يطلقون عليها باللغة الإنجليزية اسم غرفة الشخير (Snoring room). وهي الغرفة المفضلة التي باتت موجودة في العديد من المنازل فيما يبدو وكأنه عودة بالتاريخ إلى أكثر من مئة عام سابقة قبل عصر “الملكة فكتوريا”.
وتؤيد وجودها أغلب الإحصاءات العلمية التي تجد أن حوالي 40% من الأزواج في العالم باتوا يفضلون الانفصال في “عش الزوجية” والنوم في غرف منفصلة بشكل متكرر بين الحين والآخر بسبب الشخير، في حين أن إحصاءات بريطانية حديثة وجدت أن واحداً من كل 6 أزواج ينفصلون بشكل دائم في غرف النوم.
ويطلق على “غرفة الشخير” باللغة الرسمية اسم “الجناح الرئيسي الثاني”، والتي يبدو أن وجودها صار لزاماً ويلقى رواجاً في أغلب المنازل المصممة حديثاً حسبما لاحظت “سنداي تايمز″، وخلصت في مقابلاتها التي أجرتها مع مهندسين ومصممين إلى أن طرافة الفكرة لم تمنع “غرفة الشخير” من أن تكون مفضلة عند شريحة كبيرة من المشترين والمستأجرين، وهو ما يتلاءم مع توقعات سابقة للرابطة الوطنية لبنّائي المساكن الأميركية بأن يصبح 60% من مجموع المساكن الجديدة في عام 2015 مزوداً بغرفتي نوم رئيسيتين للأزواج.
فيكتوريا لم تفكر بالشخير
ويعتبر بعض الأخصائيين أن نوم الأزواج في غرف منفصلة قد ينقذ حياتهم الزوجية، خصوصاً أن الحرمان المزمن من النوم، بسبب الشخير أو الحركة أثناء النوم، يؤدي إلى أمراض عديدة كالاكتئاب والتوتر وارتفاع الضغط الشرياني والسكري كما إلى زيادة المشاكل بين الأزواج، في حين يجادل أخصائيون آخرون في كون أن هذه العادة تقلل من الرابطة بين الزوجين وتزيد من التباعد بينهما.
ورغم وجود العديد من الدلائل العلمية على أن هناك عدة عوامل حديثة أدت للشيوع الكبير لمشكلة الشخير بين البشر، ترتبط بالنمط المعيشي الحديث وبالبدانة والكحول – كما طبعاً بالمشاكل التنفسية – إلا أن ظاهرة “غرفة الشخير” تمثل عودةً للعادات القديمة، إذ إن انفصال الأزواج خلال النوم في غرف منفصلة أمر ظل بمثابة القاعدة في تاريخ البشرية – خصوصاً في الحضارة الأوروبية – حتى100 عام سابقة.
ودخلت عادة نوم الأزواج في أسرّة مشتركة إلى تاريخ البشرية الحديث وإلى أوروبا خصوصاً في عهد الملكة “فكتوريا” – أو ما يسمى العصر الفيكتوري – صاحبة أطول حكم في التاريخ البريطاني، وهو العهد الذي بلغت فيه الثورة الصناعية قمتها، إذ بدأت الملكة حكمها حينما كانت بريطانيا مملكة زراعية.
وفي هذا العصر الذي شهد تطوراً في العادات والثقافة والفن ودوراً أكبر للمرأة، لم يكن “الشخير” في الحسبان، حينما أدخلت “الطبقة الوسطى” من المجتمع عادة مشاركة الأزواج للفراش أثناء النوم، وأما الأغنياء والأثرياء والملوك والأمراء فقد حافظوا على عادة انفصال الأزواج في غرف منفصلة، وصارت هذه العادة دلالة على الثراء والبحبوحة.