خبر : أسرار وخفايا التراجع الفلسطيني عن اتفاق القوة المسلحة ضد داعش في اليرموك

الأحد 12 أبريل 2015 09:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
أسرار وخفايا التراجع الفلسطيني عن اتفاق القوة المسلحة ضد داعش في اليرموك



دمشق / وكالات / لا تزال الخلافات بين فصائل رئيسية في منظمة التحرير الفلسطينية تتفاقم، وأبرزها الخلاف بين حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس “أبو مازن”، وبين فصائل يسارية أبرزها الجبهة الشعبية، وأخرى مقربة من النظام السوري، بسبب تباين المواقف تجاه دعم المنظمة لعملية عسكرية تشارك فيها قوات الفصائل وقوات جيش التحرير الفلسطيني المتواجد في سوريا ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف باسم “داعش”، لطرده من مخيم اليرموك.


في صلب الموضوع يبرز أهم تعديل ظهر في اللحظة الأخيرة على موقف فصائل المنظمة، مضاف إليها ما يطلق عليها “الفصائل العشر” وهي الفصائل التي انشقت عن فصائل المنظمة، وشكلت تحالفا منذ زمن مع النظام السوري، فللمرة الأولى تتبنى الفصائل من كلا الطرفين (المنظمة والموالية لسوريا) موقفا مشتركة تجاه التعامل مع “تنظيم الدولة” يقوم على أساس شن هجوم عسكري، وهو ما أعلن عنه موفد الرئيس أبو مازن لسوريا أحمد المجدلاني، وهو عضو في اللجنة التنفيذية، والامين العام لجبهة النضال الشعبي، لكن سرعان ما رفضت منظمة التحرير في بيان صدر بالتحديد عن “رئاسة المنظمة” أي الرئيس أبو مازن هذا التدخل العسكري ضد تنظيم الدولة الاسلامية” في سوريا، رغم أن ما يتوفر من معلومات مؤكدة يقول ان تشكيل القوة الفلسطينية المسلحة في سوريا ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” في اليرموك، كانت الرئاسة على دراية به منذ بداية التحركات.


لكن مصادر في قيادة المنظمة تحدثت لـ “رأي اليوم” مع طلبها عدم الكشف عن هويتها، ذكرت أن التراجع في موقف الرئيس “أبو مازن” كان بطلب عربي مباشر من السعودية، التي أبلغته رفضها التعامل الرسمي في المجال العسكري مع النظام السوري بزعامة بشار الأسد، خاصة وأن القوة الفلسطينية التي كانت يعد لها العدة من عتاد وقوات وأمدادات لدخول اليرموك لصد تنظيم “الدولة الاسلامية” كانت ستنسق دخولها بالشراكة مع قوات النظام.


وهنا تؤكد هذه المصادر أنه على الرغم من رفض المنظمة ممثلة بالرئيس لأي عمل عسكري وفق البيان الرسمي الذي تلا موقف فصائل المنظمة في سوريا بالاتفاق مع موفد الرئيس المجدلاني، إلا أن التحركات الفلسطينية في سوريا تجاه تشكيل القوة لم ينته، وأن احتمال إقامتها أمر وارد من الفصائل الموجودة هناك (الفصائل العشرة) مضاف إليها بعض فصائل المنظمة، خاصة وأن تنظيم كالجبهة الشعبية، يدعم هذه الفكرة، ويخالف بذلك وجهة نظر الرئيس أبو مازن.


وبالعودة إلى موقف المنظمة فإنها قد أعلنت في بيان رسمي لها نهاية الأسبوع الماضي أنها ترفض أن تكون طرفاً في صراع مسلح على أرض مخيم اليرموك، بحجة إنقاذ المخيم الجريح، وأنها ترفض الانجرار إلى أي عمل عسكري، مهما كان نوعه أو غطاؤه.


ورغم ذلك فقد قال رئيس وفد المنظمة لسوريا أحمد المجدلاني في تصريحات صحفية عن عدم وجود أفق للحل السياسي والحوار مع تنظيم “الدولة الاسلامية” وأن التنظيم هو من أفشل كل الجهود، للوصول إلى “حل سياسي”.
وقال أيضا ان التحركات لإخراج مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية” من اليرموك لم تصل لنتيجة.


ولا يعرف ما الذي يقصده من هذه التصريحات، لكن يمكن فهمها على أن جهود الفصائل المشار إليها سابقا في التقرير نحو تشكيل القوة المسلحة لا زال قائما، لمحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية”.


وهنا يبرز موقف الجبهة الشعبية- القيادة العامة في دمشق الموالية للنظام، حيث استغرب القيادي فيها أبو نضال العجوري” تراجع المنظمة عن الخيار العسكري، على اعتبار أنه الخيار الوحيد لـ “تطهير مخيم اليرموك من العناصر الإرهابية”، بعد انقضاء كل الوسائل السياسية.


هذا المسؤول في الجبهة الشعبية – القيادة العامة- كشف في تصريحات لإحدى الإذاعات الفلسطينية من مدينة رام الله عن طلب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال اتصال هاتفي مع القيادي طلال ناجي، مساعدة تنظيم “أكناف بيت المقدس في مواجهة الطوفان الداعشي”.


وتنظيم “أكناف بيت المقدس″ يتردد أنه تابع لحماس، رغم نفي الحركة الرسمي لذلك، وهو الذي يقوم الآن بمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية في اليرموك”.


ويأتي طلب مشعل إذا ما كان أكيدا رغم الخلاف بين حماس والجبهة الشعبية (القيادة العامة) بسبب مواقفهم من النظام، وذلك بعد اتفاقهم تجاه محاربة تنظيم “الدولة الاسلامية”.