خبر : لقد صدق مغيل \ بقلم: افيشاي عبري \ معاريف

الإثنين 06 يوليو 2015 03:34 م / بتوقيت القدس +2GMT




لقد غضب الكثيرون من اقوال عضو الكنيست ينون مغيل في الاسبوع الماضي بعد القتل المزعزع لملاخي روزنفلد. مغيل كتب على صفحته في الفيس بوك: "أمة عربية لا تقدم للعالم سوى الدم والدموع – وينعتوننا بمجرمي الحرب. لقد عادت اللاسامية من جديد". اعضاء الكنيست وصحفيون سارعوا الى الهجوم على مغيل معتبرين إياه "عنصريا" "يتهم أمة كاملة" وهكذا. الانتقادات في الشبكات دفعت مغيل الى صياغة أقواله من جديد.
لكن التصحيح لا لزوم له وكذلك خشية مغيل من اعتباره عنصريا، أو أي صفة اخرى. لقد صدق مغيل في اقواله 100 بالمئة سواء من ناحية السياق أو من ناحية الجوهر. يجدر التوقف عند أساس اقواله كي نفهم الى أي عمق يغرق اليسار الاسرائيلي والحوار اليساري الاسرائيلي في دولة الاعتدال السياسي والكراهية الذاتية. عمق يصعب انقاذه.
السياق الفوري لاقوال مغيل كان التقرير الشيطاني للامم المتحدة ضد اسرائيل حول عملية الجرف الصامد، الذي يعتبر دولة اسرائيل دولة عنيفة ومجرمة ويُبريء التنظيم الارهابي القاتل، حماس، الذي يفرض في غزة نظام اسلامي قمعي متطرف. هذا التقرير الذي استند الى منظمات تعمل في اسرائيل تحت اسماء اسرائيلية مثل "بتسيلم" و"نكسر الصمت" وبتمويل اوروبي. مغيل ربط بشكل متناقض لا يخلو من السخرية بين قتل العرب الذي لا يتوقف والذي تجسد في الاسبوع الماضي بقتل ملاخي روزنفلد وبين التلون في المحاولات التي لا تتوقف لأمم العالم (بمساعدة المتعاونين داخلنا) لاتهام اليهود بالعنف والتسبب بالحرب.
أيضا الاقوال التي صاغها مغيل من جديد، والتي تتحدث عن مساهمة الأمة العربية للعالم القائمة بحد ذاتها. ليس فقط أن هذه حقيقة مجردة ومكشوفة لمن يتابع الأنباء التي تصل من الشرق الاوسط، بل ايضا هي انتقاد يتحدث به مثقفون عرب، قليلين لكنهم بارزين، يعيشون في العادة في الغرب (وفي مصر). ماذا قال عضو الكنيست مغيل؟ لقد قال إن الأمة العربية معروفة بأمر واحد: الدم. من يستطيع الاختلاف على ذلك؟ نبأ اقوال مغيل ظهر في نشرات الاخبار وفي هاتفي المحمول بين خبرين: التقرير حول الهجوم الارهابي الاخير للاسلاميين المتطرفين في مصر والذي تسبب في قتل 70 شخصا، بما في ذلك صور مفصلة لأشلاء جثث تسبح بالدماء، وتقرير فيديو عن سوق العبيد في العراق حيث تباع الفتيات اليزيديات في جيل 10 سنوات مقابل سعر يبلغ 700 شيكل.
لا يمكن الجدل في أن هذه المواد تشكل على الأقل 90 بالمئة من الاخبار التي يقدمها لنا العالم العربي، أي يمكن الجدل. من يريد تغاضي الحقائق للابقاء على موقف صبياني فانه يستطيع، تقنيا، أن يجادل حول حقيقة ثابتة وبسيطة، لكن هذا سيجعلنا نتعرف على الذي يجادل أكثر من الموضوع نفسه. وبالتالي فان الذين هاجموا مغيل كشفوا عن أنفسهم كمن يفضلون دفن رؤوسهم في الرمل.