خبر : خطر داعش – من الجنوب ومن الشمال \ بقلم: البروفيسور ايال زيسر \ اسرائيل اليوم

الإثنين 06 يوليو 2015 04:02 م / بتوقيت القدس +2GMT



          الهجوم الارهابي لتنظيم داعش في شمال شبه جزيرة سيناء الاسبوع الماضي اثار تخوفا ملموسا في  اسرائيل من امكانية أن يسعى التنظيم الى تنفيذ عمليات بحجم مشابه ضد جنود الجيش الاسرائيلي ايضا على طول الحدود الاسرائيلية – المصرية.

          لم تمر بضعة ايام واذا بداعش يبعث لاسرائيل بتذكير بوجوده، مثابة اشارة تحذير لما سيأتي، عندما اطلق من مقربة من الحدود في سنياء بضعة صواريخ بزعم أن اسرائيل تساعد الجيش المصري في حربه ضده. ولكن داعش لا يحتاج الى المعاذير كي يهاجم اسرائيل. رجال التنظيم (باسمهم السابق انصار بيت المقدس) اطلقوا في السنوات الاخيرة صليات من الصواريخ نحو مدينة ايلات وفي 2011 نفذوا عملية على طريق 12 على طول الحدود الاسرائيلية – المصرية، فقد فيها ثمانية جنود ومواطنين اسرائيليين حياتهم.

          ومع ذلك، فقد تغير شيء ما في شبه جزيرة سيناء في السنوات الاخيرة. فالهجوم على مواقع الجيش المصري يثبت أنه تحت العيون المفتوحة لاسرائيل ومصر نمى التنظيم وتعاظم ولم يعد الحديث يدور اليوم عن بضع خلايا ارهاب مختبئة، تنفذ عمليات موضوعية وتتملص بعد ذلك فتهرب الى اماكن اختبائها.

          هجوم من 300 ارهابي في وضح النهار بهدف السيطرة على بلدة مصرية (الشيخ زويد) والاحتفاظ بها يدل على أن الحديث بات يدور عن ميليشيا عسكرية بكل معنى الكلمة، تتصرف في اجزاء واسعة من شبه جزيرة سيناء كما تشاء، تقيم فيها قواع ومعسكرات تدريب وتسيطر فيها بلا عراقيل. مثل هذا الهجوم يدل ايضا على قدرة تنفيذية عالية لداعش سيناء الذي لا ينقصه السلاح، التمويل، المقاتلين ولكن يدل ايضا على قدرات القيادة والتحكم. وفي كل هذا يوجد لشدة الاسف ما يمكن أن نتعلمه عن الفشل المستمر في الجيش المصري لاعادة السيطرة على مناطق حيوية لداعش في الشمال وفي وسط شبه جزيرة سيناء.

واقع مشابه كفيل بان ينشأ في وقت ابكر من المتوقع على حدود اسرائيل الشمالية ايضا، حيث يقترب داعش بخطى كبرى نحو الجدار الحدودي. قبل سنة كان مقاتلوه يتواجدون في شرقي سوريا، على مسافة قرابة الف كيلو متر عن الحدود الاسرائيلية – السورية. اما اليوم فيتواجد مقاتلو داعش على مسافة ساعة سفر عن الحدود ويتعاظم الخوف بان بضع مجموعات من الثوار ممن يعملون في هضبة الجولان سينقلون ولاءهم الى التنظيم، بالضبط مثلما حصل في سيناء. ومع أنه قد ينشأ في الاردن وضع يسعى فيه التنظيم، مثلما في مصر، الى اقامة قواعد عمل ضد الجيش الاردني، ولكن ضد اسرائيل ايضا.

          في شبه جزيرة سيناء، مثلما في سوريا ايضا، توجد تحت تصرف تنظيم داعش قاعدة برية تسمح له بان يبني نفسه بلا عراقيل. فالهجمات الجوية حيال مثل هذه القاعدة البرية هي كقرصة البعوضة، وفقط خطوة برية يمكنها أن تؤدي الى تصفية الظاهرة. غير أن مثل هذه الخطوة ليست عملية. مشكوك ان يكون الجيش المصري قادرا على أن يتخذ خطوة كهذه وفي سوريا، مثلما في سوريا، لم يتبقَ  من يمكنه أن يرغب في الصدام مع داعش.

          محظور على اسرائيل أن تنتظر الى أن تدق عملية لداعش بابها – سواء في الشمال، وبالتأكيد في الجنوب. وتتخذ اسرائيل منذ الان خطوات وقائية مثل تحصين الحدود، تصعيد التأهب والحذر على طولها، وبالطبع، جمع معلومات عن داعش. ولكن الى جانب كل هذه الخطوات يجب تصعيد كأمر أول التعاون مع مصر والاردن، اللذين يتعرضان لصراع ضد داعش، وينبغي التفكر ايضا بخطوات اسرائيلية فاعلة ضد التنظيم، بما في ذلك عمليات ضد مسارات سلاحه، طرق التمويل وتدفق المتطوعين، وبالاساس ضد كل محاولة من جانبه التمترس على مقربة من الحدود مع اسرائيل.

          وملاحظة أخيرة، في تصريحات كبار المسؤولين في اسرائيل بان حماس في غزة تعاونت مع داعش في سيناء لغرض الهجمات على الجيش المصري واطلاق الصواريخ على اسرائيل، ثمة ما يمكن أن يقلق. فبعد كل شيء، فان المبرر الوحيد لعدم اسقاط حكم حماس في غزة كان من أجل منع سيطرة داعش على القطاع. ولكن ها هو يتبين ان اسرائيل كفيلة بان تتلقى حماس وداعش معا مع تقسيم عمل واضح – حماس في القطاع تحافظ على الهدوء على طول الحدود مع اسرائيل، ولكن داعش في سيناء، بمساعدة حماس، يعمل بشكل حر ضد اهداف اسرائيلية ومصرية. واقع كهذا محظور بالطبع قبوله.

*     *