القدس المحتلة / سما / لا يُمكن اعتبار التحذيرات التي يُطلقها مسؤولون من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ في إسرائيل فيما يتعلّق بالمُواجهة القادمة مع حزب الله، أنّها جزءً من الحرب النفسيّة، ويُمكن النظر إليها على أنّها تحضير الجمهور الإسرائيليّ لضراوة وشراسة المعركة القادمة.
ومن ناحية ثالثة، يُمكن إدخالها في إطار التصعيد الإسرائيليّ لشنّ عدوانٍ جديدٍ ضدّ حزب الله في كلٍّ من لبنان وفي الجزء المُحرر من هضبة الجولان العربيّة السوريّة، والتي تزعم إسرائيل أنّ حزب الله أوكل للأسير المُحرر سمير القنطار، تشكيل خلايا عسكريّة منظّمة في القرى العربيّة الدرزيّة، استعدادًا لفتح الجبهة من هناك ضدّ الدولة العبريّة، وهو الأمر الذي يقُضّ مضاجع الإسرائيليين، قيادةٍ وشعبًا.
كشف خبراء عسكريّون إسرائيليّون، استنادًا إلى تقارير استخباريّة، كشفوا النقاب عن أنّ الرئيس السّوريّ د. بشّار الأسد، أمر بنصب صواريخ نوعيّة وتوجيهها ضدّ أهداف إسرائيليّة حسّاسة.
علاوة على ذلك، بناءً على معلومات أمنيّة حليفة لدمشق كشفت عن استعداد إسرائيليّ لشنّ ضربات ضدّ مواقع حزب الله والجيش السوريّ، تزامنًا مع حراك عسكريّ تركيّ لافت شمال سوريّة، في وقت يُراقب قادة تل أبيب باهتمامٍ شديدٍ، سير العمليّات العسكريّة المتواصلة التي يقوم بها مقاتلو الحزب والجيش في الزّبداني السوريّة، وأداءهم اللافت على الأرض بمواجهة الجماعات المسلّحة، الأمر الذي دفع بالمُحلل العسكريّ الإسرائيليّ، يوسي ميلمان، إلى التّحذير، استنادًا إلى معلومات قال إنّه استقاها من مصادر أمنيّة رفيعة المستوى في تل أبيب، من الاستخفاف بشراسة المواجهة القادمة مع حزب الله، جازمًا أنّ تحضيرات مقاتلي الحزب حيّال الحرب القادمة مع إسرائيل باتت مرعبة، ومُضيفًا أنّه سنرى تعادلاً جوّيًا نوعيّا بين المقاتلات الإسرائيليّة وطائرات بدون طيّار، من دون إغفاله التّصويب على أخطر الإشارات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصرُ الله، في إحدى إطلالاته الأخيرة، وتكمن بجهوزيّة حزبه لنقل المعركة إلى أرض العدوّ.
في السياق ذاته، كشف الجنرال الإسرائيليّ في الاحتياط، يعقوب عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ، والمُقرّب جدًا من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، كشف النقاب عن أنّ كلّ المنشآت الحيويّة الإسرائيليّة ستكون هدفًا لمئات الصواريخ يوميًا، نجمها “سكود” و”فاتح 110″ و”زلزال3″، في حال اندلاع مواجهة بين الدولة العبريّة وحزب الله. مضافًا إليها امتلاكه لصواريخ مضادّة للطائرات استُنسخت عن صواريخ “سام7″ الرّوسيّة.
