غزة سماوصلت الطفلة إيناس علي (12 عاماً) من مخيم جباليا إلى مركز د. حيدر عبد الشافي وهي تعاني طفحا جلديا لتلقي العلاج، أمس.
وعانت الطفلة "إيناس" من احمرار الجلد وحكة مستمرة، مشيرة إلى أن الحالة لازمتها منذ عدة أيام.
وحضر عدد آخر من الأطفال إلى العيادة، في الوقت نفسه، وهم يعانون من تهيج جلدي.
من جهته، قال د وائل أبو عون الطبيب في عيادة د. حيدر عبد الشافي غرب مخيم جباليا، أن الكثير من الأطفال والكبار وصلوا إلى العيادة، طلباً للعلاج من التهابات جلدية، وحكة دائمة، نتيجة للحر الشديد والتعرق الدائم، مشيراً إلى أن الحر والتعرض لأشعة الشمس يسببان مثل هذه الأعراض.
وأوضح أن الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة، قد يؤدي إلى ظهور حبيبات حمراء على الجسد، أو بروز نتوءات وتورم جلدي طفيف، في بعض أنحاء الجسد، قد يتضاعف لينتشر في كامل الجسد في حالة عدم العلاج، نافياً أن تشكل هذه الأعراض حالة وباء.
وقال د. أبو عون، "قد يصل إلى العيادة العشرات من مثل هذه الحالات يومياً، في ظل حالة الاكتظاظ وتعرض أطفال المخيم لأشعة الشمس غالبية ساعات النهار"، موضحاً أن ثمة ارتفاعاً في عدد المصابين بمثل هذه الحالات.
واعتبر أن الحر والغبار تسببا بتلوث بيئي كبير، لم يقتصر فقط على الشوارع والأماكن المكشوفة، بل طال المنازل أيضاً، خصوصاً ان غالبية المنازل في المخيم غير مهيأة لمثل هذا التغير في المناخ والارتفاع الكبير في درجة حرارة الجو.
وأشار د. أبو عون، إلى أن جميع الحالات التي وصلت إلى مقر العيادة، تلقت العلاج اللازم لمثل هذه الأعراض، مهيباً بأولياء الأمور الحفاظ على حالة معينة من النظافة الشخصية لأطفالهم، ومنع تعرضهم لأشعة الشمس اللاهبة.
الدمار ورداءة العيش
من جانبه قال الدكتور محمد عزيز المختص بالأمراض الجلدية في مركز القدس الطبي في بلدة بيت حانون، أن حالة الدمار المنتشرة في البلدة، وطبيعة سكن المتضررين في البيوت المتنقلة ورداءة الأثاث البيتي المستخدم، وسط الاكتظاظ تسبب بانتشار كبير لأمراض جلدية دخيلة، بينهم.
واعتبر أن الواقع البيئي الناجم عن الدمار من جهة، وحالة الحر من جهة أخرى، يُعدان بيئة مناسبة لانتشار الحشرات والزواحف الناقلة للأمراض، مشيراً إلى أنه يتم استقبال عدد كبير من هذه الحالات خصوصاً مع ارتفاع درجة الحرارة.
وقال د. عزير، أن غياب عناية البلديات والجهات المختصة بالنظافة العامة ساهم بشكل كبير في تردي الوضع البيئي، لافتاً إلى أن غالبية الحالات التي تصل للمراكز الطبية تعاني من حساسية جلدية نتيجة لسعات بعوض أو حشرات طيارة تم ملاحظتها في هذا العام دون الأعوام الماضية.
ونصح بضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية في مثل هذه الأجواء، وعدم استخدام عطور ومزيلات رائحة العرق الكيماوية، وعدم التعرض لأشعة الشمس في أوقات الذروة.
وقلل د. عزيز من مخاطر تلك الأعراض المتمثلة في الحكة والحساسية الجلدية، على الصحة العامة للأطفال والكبار، مؤكداً أن ظهورها على الأجساد لا تشكل حالة خطر بل قد تكون في غالبيتها رد فعل مناعي للجسم.
الايام


