رام الله سما قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله، 'إننا حذرنا مرارا من أن المساس بالمقدسات المسيحية والإسلامية خاصة المسجد الأقصى سيجر المنطقة لدوامة من العنف، وعليه فالحكومة الإسرائيلية تتحمل نتائج تصعيدها وتدهور الأوضاع في الضفة الغربية، خاصة بالقدس الشرقية'.
وأضاف الحمد الله، في كلمته خلال حفل إطلاق المؤتمر الدولي الثاني عشر لتكنولوجيا المعلومات، اليوم الاثنين برام الله، 'أود في البداية أن انتهز هذه المناسبة لأعبر عن تعازيي الحارة لذوي الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض الوطن وجسدوا بتضحياتهم إرادة شعبنا على البقاء والصمود، وأن أشيد بصمود المواطنين الفلسطينيين والتفافهم حول القيادة برئاسة الرئيس محمود عباس في وجه الهجمة الإسرائيلية غير المسبوقة على أبناء شعبنا، وتصاعد الانتهاكات بحق القدس وأهلها وقتل الفلسطينيين بدم بارد واستمرار حكومة الاحتلال في مساعيها لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا.'
وتابع الحمد الله أن 'الرئيس محمود عباس جدد مطالبته للأمم المتحدة بتوفير حماية دولية لأبناء الشعب الفلسطيني في وجه التصعيد العسكري الإسرائيلي وانتهاكات المستوطنين، كما أننا نواصل مطالبتنا من خلال الدول الصديقة والشقيقة لوقف هذا العدوان، وأشدد على أننا حذرنا المجتمع الدولي سابقا ونحذرهم الآن بأن انتهاكات جيش الاحتلال والمستوطنين بحق المواطنين والمقدسات المسيحية والإسلامية، خاصة المسجد الأقصى ستجر المنطقة لدوامة من العنف، وعليه فالحكومة الإسرائيلية تتحمل نتائج تصعيدها وتدهور الأوضاع في الضفة الغربية خاصة في القدس الشرقية'.
وأضاف: 'في ظل العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا ومقدساتنا، علينا جميعا التوحد ونبذ الخلاف وتغليب المصلحة العامة مهما تطلب الأمر، وانتهز هذه الفرصة للتأكيد على أهمية توجه وسائل الإعلام لدعم مساعي المصالحة والوحدة، وعلينا العمل سويا لتسود الأجواء الإيجابية بين جميع أطياف المجتمع الفلسطيني وفصائل عمله الوطني.'
واستطرد الحمد الله قائلا: 'لقد أكدنا خلال جميع لقاءاتنا مع رؤساء الوزراء، ووزراء الخارجية، وقناصل وممثلي دول العالم خاصة التي عقدت مؤخرا خلال زيارتنا لفرنسا واجتماعاتنا في نيويورك على أهمية المصالحة والمساعي الحقيقية من القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس والحكومة لتحقيق المصالحة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ودمج المؤسسات الحكومية بين الضفة وغزة.'
وأكد رئيس الوزراء، دعم الحكومة الكامل لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، معتبرا أنه مكون حيوي في الاقتصاد الوطني، ولإسهاماته الجوهرية في مجالات التوظيف والتصدير والتنوع الاقتصادي، وللقدرات الديناميكية والمبتكرة التي يمتلكها، ولدوره الأوسع في توفير أشكال المنتجات التكنولوجية المواتية التي تدعم أسس بناء مؤسسات دولة فلسطين، لتكون دولة متطورة ومتقدمة تكنولوجيا.
وقال 'إن الاحتلال يعمل على عرقلة النمو الفلسطيني على كافة الأصعدة، ويقف عقبة في وجه تطور كافة القطاعات الفلسطينية، ولكننا لن نقف مكتوفي الأيدي في وجه هذا التحدي، بل سنستنهض الهمم والطاقات لبناء فلسطين التي نطمح، ولدعم المواطن وصموده وثباته على أرضه، لذلك فإن دعمنا لقطاع التكنولوجيا والاتصالات نابع من أهميته في خدمة أبناء شعبنا.'
وأضاف الحمد الله: 'لقد وضعنا الدول المانحة من خلال مؤتمر المانحين الذي عقد في نيويورك قبل أيام في صورة المعيقات الإسرائيلية لقطاع الاتصالات والتكنولوجيا في فلسطين، وقمنا بمطالبتهم بالضغط على إسرائيل للسماح للفلسطينيين باستخدام تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، لا سيما تقنية 3G و4G، لما لذلك من دعم للاقتصاد الوطني ولتطور قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في فلسطين، وبما يخدم أيضا عملية الإعمار في غزة، خاصة من خلال المعدات الحديثة المستخدمة.'
وأوضح رئيس الوزراء أن المؤتمر الدولي الثاني عشر لتكنولوجيا المعلومات، يمثل محطة سنوية للتجديد ومواكبة التطور التكنولوجي في أنظمة المعلومات، ورفد الحلول الإبداعية في عالم تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى ما يشكله من فرصة جديدة لتطوير وتعزيز علاقات التعاون وتبادل الخبرات بين جميع المشاركين في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات'.
ونقل الحمد الله تحيات سيادة الرئيس محمود عباس، مؤكدا دعمه وحرصه على النهوض في هذا المجال الحيوي، كباقي دعمه لمجالات حياة شعب فلسطين ومقومات صموده وتطوره، مقدما الشكر لاتحاد أنظمة المعلومات 'بيتا' على كل الجهد الذي يبذله لتطوير هذا القطاع بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأشاد الحمد الله بجهود القائمين على أسبوع تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني الثاني، لا سيما اتحاد شركة أنظمة المعلومات الفلسطينية (بيتا)، ومجموعة الاتصالات الفلسطينية على جهودها المستمرة في دعم هذا القطاع الحيوي ورعاية هذا الحدث، مرحبا بالضيوف الدوليين من ممثلي الشركات والخبراء على حضورهم لفلسطين والمشاركة في أسبوع تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني.
ودعا كافة الشركات العالمية الموجودة للاستثمار في فلسطين، لخلق بيئة مستقرة اقتصاديا وإقامة علاقات تجارية وتعاونية مع الشركات الفلسطينية، بما في ذلك التحالفات التجارية والمشاريع المشتركة.
وحضر الحفل رئيس مجلس إدارة اتحاد شركات أنظمة المعلومات (بيتا) يحيى السلقان، والمدير الإقليمي لشركة اوراكيل محمد عويس، والرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية عمار العكر، وعدد من الوزراء والمسؤولين وممثلي شركات دولية وخبراء دوليين، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية ورجال الأعمال.


