غزة سماالمربي القائد/ أسعد هاشم علي الصفطاوي من القيادات المؤسسة لحركة فتح ورمزاً من رموزها، وكذلك من أبرز قيادات العمل الوطني الفلسطيني في الداخل والذي فضل البقاء في دائرة الظل حيث لم يغادر القطاع بعد احتلاله عام 1967م، بل بقى يمارس نضاله السياسي وساهم في بناء قواعد فتح التنظيمية بالقطاع حتى تاريخ استشهاده عام 1993م.
أسعد هاشم الصفطاوي من مواليد مدينة المجدل بتاريخ 12/4/1935م، انهى دراسته الابتدائية في المجدل، وعندما حلت النكبة بالشعب الفلسطيني وتم تشريده من دياره غادر أسعد الصفطاوي مع عائلته أرض الوطن واستقر في مدينة غزة بعد عام 1948م حيث تابع دراسته الاعدادية والثانوية في مدرسة الإمام الشافعي، في تلك الفترة وهو في ريعان شبابه التحق أسعد الصفطاوي بصفوف الإخوان المسلمين.
بعد حصوله على الثانوية العامة التحق أسعد الصفطاوي بكلية المعلمين بدار العلوم قسم الطبيعة (تخصص علوم وفيزياء)، أثناء دراسته في الجامعة عام 1954م التحق برابطة طلاب فلسطين و تعرف على ياسر عرفات والذي كان حينذاك يرأس رابطة طلاب فلسطين حيث كان أسعد الصفطاوي عضواً مميزاً في الرابطة خلال وجود أسعد الصفطاوي ضمن رابطة طلاب فلسطين دعا عام 1955م لأول لقاء لبناء تنظيم وطني فلسطيني بعيداً عن الحزبية ينطلق من الولاء للشعب والوطن، والقضية بعيداً عن أجهزة المخابرات العربية، شغل عام 1957م منصب المراقب المالي للرابطة، ولم يتمكن من ممارسة عمله بسبب ترحيله إلى غزة هذه الرابطة التي كانت تقوم بأعمال كثيرة لخدمة الطلبة الفلسطينيين.
أثناء دراسته وقبل انتهاء السنة الدراسية الأخيرة وبسبب نشاطه السياسي تم اعتقال أسعد الصفطاوي وأودع السجن من قبل السلطات المصرية ومن ثم رحل إلى قطاع غزة بتاريخ 24/9/1957م، وبذلك حرم من تكملة دراسته الجامعية ونيله شهادة البكالوريوس.
عند العودة إلى القطاع عمل أسعد الصفطاوي مدرساً في مدرسة خالد بن الوليد الثانوية في المنطقة الوسطى، في الوقت الذي كان فيه رفيق دربه صلاح خلف يعمل مدرساً في تلك المدرسة وقبل سفره إلى الكويت، بقى المعلم أسعد الصفطاوي مدة ثلاث سنوات انتقل بعدها للعمل في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وتنقل بين أكثر من مدرسة وتم ترقيته إلى ناظر مدرسة الإمام الشافعي، وبعدها ناظراً لمدرسة الفلاح الإعدادية ومن ثم ناظراً لمدرسة الشاطئ للبنين.
بعد احتلال قطاع غزة عام 1967م بقي الاستاذ/ أسعد الصفطاوي في القطاع ولم يغادره، وكان من ضمن قيادات العمل الوطني في القطاع، اعتقل عام 1973م وأودع السجن وحكم عليه خمس سنوات لمقاومته الاحتلال آنذاك، تكرر بعدها اعتقاله عدة مرات، كان آخرها الاعتقال الإداري عام 1988م بعد انطلاقة الانتفاضة الأولى المباركة بأشهر حيث أودع في سجن أنصار (3) في صحراء النقب وبعدها تم الإفراج عنه.
لقد كان الاستاذ/ أسعد الصفطاوي من أبرز قيادات العمل الوطني الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وواحداً من قيادات فتح المعروفة بالقطاع.
عمل على رأس لجان الإصلاح الفلسطيني في القطاع أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى مما كان له أكبر الأثر في تجسيد السلم الأهلي والترابط الاجتماعي بين الفلسطينيين وايجاد الحلول المناسبة لحل المنازعات التي تحصل بين العائلات في القطاع.
كان أسعد الصفطاوي صاحب تجربة غنية وكبيرة، وصاحب موقف ورؤية سياسية.
لقد كان الاستاذ أسعد الصفطاوي من المقربين من القادة التاريخية لحركة فتح أمثال الشهيد/ أبو جهاد الذي كانت تربطه علاقة أثناء دراستهم الاعدادية والثانوية في مدارس القطاع وانضمامهم وهم طلاب إلى جمعية التوحيد، وكذلك الشهيد أبو اياد الذي كانت تربطه صداقة أثناء دراستهم بالقاهرة وعملهم مدرسين في مدرسة خالد بن الوليد الثانوية، أما الرئيس الشهيد/ ياسر عرفات فقد كان الاستاذ أسعد الصفطاوي يعتبر من الشخصيات المقربة له منذ أن التقيا في القاهرة خلال عملهم في رابطة الطلاب الفلسطينيين.
الاستاذ/ أسعد الصفطاوي تزوج عام 1958م وانجبا تسعة من الأبناء وهم (علاء، عماد، جهاد، زياد، محمد، علي، منى، انتصار، ايمان)، حيث اعتقل اثنين من أبنائه من قبل السلطات الإسرائيلية خلال الانتفاضة.
اغتيل القائد والمربي الفاضل/ أسعد هاشم الصفطاوي يوم الخميس الموافق 21/10/1993م برصاص الغدر والخيانة ضمن مسلسل إجرامي مخطط له مسبقاً، حيث أقدمت مجموعة بإطلاق رصاص الغدر عليه بينما كان عائداً بصحبة أبناءه من المدرسة، حيث أصيب إصابة قاتلة أدت إلى استشهاده على الفور حيث نقل بعدها إلى مستشفى الشفاء بغزة، حيث جرت عملية الاغتيال البشعة التي تعرض لها المربي الفاضل أسعد الصفطاوي بعد توقيع اتفاق أوسلو والذي كان من المؤيدين لهذا الاتفاق، وما زال القتلة والمجرمون طلقاء، وورى جثمان القائد والمربي الفاضل/ أسعد الصفطاوي (أبو علاء) الثري يوم الجمعة الموافق 22/10/1993م بعد الصلاة عليه في المقبرة الشرقية حيث شاركت جموع غفيرة تقدر بعشرات الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني في جنازته، حيث ودعه الشعب الفلسطيني بما يليق ويستحق به من وداع.
الراحل الكبير/ أبو علاء ترك بصمات واضحة على مسار العمل الوطني الفلسطيني
رحمك الله يا أبا علاء واسكنك فسيح جناته.
لقد كان الشهيد البطل قائداً وطنياً كرس جل حياته من أجل القضية والشعب وترك خلفه بصمة واضحة في مسار العمل النضالي الفلسطيني حيث كان من أبرز قيادات العمل الوطني الفلسطيني داخل الأرض المحتلة.
وحرصاً من السيد الرئيس/ محمود عباس (أبو مازن) فقد تم منح الشهيد المناضل أسعد الصفطاوي وسام الاستحقاق والتميز تقديراً لدوره ونضاله الوطني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ولجان الإصلاح الأهلية ودفاعه عن الشرعية وطموحات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وقد تسلم هذا الوسام من سيادته حفيد الشهيد/ أسعد علاء أسعد الصفطاوي في القاهرة.


