خبر : اللحظات الحرجة قبل الوصول الى "المسافة صفر" كما يرويها الفدائي "فرح"!!

الخميس 30 أبريل 2015 05:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
اللحظات الحرجة قبل الوصول الى "المسافة صفر" كما يرويها الفدائي "فرح"!!



رام الله - زمن طويل سوف ينقضي، و"مياه كثيرة سوف تجري تحت الجسر" قبل أن يعرف الناس رجلين تمكن منهما عشق فلسطين، بدرجة أنّهما تشاركا "عملية فدائية" من طراز خاص؛ كما لو أنها ( العملية الفدائية ) بالنسبة للرجلين، إختزال رمزي و مكثف لمعنى أن تكون عاشقا لـ "فلسطين" إسما و معنى؛ بما في ذلك للتأكيد لشعب يعيش في أقصى شمال الارض ( ولو على سبيل ردّ الجميل ) أن الـ"وفاء" أحد أسمائها الحسنى ...

الأول في الاستهلال أعلاه، عربي اختار لنفسه إسم "وفا" وكان انخرط، ذات حين من العمر، في صفوف الفدائيين الفلسطينيين، أما الثاني، فقد أكلت منه سجون الاحتلال الإسرائيلي بعض عمره، وهو يعمل الآن لدى أحد أجهزة الأمن الفلسطينية، حيث انخرط الرجلان، بالتوافق، في عملية ذات طبيعة استخباراتية لإنقاذ رهينتين لدى إحدى المجموعات المسلحة في سوريا منذ قرابة العامين؛ فقط لأن فلسطين تستحق !

يجوز الافتراض أن قصة الرجلين بدأت، حين خزّن "الثاني" في دماغه كما في مخيلته ( في دماغه و مخيلته فقط ) معلومات ضرورية من مسؤول كبير في أحد أجهزة الأمن الفلسطينية ( قبل نحو الشهرين )، حيث كلف من قبل الأخير بمهمة للتعرف على ما آل إليه مصير الرهينتين ( لنقل أنهما من دولة ما أقصى شمال الأرض )، وذلك بمساندة من "وحدة خاصة"؛ ما استدعى لاحقا أن يتنقل في أكثر من مدينة في العالم، وحتى في مدن وقرى تحاذي الحدود السورية؛ ليعود بعد نحو الشهرين بمعلومات مهمة"، بينها "فيديو" يظهر الرهينتين على قيد الحياة .. كما على سبيل الافتراض، أيضا، أن "الأول" / "أبو الوفا"، كان أحد أفراد المجموعة المسلحة التي كانت تحتجز الرهينتين، وهو من قدم "المعلومات المهمة" التي ما كان يمكن تحريرهما بدونها .

قبل نحو أسبوع من الآن، جازف "الثاني" واطلق على نفسه اسم ( "فرح" ) للوصول إلى مسافة صفر مع خط الحدود بين سوريا و دولة عربية ( حدث ظهيرة يوم الجمعة الماضي ) استعدادا لتسلم الرهينتين من"أبو الوفا"؛ غير أن الأخير باغته، بعد ساعتين أو أكثر من انتظار كان يستنزف الأعصاب – باغته عبر الهاتف النقال بصوت مرتعش وأخبره أن الوضع حوله "خطير جدا" و لا يستطيع اقتياد الرهينتين حتى خط الحدود؛ لدرجة أنه اضطر إلى ترك الرهينتين في بستان؛ و البستان محاذ لمبنى مهدّم على مسافة تصل نحو 700 متر عن خط الحدود ...

"يا إله السموات ..!!"

ما الذي يمكن أن يقوله "فرح" غير ذلك حينما أربكت كل الخطة لإنقاذ الرهينتين - "يا إله السموات ..!"؛ ثم أن المسؤول الأمني الكبير طالبه بعد ذلك، في مهاتفة سريعة ( و مشفّرة )، بأن لا يجازف اكثر و يعرض حياته و مرافقيه للخطر؛ ذلك أن "الخطر" وراء الحدود حيث سوريا الملتهبة منذ 4 سنوات رديف لـ"الموت"؛ بالرّصاص متعدد المصادر !

و إثر ذلك، اقتحم الساتر الترابي الذي يفصله عن سوريا، حيث الطريق إلى أنقاض المبنى المهدم أقرب إلى مخاضة موت منها إلى طريق لنجاة رهينتين؛ لكنه وبعد دقائق كان "فرح" يتلفت حول أنقاض المبنى – "يا إله السموات"، قالها " فرح"، حين وقعت عيناه على وجهي الرهينتين؛ الوجهان اللذان سبق و خزّنهما في الدماغ و المخيلة حين جازف، لأجل فلسطين، بقبول المهمة .

في قصص على هذا النحو، كما في افلام "الأكشن"، فان "فرح" الفلسطيني الذي رافق الرهينتين عائدا عبر "المخاضة" ذاتها، تراءت له على الطريق مئات الصور وأن بعض تلك الصور، الافتراضية بالطبع، لوجوه أمّهات من شمال الأرض مبللة بالدموع؛ ذلك أن كل الأمهات ( هكذا يعرف ) كما الفلسطينيات، تنتابهن الدموع و هنهنات البكاء ..حتى عند الفرح .

خارج اللغة الإفتراضية، يمكن التقرير أن خاتمة هذه القصة / المأثرة التي تم اجتراحها بإسم فلسطين كانت على النحو التالي : "فرح" الفدائي الفلسطيني قال لنا: انه وصل منهكا وهو يتنكب قلبه فقط ويرافق الرهينتين المحبوسين منذ 500 يوم وسط الهواجس المخيفة : وصل الساتر الترابي إياه، ثم بعد ذلك، إلى السفارة السويدية في البلد العربي الذي في"الوراء" .. وصولا إلى أحضان عائلتيهما في شمال الأرض؛ في "السّويد"

في ختام هذه النهاية السعيدة قال لنا "فرح" وقد غمرته السعادة ونشوة الانجاز برد الجميل لمن يستحقه باسم فلسطين : من قال أن فلسطين التي طالما أبكت كثيرين في العالم لا تستطيع أن تهدي النّاس الفرح ؟!

"القدس "