خبر : دراسة.. الهرمونات مسؤولة عن الخيانة والاحتيال

الثلاثاء 11 أغسطس 2015 12:04 م / بتوقيت القدس +2GMT
دراسة.. الهرمونات مسؤولة عن الخيانة والاحتيال



لماذا نخون؟ ولماذا نحتال على الآخرين؟

سؤالان لطالما ارتبطت الإجابة عنهما ارتباطا وثيقا بالنمط الأخلاقي والبيئة المحيطة بالشخص وطريقة نشأته.

لكن دراسة بريطانية حديثة وجدت أسبابا بيولوجية تتعدى الظروف المحيطة بالشخص، مشيرة إلى أن للهرمونات دور أيضا في الخيانة والاحتيال.

ونشرت مجلة "علم النفس التجريبي" مؤخرا عرضا مفصلا للنتائج التي توصل إليها الباحثون في جامعات هارفارد وتكساس، الذين انطلقوا من فرضية أن الخيانة أمر يرتبط بتخفيض معدلات القلق في جسم الإنسان.

ووجد الباحثون أن الجسد يزيد من إفراز معدلات هرمون التستسرون من أجل تنظيم معدلات هرمون الكورتيزول التي يتسبب الخلل فيها في الشعور بالتوتر والقلق وفق موقع راديو (سوا) الأمريكي.

واتضح أن ارتفاع معدلات هذين الهرمونين يزيد من فرص ارتكاب أعمال غير شريفة، ليس هذا فحسب، بل إن هرمون الأدرنالين المرتبط أيضا بالتوتر يزيد أيضا من هذه الاحتمالات.

ويقول الدكتور روبيرت جوزيف من جامعة تكساس إن ارتفاع معدل التستسرون يقلل من مشاعر الخوف من العقاب، ويقوي شجاعة واستعداد الأشخاص لخيانة شركائهم، كما أن ارتفاع الكورتيزول يزيد من مرض القلق المزمن ومن ثم يريد الشخص التخلص منه بارتكاب أعمال غير أخلاقية.

ويفيد ملخص الدراسة أنها قدمت حلولا جديدة لظاهرة الاحتيال التي تسببت في خسائر مادية حول العالم بقيمة تقارب أربعة تريليونات دولار خلال العقد الأخير.

كما شددت على أن الجانب البيولوجي للموضوع ظل متجاهلا طوال هذه السنوات، رغم أهميته.

قصص أزواج وزوجات

نشرت شبكة إيه بي سي تحقيقا حول الموضوع تناول قصص أزواج وزوجات خانوا شركاءهم، وتبين بعض النماذج أن الرغبة في التغيير والشعور بالمتعة وتحقيق الذات دفعت رجال ونساء إلى مواعدة أشخاص آخرين.

ويحكي التقرير قصة رجل أعمال أنشأ موقعا إلكترونيا جذب حوالي 25 مليون شخص من 37 دولة من الراغبين في خيانة أزواجهم للاشتراك في خدماته، لكنه يؤكد أنه لا يشجع على الخيانة، لأنها "كانت موجودة من قبل وستظل".

تقول إحدى السيدات إن مواعدة رجال آخرين أمر "يشبه تناول المخدرات، ويخلق شعورا يشبه شعور اللقاء الأول بالحبيب".

تكتشف هذه السيدة أن زوجها أيضا تورط في علاقة خارج إطار الزواج مع سيدة استمرت سنوات بل أنجب منها طفلا، ما جعلها "تشعر بالصدمة".

وانفصلت هذه السيدة عن زوجها الذي صرح بأنه لا يعرف سببا محددا لخيانة زوجته سوى أنه شعر بالرغبة في "التجديد والحصول على الإثارة”.

تعمل هذه السيدة الآن صحافية، وتقول إنها تتلقى عشرات الأسئلة من رجال ونساء تورطن في هذه الأمر.

تقول سيدة أخرى إنها لا تواعد رجال أخرين بهدف الحصول على متعة جسدية وإنما فقط للشعور بأنها "مرغوبة".

وبحسب دراسة للمركز الوطني لدراسات الرأي، فإن الاستقلالية الاقتصادية للمرأة التي حققتها خلال العقود الأخيرة ومزاحمتها الرجل في شتى مجالات العمل، جعلها أكثر صراحة وجرأة في إطلاق العنان لمشاعرها والانجذاب نحو رجال آخرين.

لماذا نخون من نحبهم؟

في محاولة للإجابة عن السؤال، وجدت الباحثة في علم الإنسان هيلين فيشير أن بعض الأشخاص قد يخونون من يحبونهم.

وقالت فيشر في محاضرة إن فريق البحث الذي تترأسه وجد أن الشعور بالحب الرومانسي ليس مجرد مشاعر ولكنه يحتل منطقة في مخ الانسان، وأنه يولد شعورا آخر بالرغبة في إقامة حياة أسرية طويلة الأمد مع هذا الشخص ويزيد من الرغبة الجنسية تجاهه.

لكن هل هذا يدفع إلى خيانة من نحبهم؟

تجيب فيشر بـنعم.

إن الرغبة في العيش المشترك مع هذا الشخص والشعور بالحب الرومانسي والرغبة الجنسية ليسا أمرين مرتبطين بالضرورة، فقد يشعر الشخص بالحاجة الملحة لأن يكون بجوار شريكه في ذات الوقت الذي يشعر فيه بالرغبة الجنسية تجاه شخص آخر.

باختصار تقول فيشر" قد نحب أكثر من شخص في وقت واحد".

الاحتيال.. أضرار جمة

خسر ارمسترونغ جميع ألقابه بسبب تعاطيه المنشطات، حتى مؤلف مقال "تكلفة الخداع" عالم النفس في جامعة هارفارد مارك هزوز خسر منصبه كأستاذ في الجامعة بعد اكتشاف تلاعبه بنتائج أبحاثه.

الجميع تحت دائرة الاتهام: العلماء البنوك، الأطباء، الطلاب، حتى الحيوانات، هذا ما توصلت إليه دراسة بعنوان "لماذا نخون"؟.

وجدت الدراسة أن الخوف من الخسارة يدفعنا إلى الاحتيال والخداع.

وتحدثت عن الآثار السلبية للغش الأكاديمي على مستوى البحث العلمي، فالنتائج المغشوشة تؤدي إلى تضليل فرق البحث التي تستند إليها في أبحاث لاحقة.

وأوردت مجلة تايم أن وزارة الصحة الأميركية أنزلت عقوبات بحق العشرات من العلماء في السنوات الأخيرة بسبب ارتكابهم مخالفات تتنوع بين السرقات العلمية وتزييف النتائج.

كما كشفت نيويورك تايمز أن كتابا ومؤلفين اضطروا إلى سحب أبحاثهم من مجلات علمية بسبب احتيال علماء، بعضهم ينتمي إلى أرقى الجامعات في العالم.