وزيرة القضاء اييلت شكيد، فاخرت خلال لقاء اجرته معها القناة السابعة، وهي قناة تخدم انصارها، بان الخطوات التي عملت على تسريعها آلت الى صدور قرار عن المحكمة العليا يصادق على هدم بيوت عائلات المخربين. وقالت ان النقاشات في السابق كانت تطول لعدة أشهر، اما الان فتستغرق عدة اسابيع.
لم يتم سؤال اييلت شكيد حول الجانب الاخلاقي لهذا العمل، ولا حول جمهوره، لأن المستوطنين لا يعارضونه، والحقيقة ان الجمهور الواسع ايضا دفع النقاش حول هذه المسألة الى الهامش الراديكالي. استمرار عمليات السكاكين العفوية لا يدعم تبرير الردع بواسطة هدم البيوت، لكنه يمكن دائما الادعاء بأن تسريع هدم الكثير من البيوت سيقضي على التمرد الفلسطيني وان غياب الاصرار يؤخر اسكاته. انا اريد تجديد النقاش حول هاتين المسألتين – المبرر الاخلاقي والجوهر العملي.
لا فائدة من التمسك بآيات التوراة التي تعالج مسألة العقاب الذي سيفرض على الأبناء بسبب جرائم الآباء، وعلى الآباء بسبب جرائم الأبناء. لقد سبق وتعلمنا ان تفسير التوراة هو عمل سحري يطهر النجاسة وينجس الطهارة. الجواب حول مسألة ما اذا يجب تحميل ذنب الابناء لآبائهم، يكمن في مشاعر العدالة. من يعتقد انه من العدل عمل ذلك، سيجد صعوبة في العثور على سبب يمنع قطع ايدي السارق ونصب حبال المشانق في الساحات- وهي عقوبات اثبتت فائدتها في حالات كثيرة.
الردع الذي يعاقب الاخرين، سواء كانوا قلة او كثرة، من خلال الافتراض بأنهم سيقدمون على ارتكاب جريمة، ولذلك من المناسب التبكير في معاقبتهم لتلقين الدرس للمجرمين المحتملين. هذا عقاب احصائي يقوم على العلاقة بين تكرار الجريمة والاقليم الاجتماعي. فرصة قيام عائلة تهلل لقتل اليهود بإرسال ابنها لقتل اليهود اكبر من فرص خروج قاتل اليهود من عائلة مناصرة لأمم العالم.
العلاقات الاحصائية المتماثلة ستظهر ايضا اذا احصينا مدينة كبيرة بل شعبا بأكله: لا شك بان هناك فرص كبيرة لنمو الارهابيين في مدينة يمجد الكثير من سكانها القتلة، وفي صفوف شعب تكثر فيه الكراهية العميقة للشعب المجاور. الاستنتاج المطلوب هو انه من المناسب توسيع عصي الردع وعدم الاكتفاء بهدم عدد من البيوت وانما احياء ومدن.
هكذا بالضبط تتصرف انظمة الطغاة. انهم يعاقبون حتى من تربطه علاقة ما بمن يعتبر خطرا على السلطة – ابناء عائلته، ابناء طائفته، الناس الذين يعيشون في محيطه والناس الذين يؤمنون بأفكاره. وفي المقابل يرى ابناء الحضارة بأن معاقبة المقربين، حتى وان ارتدت الغطاء القانوني، لا تختلف عن العمل الارهابي. الارهابي يريد تقويض النظام بواسطة المس الاعمى بالأفراد، والدولة الارهابية تحاول ردع الافراد بواسطة فرض عقوبات على الجمهور الذي خرج الارهابي من صفوفه.
يمكن لاستراتيجية الارهاب ضد الارهاب ان تسحق الارهاب بشرط ان تواظب على ذلك وتقوم بتفعيل قوة كبيرة دون أي عائق اخلاقي. ولكنها، بشكل عام، ستؤجج شهوة الانتقام وتعزز المبرر الايديولوجي للإرهاب. الارهاب يولد الارهاب. وانا اعتقد ان هذا ما سيحدث مع ازدياد هدم البيوت.


