غزة / سما / ذكر تقرير لمركز الأبحاث "ستراتفور" أن المملكة العربية السعودية تستعد لإعادة إحياء علاقاتها مع حركة "حماس"، وذلك ضمن جهود المملكة لتشكيل تحالف عربي سني لمواجهة إيران، وهو ما سينجم عنه، حسب التقرير، تزايد للنفوذ السعودي، مقابل انحسار الدور الإيراني في الشؤون الفلسطينية، وبشكل غير مباشر في سوريا.
وأوضح التقرير أنه غداة التوقيع على الاتفاق النووي، لم تكتف السعودية بالتريث ومراقبة المنحى الذي ستتخذه التطورات الإقليمية، بل قررت اتخاذ زمام المبادرة، مشيرا إلى أن الرياض باتت تنهج سياسة أكثر فعالية من خلال قطع الطريق على إيران للتحالف مع وكلائها في المنطقة.
وعد التقرير التقارب السعودي وحركة "حماس" نموذجا للاستراتيجية الجديدة التي توظفها المملكة العربية، بما أن عودة الرياض لممارسة دور في السياسة الفلسطينية سيؤدي لتعزيز نفوذها خارج منطقة الخليج.
وعن الأهداف الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية من وراء إقامة هذه التحالفات، أوضح تقرير مركز "ستاتفور" أن الهدف الأسمى للمملكة يتمثل في إقامة تحالف سني عربي قادر على مواجهة مساعي إيران في البحث عن موطئ قدم بالبلدان العربية، مشددا على أن عودة الدفء للعلاقات السعودية مع إيران، مثلما هو الحال بالنسبة لتحسن علاقات الرياض مع السودان مؤخرا، يعد خطوة واضحة على سعي المملكة لتحقيق هذا الهدف.
وذكر التقرير أن قيام السعودية بدعم حركة "حماس" سيعزز تحالفات المملكة العربية السعودية من خلال ثلاث طرق؛ أولها فتح الطريق أمام الرياض للتدخل بمجريات الأحداث بالمنطقة، في حال أصبحت أهم ممول لحماس، إذ ستضطر حينها الأطراف الدولية للتفاوض مع السعودية في حال ظهور أي مشاكل مع الحركة.
أما البعد الثاني في تقوية العلاقات السعودية مع "حماس"، فسيمكن الرياض من الإسهام في القضاء على طموحات تنظيم "داعش" بتشكيل فرع له بقطاع غزة. ثالثا، وأخيرا، أوضح التقرير أن تمويل السعودية لحركة حماس، وتقديم الدعم لها سيقلص من اعتماد الحركة على المساعدات الإيرانية، وهو ما سيعني أن إيران ستفقد وكيلا محتملا لبلورة سياستها على هامش المحور الأهم لتدخلاتها العسكرية غير المباشرة بالعراق والشام.


