تضاعف عدد النساء العزباوات منذ 30 عاماً إلى اليوم، بحسب مجلة "Le Figaro"، والأسباب عديدة مثل ازدياد النزعة الفرديّة لديهنّ والمنحى الديمقراطي للطلاق بالتراضي، إنما بشكل خاص الانفتاح على سوق العمل. هذا الأمر يمكن مقارنته بمجتمعاتنا العربيّة أيضاً إنما بنسب متفاوتة بين بلد وآخر، وفقاً لحرية المرأة الاجتماعية وخروجها إلى الجامعة وسوق العمل.
ففي فرنسا وحدها ارتفعت نسبة العزوبة عند الجنسين من 6 في المئة من إجمالي السكان عام 1978 إلى 12 في المئة في 2015، وفق ما نقلت المجلة عن الاختصاصي في علم الاجتماع باسكال لاردولييه. لكن نسبة النساء كانت الأبرز إذ ازدادت بشكل مطرد من 17 في المئة عام 1999 إلى 20 في المئة حالياً من مجموع عددهنّ الإجمالي بما يعادل 4.4 مليون امرأة عزباء مقابل 3 ملايين رجل عازب.
ووفقا للاختصاصي فإن هذا التطور الملحوظ في عدد النساء العزباوات يرجع إلى عدة عوامل اجتماعية أهمّها "زيادة أجر المرأة واستقلالها المالي والمهني، ما دفعها إلى تأجيل الولوج إلى الارتباط أو حتى الانفصال".
ويربط لاردولييه أسباب العزوبة بالدراسة "إذ إن الشابة التي لم تتابع تحصيلها العلمي، ستتزوج باكراً وتكوّن أسرة قبل الشابة التي تتابع دراساتها العليا بكثير، بمعنى أن اللواتي ينخرطن في دراسات مطولة تبدأ حياتهنّ العائلية بعد عشر سنوات تقريباً من اللواتي أَعطين الأولوية لأسرهنّ، فيما تبقى كثيرات وحيدات".
تفسيرات أخرى تسند العزوبة لدى الأفراد بدرجات الطموح لديهم، وتالياً فهي تشمل متطلبات الفتيات بشكل خاص فيما يتعلق باختيار الشريك. فبالنسبة لفتاة طموحة علمياً ومهنياً يجب أن يكون الشريك متصالحاً ومتفهماً ومشجعاً لها، إضافة إلى ضرورة أن يكون هذا الشريك عاملاً لدوام طويل، وفي وظيفة تشغل وقته بما يتزامن مع انشغال الشريكة خارج المنزل.
وفي نتيجة التقرير الذي عرضته المجلة أشارت إلى أن الاستقلال والنجاح يرتبطان في ذهنيّة الناس بالعزوبة، وذلك نتيجة لعقلية المجتمع. إنه الإفراط في الانفراد.
يُنسب مفهوم العزوبة إلى النساء أكثر خصوصاً لدى المديرات وصاحبات المراكز الهامّة، كما أن طموحهنّ يمكن أن يشكل عامل خوف للرجال وشعورهم بالتحدّي في الوقت نفسه نظراً لنجاح النساء المالي وقدرتهنّ على الاستقلالية. إن ما يقارب 18 في المئة من النساء المديرات هنّ عزباوات وتتراوح أعمارهنّ بين 30 و59. وفي المقابل فإن 14 في المئة فقط من الرجال الذين يملكون منصب ومهنة شبيهة هم عازبون.