكل يخفف من معاناة شعبنا ، وكان موضوع معبر رفح البري أولوية عند الناس ، لذا تم وضع مجموعة أفكار من قبل السياسيين في الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية والكتاب وأصحاب الرأي ، وبعد نقاش معمق تبلورت مجموعة الافكار ، وسلمت الى حركة حماس والحكومة في رام الله ، وقبل تسليمها لحماس والحكومة تم التوافق عليها من قبل الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية ، وحازت بالإجماع خارج حركتي فتح وحماس ، ووضعت مصالح شعبنا قبل أي اعتبار .
وقال مزهر أن الانباء الورادة من قبل حركة حماس تفيد أنها شكلت لجنة لدراسة المبادرة ، وإنها حددت يوماً وهو السبت القادم للقاء مع الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية لبحث المبادرة ، واللجنة المشكلة من قبل حماس برئاسة الدكتور خليل الحية ، واذا ما انتهينا من التوافق على المبادرة بشكل وطني كامل ، سننتقل الى المربع المصري وطرحها من خلال حكومة التوافق ، وكل هذا يحتاج الى إرادة وطنية صادقة .
اما القيادي في الجهاد الاسلامي خضر حبيب فتطرق الى أهمية المبادرة بظل الظروف الراهنة والاغلاقات المتواصلة لمعبر رفح البري ، وإن حركة الجهاد تدعم هذه المبادرة كونها عامل تخفيف على المواطنين في قطاع غزة ، والمرجو منه أن يكون تطبيق المبادرة مدخلاً لتفكيك الكثير من الازمات ، وصولا الى تطبيق المصالحة بشكل كامل .
وقال حبيب أن هناك أخبار مبشرة لقبول المبادرة ، ونتمنى من حركة حماس أن تأخذ الامر على محمل الجدية تمهيداً لتطبيق المبادرة ، وحل هذه المعضلة ، ويجب قبول المبادرة من قبل الجميع ، لسحب الذرائع من الأخوة في مصر ، التي تضع شرطها الوحيد لفتح المعبر بأن يكون تحت سيطرة الحكومة الفلسطينية .
من جهته أكد القيادي في الجبهة الديمقراطية طلال ابو ظريفة على أهمية المبادرة في هذا التوقيت بالذات وهي أن عام 2015 كان العام الأسوأ في فتح معبر رفح ، وأن الفصائل نجحت بشكل ما في إحداث اختراق في قضايا عامة ، مثل ملف الكهرباء ، وإن الفصائل مطالبة من قبل قواعدها العريضة بالتدخل لتفكيك الازمات ، وعدم البقاء في مربع الرزمة الواحدة ، خاصة وأن انعقاد الاطار المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية بات متعذراً ، فكان لا بد من فعل شيء في أهم ملفات وأزمات قطاع غزة ، فكانت مبادرة معبر رفح البري ، والتي تم الإجماع عليها وأخذ الموافقة من قبل الحكومة برام الله وتشكيل لجنة للإشراف على تطبيقها ، وننظر الى حركة حماس بكثير من المسئولية لكي تتخذ قرارها الصحيح ، لحل هذه الأزمة الخانقة ، وإخراجها من دائرة التجاذب ، ولا بد من التفرغ الى الشق الثاني لهذا الملف وهو الجانب المصري ، وهذه المسئولية ستكون على عاتق حكومة التوافق ، ولا خيار لدينا إلا أن نتوافق على هذه المبادرة .
اما رؤية الدكتور غازي حمد القيادي في حركة حماس والمسئول السابق المكلف من قبل حركة حماس لمعبر رفح البري ، كانت قلقة إذا ما دخلت الاطراف بالتفاصيل ، وستكون الخلافات حول الكثير من النقاط ، وستكون مفجرة للمبادرة ، خاصة وأن مسألة المعبر تشمل على كل ملفات المختلف عليها ، سواء الأمن أو الضريبة أو المنع من السفر وجوازات السفر وغيرها من القضايا ، خاصة وأن أي اشكالية مهما كانت صغيرة كفيلة بتخريب أي مبادرة .
وابدى حمد تشاؤماً كبيراً بخصوص المبادرة ، لغياب السياسيين عن كثير من النقاط الفنية والمهنية ، والتفصيلية ، وهذا الموضوع يحتاج الى ترتيب بدقة خالصة ، فكيف الحكومة تسيطر على معبر رفح وليس لها سلطة على باقي قطاع غزة ، هذا التناقض هو الذي يربك انجاح المبادرة ، ولابد من ترتيب كلي للأوضاع الداخلية ، بإشارة منه الى حل "الرزمة الواحدة ".
بدوره القيادي في حركة فتح الدكتور فايز ابو عيطة ، ابدى ترحيبه بأي مبادرة تساعد على تخفيف المعاناة عن سكان قطاع غزة ، وإن موقف حركته من موقف حكومة التوافق ، كونها الحكومة المشكلة بقرار من الرئيس محمود عباس ، وعليه فإن المبادرة مقبولة وطنياً ، ولو إن حركة حماس بحكم سيطرتها على قطاع غزة ، وتكفلت بحل مشاكل السكان في القطاع ومنها معبر رفح ، لما احتاجت الفصائل والقوى التدخل ووضع مبادرات لمشاكل وأزمات كثيرة يعيشها القطاع ، ولكن حماس للأسف لم تستطع حل الكثير من الازمات ، ورغم ذالك كانت حركة فتح قد وافقت عاجلاً على المبادرة بغض النظر عن بنود المبادرة وقبلتها من باب التخفيف عن ابناء قطاع غزة ، وإن كانت حركة فتح خارج مسئولية المعبر ، بحكم الأمر الواقع وسيطرة حماس على قطاع غزة ، ولكن فتح لا تتخلى عن مسئولياتها وندعم أي مبادرة من شأنها التخفيف من معاناة ابناء شعبنا .