رام الله / سما / منذ اللحظات الأولى لخروج اللواء جبريل الرجوب قبل أيام على شاشة التلفزيون الرسمي الفلسطيني، تلقى القائمون على المؤسسة وبرامجها اتصالا من أحد مسؤولي مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن” الكبار، يسأل من سمح لـ “رجوب” بالخروج والحديث في السياسة بدل المجال الكروي والرياضي، وذلك قبل أن يشرع الجنرال بأولى حملاته الدعائية استعدادا للمنافسة على مركز متقدم في اللجنة المركزية لحركة فتح لتكون عينه على كرسي الرئاسة.
وخلال استفسارات “رأي اليوم” من مشرفين على الإعلام الحكومي، أبلغت أن هناك تعليمات “مفهومة غير مكتوبة” من جهات عليا، تمنع منذ فترة خروج الجنرال الرجوب، للحديث عن أمور سياسية، وأن يقتصر ظهوره على الحديث عن الشأن الكروي والرياضي فقط.
وذلك كله يأتي مع تيقن الرئيس أبو مازن الذي أنهى منذ فترة آخر علاقات الود مع الرجوب، بأن الرجل عينه أكثر من غيره على كرسي الرئاسة وهو أمر لا يحبذه أبو مازن، ولا يريد أن يكون الرجل خليفته.
ويرجع تاريخ الخلاف القائم بين الرجلين، إلى انتخابات اتحاد الكرة العالمي “الفيفا” حين وجهت الأردن اتهامات مباشرة للرجوب بالامتناع والتحريض وقتها على عدم دعم الأمير علي بن الحسين لرئاسة الاتحاد الدولي، وهو ما أغضب أبو مازن، الذي يتطلع دوما لدعم الأردن، خاصة وأن فعلة الرجوب وقتها وهي تهمه نفاها، جاءت في ظل توتر في العلاقات بين المملكة والسلطة، وهو ما صب الزيت على النار.
ووقتها أفشى أعضاء في اللجنة المركزية أن أبو مازن وجه للرجوب في جلسة حضرها الجميع انتقادات لاذعة وقوية، وتحدث معه بلهجة مليئة بالغضب، حتى أن الجنرال تغيب بعدها أكثر من مرة عن تلك الاجتماعات خشية من غضب الرئيس، الذي لا يريده أن يكون خليفة محتمل له في قيادة السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وقد كان الرجوب ممن عارضوا مؤخرا خطوة أبو مازن بتعيين الدكتور صائب عريقات أمين سر للجنة التنفيذية بدلا من ياسر عبد ربه، ليس من باب حب الأخير، ولكن لتيقنه بأن هذا المنصب يقود صاحبه لكرسي الرئاسة مستقبلا.
على العموم فإن اللواء الرجوب، خلال خروجه على شاشة تلفزيون فلسطين، وجه انتقادات لجميع المستويات السياسية في السلطة الفلسطينية، بما فيها انتقادات مبطنة لأبو مازن، ووزع جمل مليئة بكلمات الدفء والمجاملة لحركة حماس خصم تنظيمه الرئيسي فتح، في مسعى رأى خلاله المتابعون بأنه يحمل “رسائل ود” لتحسين علاقاته بحماس، وهي إشارات تعمد الرجوب استخدامها منذ فترة.


