خبر : السيسي زمن الاختبار \ بقلم: سمدار بيري \ يديعوت

الإثنين 06 يوليو 2015 03:52 م / بتوقيت القدس +2GMT



          هناك سبيلان للنظر الى شخصية واسلوب الجنرال السيسي، الرئيس المصري: إما أنه دكتاتور عصبي يأخذ القانون بين يديه، يكم الافواه، يلقي بمعارضيه في السجون ويفرض عليهم عقوبات الموت بلفظة لسان، أو أنه زعيم وطني جاء ليفتح صفحة جديدة، لاستقرار الوضع الامني المعقد، لخلق حلول اقتصادية ولاعادة ثقة العالم وثقة نحو مئة مليون مصري.

          المؤكد هو أنه محظور ان نحسده. فتصفية النائب المصري العام هشام بركات الاسبوع الماضي تنطوي على رسالة تهديد بالوصول الى ابعد من ذلك، حتى قصر الرئاسة. وقد قرر السيسي استعراض العضلات ووقف في جنازة بركات – وجع رأس غير قليل لحراسه. وأمس صنع تاريخا حين قفز، ببزة عسكرية، للزيارة رفعا لمعنويات الجنود في سيناء.

          رسالته حادة وقاطعة: في الحرب مثلما في الحرب، ومن تلقى عقوبة الموت على مساهمته في عمليات ارهابية لا ينبغي ان يحلم بالفرار من حبل المشنقة. وقد التقطت الكاميرات الرئيس المخلوع مرسي، وراء قصف الاتهام يؤشر الى رقبته باشارة "ذبحناه". فمن يحتاج اكثر من ذلك الى أدلة على دور الاخوان المسلمين في التسونامي الذي يمر الان على مصر.

          بخلاف الرئيس اوباما، فان اسرائيل لا تأبه بوضع الديمقراطية وحقوق الانسان في مصر. اسرائيل تريد رئيسا قويا. فبعد كل شيء، اعداء السيسي هم اعداؤنا. وفي نهاية الاسبوع سمعنا ذات العبارات من القاهرة ومن تل أبيب: الذراع العسكري لحماس يجذب نحو التطرف حيال اسرائيل وحيال مصر.

          عندنا، منسق الاعمال في المناطق، اللواء يوآف (فولي) مردخاي، اختار المشادة مع مقدمة الاخبار في قناة "الجزيرة" كي ينقل الرسالة: اسرائيل تعرف بان الاذرع العسكرية لحماس تهرب الى سيناء قتلة، سلام ومدربي قتال. في القاهرة، في ذات الساعة، صعد الى البث مصدر عسكري وجه اتهامات مشابه. هذا ليس داعش بل حماس هي التي تصر على هز مصر. والاستنتاج الفوري: التنسيق يعمل بين مقر المخابرات في القاهرة والكريا في تل أبيب.

          عن حجم وعمق التعاون مع مصر لا يتحدث احد. الواضح هو أن اسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بان يستقر مثلث الارهاب –الفرع المحلي الجديد لداعش، "المتطوعون" من الاخوان  والمتسللون من غزة – على جدارها. عندما يظهر هذا المثلث قدرة تنفيذية مفزعة حيال اجهزة الامن المصرية في سيناء ويهاجم في نفس الوقت 19 تجمع للقوات، تشتعل عندنا اضواء حمراء. وعندما يطلقون صاروخا (وحسب المنشورات في الجانب الاخر، يدور الحديث عن ثلاثة صواريخ) الى الاراضي الاسرائيلية، ينشأ السؤال الى متى يمكن الاعتماد على المصريين فقط.

          رئيس وزراء مصر مستعد لان يعترف بانه في سيناء تدور رحى "حرب حقيقية". في الكريا في تل ابيب يدعون بان الجيش المصري يمكنه أن يفعل اكثر وان يدخل الى مراكز الارهاب الحقيقية في جبل هلال وفي كهوف سيناء. على مصر أن تختار مع من مريح لها اكثر الصدام- مع عصابات ارهابية تتسلل من ليبيا أو مع الاذراع العسكرية للاخوان ولحماس.

          في هذه الاثناء، قوضت موجة الارهاب للسيسي احتفالات يوم الذكرى الاولى للرئاسة. فالاخوان في اقفاص الاتهام لا يخافون التباهي "نحن لم نقل بعد الكلمة الاخيرة"، وفي القاهرة يستعدون لمنع العملية التالية – احد لا يمكنه ان يخمن اين ومتى ستزرع العبوات. والاختبار الكبير للسيسي سيكون في الشهر القادم: سلسلة طويلة من النصوص والشخصيات الهامة الذين دعوا – والان ليس مؤكدا انهم سيأتون – الى احتفال تدشين قناة السويس الجديدة. هذا هو المستقبل. هنا تنتج عشرات الاف اماكن العمل الجديدة. التاريخ، المكان والاهداف محددة لدى الاذراع ولدى عصابات الارهاب. وهم يفعلون كل شيء كي يخربوا.