خبر : نيويورك تايمز: التسجيلات المسربة للسيسي حقيقية

الثلاثاء 12 مايو 2015 08:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
نيويورك تايمز: التسجيلات المسربة للسيسي حقيقية



القاهرة / وكالات / أكد تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الثلاثاء، ان التسجيلات المسربة للرئيس عبد الفتاح السيسي وجنرالاته وهم يضحكون ساخرين من مانحيهم الخليجيين، ويدبرون أمورا شتى منها كيفية استغلال القضاء والإعلام، ثبت انها حقيقية وغير مزورة.

وقالت الصحيفة إنه على مدى أشهر، ظلت أجزاء من تسجيلات صوتية سرية تتسرب للعالم الخارجي وتقدم له صورة عن الجانب المخفي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبطانته الخاصة من بعض كبار الضباط.

وفي هذه التسجيلات يُسمع الرئيس السيسي وجنرالاته يضحكون ساخرين من مانحيهم الخليجيين، ويدبرون أمورا شتى منها كيفية استغلال القضاء ومختلف أجهزة الاعلام  ودول الجوار.

هذا إضافة إلى إيداع مليارات الدولارات في حسابات المؤسسة العسكرية بعيدا عن يد الحكومة المدنية… وهذا كله في حال كانت التسجيلات الصوتية أصلية وغير ممسوسة من ذوي الغرض.

وقالت الصحيفة "لكن تظهر الآن أدلة تشير إلى أن التسجيلات حقيقية. ففي ثلاثة تقارير سُلمت إلى الشرطة البريطانية، قالت مؤسسة مرموقة متخصصة في علم الصوت أنها وجدت "دليلا يتمتع بقدر لا بأس به من القوة" على أن صوتا يُزعم أنه للرئيس السيسي في تسجيلين على الأقل هما صوته فعلا وأن صوتا في تسجيل آخر اتضح بالدليل أيضا أنه يعود للجنرال ممدوح شاهين المقرب منه.

وقالت مؤسسة "جيه بي فرينش أسوشييتس" – صاحبة التقرير – أنها لم تعثر على ما يفيد أن التسجيلات مفبركة أو أنها تعرضت للتعديل بشكل أو بآخر. وأن احتمال التلاعب يكاد يكون غير وارد على الإطلاق.

أما الجهة التي كلفت المؤسسة بالتقرير فهي مجموعة – ذات مصلحة – من المحامين، يمثلون حزب الرئيس محمد مرسي. ويهدف هؤلاء لتوظيف التسجيلات كدليل في قضايا جنائية بالمحاكم البريطانية. وتشمل هذه القضايا اتهام النظام المصري الجديد بالتعذيب وغيره من أشكال انتهاك حقوق الانسان.

ولئن كان هؤلاء اصحاب مصلحة، فثمة جهات أخرى – مثقفون مصريون ودبلوماسيون عرب وأجانب في القاهرة – يقولون إنهم يعتقدون أن التسجيلات غير مزيفة، وإن كان هذا فقط بسبب طبيعة النفي المتوقع والفاتر من الحكومة المصرية. فبينما كانت تسارع إلى إنكارها في البدء صارت، ببساطة، لا تأبه بذلك، وامتنع المسؤولون عن أي تعليق لوسائل الإعلام أو الرد على استفساراتها.

وبين أولئك الذين تصدوا للاتهام إعلاميون مرموقون من المتعاطفين مع السيسي، مثل محمد حسنين هيكل الذي قال على مختلف شاشات التلفزيون إن "كل شخص يسجل ما حلا له في فترات الفوضى". ويقول آخرون إن تسريب التسجيلات بحد ذاته أكثر حرجا من محتواها. وتقول رحاب المهدي، من الجامعة الأمريكية في القاهرة، "إن التسجيلات لا تكشف أن ثمة اختلافات في دائرة السلطة الداخلية وحسب بل تفضح غياب الكفاءة الأمنية لأن هذه التسجيلات أجريت داخل وزارة الدفاع وعلى مدى فترة طويلة".

ويبدو أن كل التسجيلات أجريت داخل مكتب الجنرال عباس كامل المقرب من السيسي، وخلال فترة 12 شهرا سابقة لانتخاب السيسي العام الماضي.