خبر : بالصور: في غزة.. معاقون تركهم الاهل والمجتمع بلا معيل و يأكلون حتى الجرذان

الأحد 19 أبريل 2015 02:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
بالصور: في غزة.. معاقون تركهم الاهل والمجتمع بلا معيل و يأكلون حتى الجرذان



غزة /  مشيرة جمال/ عندما يجتمع الفقر والجوع والمرض بين أربع جدران يبقي الأمل الوحيد في عدل ورحمة من خارج تلك الجدران , عائلة مكونة من 4 أشقاء وزوجة عمهم التي ربتهم و عكفت على رعايتهم بالرغم من أن ثلاثة منهم يعانون من اعاقة ذهنية , والرابعة تركت الدراسة في السنة الثانية من المرحلة الثانوية . 

بدأت القصة عندما انفصل الأب عن الأم و قرر الزواج مرة أخرى ولكنه قرر مع الزواج اللآخر بدء حياة جديدة بعيدا عن أطفالة الأربعة والذين تركهم و أصغرهم تبلغ الستة أشهر , ثم قطع جميع العلاقات معهم , وكذلك فعلت الأم والتي لم تزرهم طيلة ال 25 عام واكثر الا مرة واحدة لتطالب بقيمة مصاغها التي تزعم أنها تركته لزوجها .

وتقول سامية 22 عام " لقد تركت المدرسة في سن مبكر , وانا اقوم الأن برعاية أخوتي و زوجة عمي التي أصابتها أمراض السيخوخة فهي الأن ضائعة العقل وتحتاج الى رعاية اشبة برعاية الطفل الرضيع " السيدة خديجة زوجة العم التى لم يرزقها الله أطفال اعتكفت على رعايتهم أكثر من أم ورفضت التخلي عنهم , بالرغم من ذهاب عقلها و ضياع ذاكرتها الا انها لا زالت تحمل ملامح الطيب والرحمة فاذا ما دخلنا البيت حتى باتت تردد سؤالها بلطف عن حالنا وتبتسم حتى اختلط على الأمر اذا ما كانت فعلا شاردة الذهن أم أنها طاعنة في السن .

 العم أبو محمد برر كثيرا موقف الأب حيث شدد " لا أحد يلقي بفلذة كبده في الشارع ولكن أخي على بركة الله , زوجتة طمعت فيه وفي ماله وأخذته بعيدا " يذكر أن الأب عامل نظافة في بلدية غزة , والذي عندما تزوج للمرة الثانية على أمل أن تعيل الزوجة الأخرى الأطفال , و لكنها قررت ان تبدأ حياة جديدة مع هذا الزوج و ازالة كل ما يتعلق بالماضى من حياتهم , والسيطرة عليه وعلي ماله , فمن شدة الفقر أصبحت اكثر المهن احتقار لدي المجتمع هي ذاتها أكثر الوظائف طموح لدي هذه العائلة فهي وظيفة ذات راتب ثابت .

 الحياة في ذلك المنزل اشبه بالخرافة لا تستطيع الحصول على مقابلة أو حوار واضح منهم فاكتفينا بالوصف و افادات الجيران , حيث اكد صاحب الدكان المجاورة لهم أن ديونهم تتجازو ال 3000 شكيل والتي قامت مجموعة شبابية مؤخرا بمساعدة أهل الخير بسدادها , وانهم عائلة ليست فقيرة وحسب ولكنها مدفونة ونائم كل المجتمع عن مساعدتهم و كأنهم أهل الكهف حيث قال " انهم بسطاء جدا و محرومون حتى من أبسط حقوقهم الأساسية الطعام والشراب , ففي يوم خرج فاعل خير من عندهم يجهش بالبكاء فحينما قدم لهم وجبة من الدجاج والأرز تهافتوا على قضم عظام الدجاج , فهو طعام غريب عليهم "

وعلى حد زعم الجار و العم الحال أكثر من ذلك صعوبة حيث هبة البالغة من العمر 27 عام تتناول الفئران والحشرات عندما تضور جوع ولا تجد ما تسد به رمق جوعها . 

حيث قالت سوسن الأخت الصغرى " في مرة وجدناها تأكل فأر , مرة اخري سحالى , انها مجنونة و لا تعي مطلقا ما تقوم به من أفعال ,وفي كل ذلك لا أحد لنا سوانا و المنزل حلبة مصارعة بين اخوتى الثلاثة ف محمد و خديجة يكرهون وجود هبه فيه ويضربونها " اصطحبتنا سوسن الى المكان الذي تسكن فيه اختها التابعة لمنزل عمها أبو محمد , فهو عبارة عن شرفة صغيرة و مطبخ وغرفة وحمام حتى الآن الوصف جميل ولكن تستطيع أن ترسم الصورة التي تريد في مخيلتك اذا ما استطعت دخولها من الروائح المنبعثة من هذا المكان والذي منعك من مجرد تصور ان يكون هنا انسان حتى وان كان بدائى .

 عندما بدأنا القصة التي بدت مربكة في تفاصيلها وترتيب مستوى الفقر مع مصادر الدخل رأينا أنه يمكن للعائلة أن تعيش بشكل أفضل لو كان هناك رعاية صحية و اجتماعية و نفسية لهم , دخلهم عبارة عن راتب وزارة الشؤون الإجتماعية و وكالة غوث وتشغيل الاجئين , وهذا كفيل بأن يقيهم مرارة الجوع , ولكن هل يوجد من يستطيع إدارة المنزل بشكل عادل يضمن لهم وجبة طعام واحدة في اليوم على أقل تعديل وأن يرشدهم الى طريق الحمام حتى لا يصبح أي مكان صالح لقضاء الحاجة

اذا كانت آكلة الفئران لا تتنزه في الشارع وحبيسة جدران المنزل ولا أحد يعلم بها يعتبر سبب كافي لعدم متابعة وزارة الصحة لحالتها , وعدم وضعها في مستشفي الأمراض العقلية لما فيه من أذى لآدميتها , ومحاولة تهذيب سلوكها وعلاجها


هل المساعدات المقدمة من الشؤون الإجتماعية يعفي الوزارة من مسؤوليتها بمتابعة مثل هذه العائلة وترك من شاء يتصرف بدخلهم ويطعمهم اذا طاب له ولا يطعمهم إذا لم يطيب له .


وفي زحمة الجمعيات الخيرية والمؤسسات الانسانية الدولية والغير حكومية لا يوجد مكان لمثل هذه الحالات والتي تحتاج لما هو اكبر من دعم مادي وما هو أقل من مشروع رصف شارع أو تمويل قاعات دراسية في مراكز تعليم لغات , هو الرعاية الانسانية .


نحن لا نقلل ولا نحاكم ولكن نتساءل عن سبب منطقي لوجود مثل هذه العائلات التي تمتد من الشمال حتى الجنوب , إذا كان السبب عدم وجود جهة أختصاص نحن باسم الشعب نطالب بتشكيل جهة اختصاص , تقوم مقام العائلة من قبل الجهات المعنية وتفي بكل التزاماتها تجاه هذه الفئة المنكوبة , وانه  أبسط حق من حقوق المواطن تجاه المسؤول