وإذْ أشار إلى أنّ جهوزيّة حزب الله البحريّة وصلت إلى ذروتها بعدما بات بحوزته صاروخ “ياخونت” البحريّ المتطوّر، القادر على إصابة أيّ هدف بحريّ إسرائيليّ بدقّةٍ متملّصًا من عيون الرّادارات الإسرائيليّة، لفت عميدرور إلى أنّ حزب الله استلم صواريخ بحريّة إيرانيّة من طراز “قادر” و”نور” و”نصر” و”محراب”، بالإضافة إلى زوارق هجوميّة سريعة، من دون إغفاله الإشارة إلى صاروخ “سي802″ الذي استخدمه إبّان حرب تموز بضرب البارجة “أحي إيلات”، وليصل إلى ما اعتبره أخطر ما تلقّفته أجهزة استخبارات الإسرائيليّة، والذي يكمن بجهوزيّة فرق خاصّة في حزب الله للقيام بعمليّات كوماندوس داخل إسرائيل، على حدّ تعبيره.
على صلة بما سلف، قال موقع (ديبكا فايلز) العبريّ أنّ أجهزة الإستخبارات الإسرائيليّة تراقب باهتمامٍ كبيرٍ العمليّات العسكرية التي يقودها حزب الله والجيش السوريّ في مدينة الزّبداني الإستراتيجيّة، متوقّفة عند ما أسمته إدخال صاروخ “زلزال” الإيرانيّ على خطّ المعارك، ونماذج أخرى من صواريخ نوعيّة طوّرها الحزب وكان لها الدّور الكبير في اختراق تحصينات المسلّحين خلال العمليّات التي أنجزها في جرود القلمون المعقّدة جغرافيّا.
وفي السياق عينه، أشار المحلّل في القناة العاشرة الإسرائيليّة ألون بن دافيد، إلى تحذيرات أجهزة استخباريّة حليفة لتل أبيب، ممّا بات يمتلكه حزب الله، إضافةً إلى ترسانته الصّاروخيّة الهائلة، من طائرات بدون طيّار أدخلها عاملاً حاسمًا في معاركه على الأرض السّوريّة، كاشفا أنّ تلك الطائرات ستشكّل مفاجآت من العيار الثّقيل لقادة تل أبيب في الحرب القادمة، وحيث ستلعب دورًا هامًّا في أجواء المدن الإسرائيليّة، على حدّ تعبير المصادر الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب، والتي اعتمد عليها المُحلل بن دافيد في تقريره.
يُشار في هذا السياق إلى أنّه لا خلاف على أنّ رسائل التهديد الإسرائيلية الموجهة إلى حزب الله، بما يشمل التحذيرات والتحليلات الهادفة والتسريب المقصود لمصادر سياسية وعسكرية، تندرج في إطار الحرب الصامتة، في معظم الأحيان بين الجانبين. وإذا كانت رسائل إسرائيل التحذيرية تسبق في العادة فعلاً عدوانيًا تجاه الساحتين السورية واللبنانية، وفي محاولة منها لردع حزب الله عن الرد على اعتداءاتها، إلا أن جزءً من هذه الرسائل يُعبّر عن خشية من تطور ما يحدث في الساحتين، أوْ ما يرتبط بالمحور المقاوم بصورة عامة. وترى تل أبيب واستخباراتها أنّ ذلك من شأنه أنْ ينعكس سلبًا على مصالحها.
جدير بالذكر أنّ مصادر أمنية إسرائيليّة اتهمت، في حديث مع الإذاعة العبرية أمس، الحرس الثوري الإيراني مباشرة بالمسؤولية عن قصف بالهاون استهدف مستوطنة عين زيفان في الجولان يوم الاثنين الماضي، وقالت إنّ القصف كان متعمّدًا ونفذته قوات موالية للنظام السوريّ من منطقة خان أرنبة، بإيحاء من قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوريّ، مُضيفةً أنّ الوجود الإيرانيّ في سوريّة بات حقيقة واقعة ومعروفة للجميع ولا شك فيها، إذ إن طهران تساعد النظام السوري بحجم أكبر من أي وقت مضى، وهي توفر له الدعم على كافة الأصعدة، وخاصة من خلال منحه المساعدات الاقتصادية والعسكرية على نطاق ضخم. وقالت إن إيران ترسل خبراءها وميليشيات إلى ساحات القتال لمساعدة النظام.


