خبر : داعش في المحيط : استباق المرض بالعلاج \ بقلم: ايتان هابر \ يديعوت

الإثنين 06 يوليو 2015 03:46 م / بتوقيت القدس +2GMT



 

          قبل وقت ما من حرب يوم الغفران، نجحت دبابة سورية في التسلل الى الجانب الاسرائيلي من هضبة الجولان، التجول على الطريق والعودة الى الديار بسلام. قبل نحو ثلاث سنوات، في صيف 2012، نجح ارهابيون في اقتحام معبر الحدود في كرم سالم والسفر على الطريق المجاور على مدى دقائق طويلة. في الحالتين كان هناك في اسرائيل وفي الجيش الاسرائيلي من ادعوا بان هذا "ضوء احمر"، اشارة ضوئية، دليل على ما سيأتي، مؤشر تحذير. ولكن اصحاب القرار سخروا وواصلوا الى الامام. نحن الاخيار، نحن دوما سننتصر.

 

          ليس سرا أن على حدودنا المشتركة مع البلدان العربية تحرس قوات صغيرة نسبيا. ليس لدينا المال للاستثمار في فرق تحرسنا ضد التسللات من سوريا، لبنان، مصر والاردن. واتفاقات السلام مع دولتين اخيرتين تصمد منذ عشرات السنين، وهي تقوم بقدر كبير بدورنا وتحرس الحدود المشتركة. ولكن عيوننا لم تغمض عن رؤية الخطر الذي يكمن لنا في الزمن القريب، وعلى ما يبدو اساسا من جهة مصر وشبه جزيرة سيناء. فرجال داعش على الجدران ومعهم "لا مفر" – فهذا إما نحن أو هم. وفي صالحهم يقال انهم لا يخفون نواياهم. وفي طالحهم ينبغي القول اننا لا مبالين. فقد قدرنا على كل الجيوش العربية معا ايضا في الايام الستة، فهل لن نقدر على عصابات الارهاب؟ فليجربوا؟

 

          وهذا بالضبط هو الموضوع. في وضع يكون فيه الحال اما نحن أو هم، على اسرائيل والجيش الاسرائيلي ان يجدا كل سبيل ووسيلة للحفاظ على حياة مواطني الدولة. وبكلمات اكثر وضوحا: استباق المرض بالعلاج، منع المرتقب بعد اشهر او سنين. وبكلمات ليست سليمة سياسيا: قتلهم وهم لا يزالون صغارا. هذا ما فعلوه في حملة سيناء، في حرب الايام الستة وفي الاعمال الامنية الكثيرة ما بين الحروب. هذا ما حاولنا عمله في حربي لبنان الاولى والثانية. وهذا ما فعلوه لنا في حرب يوم الغفران. استغلوا الفرصة.

 

          صحيح أن الوضع الامني الدولي لا يعطي رحمة الان لاسرائيل، ولكن الانظمة العربية الكبرى تبتسم الينا: فقد قام لنا عدو مشترك يتكاثر بعدد رجاله وبجسارته، يهدد استقرارهم ويذبح الجنود والمدنيين. في الاردن يخشون جدا من تسلل داعش الى بلادهم. واذا ما نجحوا لا سمح الله فسنجدهم على الجدران في قلقيليا، قرب كفار سابا.

 

          سيقولون عنا هنا والان اننا ندق طبول الحرب. لا، نحن ندق طبول السلام، وبالاساس نحب الحياة. احيانا، عندما لا يكون بديل آخر، عندما نعيش ينبغي لاخرين أن يموتوا. هذا فظيع، هذا رهيب، ولكنه دوما افضل من أن نقول نحن ذلك على لساننا من أن يقول الاخرون ذلك عنا.

 

          يجدر بالذكر ان داعش ليس دولة وجيشا. فهو فكرة تكسب القلوب. ولهذا بالذات من المهم ان نضرب ناشري هذه الفكرة اللعينة قبل ان تصبح وباء.

 

          سيكون هناك من يقول: الحرب الان؟ أجننت؟ فكل قوة دولة اسرائيل والحركة الصهيونية كانت في اطالة المسافات الزمنية بين الحرب والحرب، في تلك الحرب ابنة المئة سنة واكثر والتي تتبدل فقط اسماؤها. وسيكون هناك من يقول على نمط القول الممجوج: "إن لم اكن أنا لي فمن لي، وان لم يكن الان فمتى؟" – متى سنحاول تحطيمهم؟ عندما سيصبحون ملايين؟ عندما يصلون الى حدودنا ويهجمون على الجنود والمستوطنين؟ عندما تنتشر فكرة "الدولة الاسلامية" الى ما وراء الشرق الاوسط نحو كل الدول الغربية ايضا؟ وآخرون قد يقولوا – ما الذي نعرفه عنهم، من سيتعاون معنا ولماذا ينبغي لنا ان نتورط معهم الان بالذات؟ نحن لا نزال تعبين من "الجرف الصامد" ويوجد بيننا تعبون جدا من الحروب بشكل عام – أهذا ما ينقصنا فقط؟