واشنطن / وكالات / أعلنت "لجنة الإفراج المشروط" الفدرالية الأميركية عصر الثلاثاء 28 تموز أنه سيتم الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي الأميركي المدان جوناثان بولارد الذي اعتقل ويقبع في السجن منذ عام 1985 وأدين وحكم بالسجن المؤبد عام 1987 يوم 21 تشرين الثاني المقبل.
وقال المحاميان اليوت لاور وجاك سيملمان في بيان ان "لجنة اطلاق السراح المشروط ايدت الافراج عن موكلنا جوناثان بولارد"، واكدا ان ذلك سيتم في 21 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
يشار إلى ان خبراء الاستخبارات في واشنطن يؤكدون أن المعلومات التي قدمها بولارد لإسرائيل ساعدت على قصف المقر الرئيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية في تونس عام 1985، واغتيال الزعيم الفلسطيني خليل الوزير "أبو جهاد" في تونس لاحقاً عام 1988.
وكانت وزارة العدل الأميركية أعلنت الجمعة (24 تموز) احتمال الإفراج عن الجاسوس بولارد المسجون في الولايات المتحدة منذ 30 عاما السجن في تشرين الثاني، وذلك بموجب "إطلاق سراح مشروط"، حيث صرح مارك ريموندي المتحدث باسم الوزارة في بيان أن "وزارة العدل قالت دوما وما تزال ان جوناثان بولارد يجب أن يقضي كامل عقوبته على الجرائم الخطيرة التي ارتكبها، اي السجن لمدة 30 عاما كما يفرضه القانون".
وأضاف ريموندي: "إن الجاسوس الإسرائيلي الذي اعتقل في 1985 وحكم عليه بالسجن المؤبد في 1987 يحق له الحصول على إطلاق سراح مشروط بعد مرور 30 عاما على وجوده خلف القضبان اي في تشرين الثاني 2015 ".
وضغط اللوبي الإسرائيلي في واشنطن (إيباك) بشدة، جنباً إلى جنب مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، من أجل الإفراج عن بولارد وإبعاده الى اسرائيل وذك "لطي صفحة خلاف طويلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل" بحسب إيباك.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي السابق رونالد ريجان الذي اعتقل الجاسوس بولارد في عهده، وعد بأن لا يخرج بولارد من السجن أبداً فيما اعتبر وزير دفاعه آنذاك كاسبر واينبرغر أن "الإفراج عن بولارد من سابع المستحيلات".
وصرح البيت الأبيض أن "لا علاقة بين الإفراج عن بولارد والاتفاق على النووي الإيراني" إلا أن الخبراء يعتقدون أن الإفراج عن بولارد يأتي في سياق رشوة إسرائيل، حيث نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الجمعة الماضي عن مصادر لم تسمها أن "واشنطن قد تطلق سراح بولارد إرضاء لإسرائيل بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته مؤخرا الدول الكبرى وإيران واثأر حفيظة الدولة العبرية" بحسب الصحيفة.
وبحسب الموقع الالكتروني لمكتب السجون، فان "تاريخ إطلاق السراح" النظري لبولارد المسجون في ولاية ميسوري هو 21 تشرين الثاني.
وفي الواقع فان "لجنة الإفراج المشروط" التابعة لوزارة العدل هي الجهة المخولة منح المحكومين بالسجن المؤبد حق الاستفادة من إطلاق السراح المشروط بعد قضائهم 30 سنة في السجن او حرمانهم من هذا الحق وابقائهم خلف القضبان.
من جهته قال اليستير باسكي المتحدث باسم مجلس الامن القومي، ان "وضع بولارد ستحدده لجنة إطلاق السراح المشروط بحسب الإجراءات المتبعة وانه ليست هناك اي علاقة على الإطلاق بين وضع بولارد واعتبارات السياسة الخارجية".
وقام بولارد، الخبير السابق في البحرية الاميركية، بتسليم إسرائيل آلاف الوثائق السرية حول الأنشطة الاستخباراتية الأميركية في العالم العربي في الفترة ما بين ايار/مايو 1984 حتى اعتقاله في تشرين الثاني/نوفمبر عام 1985.


