رام الله / سما / بوصول بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى ألمانيا، وعقده هناك لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، يكون الأخير قد استنفذ كل محاولاته الرامية لعقد هذا اللقاء في العاصمة الأردنية عمان، التي سيلتقي فيها بالملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن”.
وذكرت مصادر متعددة في قيادة السلطة الفلسطينية أن رفض طلب كيري كان من الأردنيين والفلسطينيين على حد سواء.
وتمثل بداية الرفض من المملكة التي خشيت أن يتسبب قدوم نتنياهو واستضافته على أراضيها في إحراجها شعبيا على المستوى الداخلي، وكذلك فلسطينيا من جهة الجيران في الضفة الغربية الذين يعانون من عمليات القتل من الجيش الإسرائيلي على الحواجز بذرائع متعددة.
وجهة نظر الأردن هذه جعلت المملكة، حسب ما تقول مصادر سياسية في رام الله، للاعتذار لكيري عن عقد لقاء يحضره نتنياهو، حتى لو كان فرديا مع الوزير الأمريكي، الذي طلب في البداية أن يكون اللقاء رباعيا بانضمام الملك الأردني والرئيس أبو مازن.
وفتحت قناة اتصال مع بداية ترتيبات وصول كيري للمنطقة بين عمان ورام الله، أبدى خلالها أبو مازن رفضه لأي لقاء مع نتنياهو في الوقت الراهن، الذي يشهد موجة غضب شعبي كبيرة بسقوط شهداء وجرحى وعمليات اعدام.
ذات الرأي أيضا حمله الجانب الأردني، خشية من ردود فعل غاضبة على وصول نتنياهو لعمان، وهو ما دفع الدوائر السياسية ذات العلاقة بالاعتذار إلى الأمريكان عن استضافة نتنياهو ولو لساعات معدودة على أرض المملكة في هذا التوقيت، وترافق الاتصالات الأردنية مع أخرى فلسطينية أبلغت الأمريكان رفض حضور أبو مازن لأي لقاء يكون نتنياهو طرفا فيه.
وجعل ذلك كيري يتصل على عجل لترتيب لقاء نتنياهو في ألمانيا، ليطير بعده إلى الشرق الاوسط للقاء الزعيمين الفلسطيني والأردني بهدف تهدئة الأوضاع الملتهبة في المناطق الفلسطينية.
أحد ساسة رام الله المقربين من أبو مازن يقول ان الجانب الفلسطيني لا يخشى في هذا الوقت الضغوط التي تمارس عليه، في ظل قناعته أنها مجرد ضغوط الهدف منها وقف الغضب الفلسطيني، في مسعى لإعادة الهدوء ومن ثم البحث عن طرق لحل ملف الصراع.
فقيادة السلطة الفلسطينية تدرك أن الجميع من الوسطاء يعرفون جيدا أن إسرائيل وأفعالها على الأرض هي من تسببت في وصول الأمر إلى ما هو عليه الآن، وأن تراجع إسرائيل عن تصعيدها وأفعالها والتزامها بالقوانين الدولية سيعمل على إعادة الهدوء من جديد.
مصادر قال ان كيري لم يبلغ الرئيس أبو مازن بجدول أعمال اللقاء، ولا المقترحات التي سيقدمها من أجل تهدئة الأوضاع حتى هذه اللحظة.
ومن أجل ذلك يحمل أبو مازن معه ملف يوثق الجرائم الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية منذ مطلع الشهر الجاري، لتسليمها رسميا لكيري.
ويستند الموقف الفلسطيني في عدم الخشية من الضغوط إلى إدراكه بأن جميع الوسطاء بمن فيهم حلفاء إسرائيل، يدركون أن زيادة الضغط أو الوصول بحلول غير مرضية من شأنها أن تزيد من حجم الغضب الشعبي الفلسطيني على الأرض.
وفي هذا الشأن عبر نبيل أبو ردينة الناطق باس الرئيس عباس صراحة، حين قال أن أي حل لا يعالج أسباب المشكلة وفق رؤية سياسية واضحة تستند إلى الشرعية الدولية، وقرارات الأمم المتحدة، والاتفاقات الموقعة، لن يصمد ولن يحقق الأهداف المرجوة منه.


