غزة سمادعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في محافظة غزة رئيس بلدية غزة إلى تشكيل لجنة تحقيق في حادثة اعتداء أفراد من شرطة البلدية على الشاب " محمد أبوعاصي" وتحطيم عربته ومصادرة أغراض أخرى، والتي أدت تداعياتها إلى محاولة الشاب الانتحار.
وأكدت الجبهة على أنه لا يمكن على الإطلاق تبرير هذا الاعتداء على الشاب الذي تمرد على الواقع المجافي والظروف الاجتماعية الصعبة وشظف الحياة الرتيب ولم يطلب مساعدة من أحد وذهب ليكسب رزقه من عرق جبينه من خلال عربة متنقلة.
وقالت الجبهة: " كشف هذا الحادث معاناة جيل شاب بأكمله خاصة الخريجين من الأوضاع الصعبة، والتي تتطلب من البلدية والوزارات والجهات المسئولة أن تتحمل مسئولياتها في تعزيز صمودهم وفتح أفق ومقومات الحياة، وفتح المشاريع الصغيرة لهم، بدلاً من أن تقوم بملاحقتهم بحجة أسباب واهية وغريبة في ظل تعقيدات الواقع المعاش في غزة.
وأعربت الجبهة عن تضامنها الكامل مع الشاب أبو عاصي، متمنية له الشفاء العاجل، مؤكدة أنها ستتبنى قضيته وستتابعها مع المسئولين المعنيين، بما يضمن محاسبة المسئولين عن حادثة الاعتداء، وضمان عدم التعدي مرة أخرى على الشاب.
وكان ابو عاصي اقدم في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، على محاولة الانتحار بتناول "السم"، لسوء وضعه المادي وتعمد منعه من العمل على شاطئ بحر غزة لأكثر من مرة، ومصادرة بسطته البسيطة.
وحسب عائلة الشاب (م.ع)، فإنه لا زال يرقد منذ ساعات مساء أمس في العناية المركزة بمستشفى الشفاء وأن حالته مستقرة لكنها ما زالت خطيرة.
وتعود قصة الشاب إلى نحو أقل من عام؛ حين هاجمته شرطة البلدية واعتدت عليه أثناء وجوده على "كورنيش بحر غزة"، وصادرت بسطته مرارا وتكرارا قبل أن تفرج عنها في كل مرة وتعود لتكسيرها.
وفي كل مرة كان (م.ع) يعود لإصلاح بسطته في محاولة منه لبيع ما يستطيع من خلاله سد رمق عائلته، لكن شرطة البلدية صادرت مؤخرا بعض الكراسي البلاستيكية التي وضعها حوله لجذب المواطنين للشراء منه، ورفضت تسليمها له بأمر من رئيس البلدية، كما قيل له.
ورفضت بلدية غزة، في أكثر من مناسبة، التعقيب على القضية التي تكررت سابقاً مع نفس الشخص، فيما أطلق ناشطون صباح اليوم هاشتاق "#روتس_الغلابة" في محاولة لتفعيل قضية الشاب أمام الرأي العام.


