مقدمة
انتهى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولكن تداعياته على الشعب الفلسطيني عمومًا، وعلى المقاومة خصوصًا، ما زالت مستمرة.
فقد جاء العدوان في ظل الثورة المضادة التي صنّفت حماس تحديدًا ضمن قائمة الإسلام السياسي المحارب، وانفراط عقد ما سُمِّي بتيار الممانعة.
وداخليًّا، كانت فتح وحماس توصلتا لتشكيل حكومة وفاق وطني في إبريل/نيسان 2014 كأحد أهم استحقاقات المصالحة، ولكن ذلك لم ينعكس على الأرض إيجابيًّا.
وفي هذا السياق، كانت عملية التسوية السياسية بين السلطة وإسرائيل تواجه أفقًا مسدودًا؛ بسبب إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على الاستمرار في الاستيطان.
وجاء العدوان الإسرائيلي على غزة بعد اختطاف مستوطنين قرب الخليل جنوب الضفة الغربية، وتحميل إسرائيل حماس المسؤولية عن ذلك.
فهل ستتمكن قوى المقاومة من إعادة بناء ما دمّره الاحتلال؟ أم أن استمرار الحصار سيعرقل ذلك؟ وهل ستحافظ المقاومة على قوتها في مواجهة أي عدوان مقبل؟ أم أن العدوان دمر الكثير من قوتها وأسلحتها؟
وكيف ستتمكن المقاومة من إدارة علاقاتها الداخلية مع القوى الأخرى في ظل التباين بين البرنامجين؟
صمود غير متوقع
فاجأت المقاومة خلال 51 يومًا من الحرب إسرائيل بتكتيكات لم تكن تتوقعها، وساعدها على الصمود أمام العدوان عدة عوامل، أهمها:
1- الاستعداد المسبق للحرب
أظهرت المقاومة خلال 51 يومًا من الحرب أنها كانت تُعِدّ العُدَّة لحرب من هذا النوع، وأنها لم تُفاجأ بها كما حصل في حربي 2008 و2012، وذلك من خلال استمرار التزود بالسلاح رغم انقطاع الدعم المالي الإيراني، وظروف الحصار المفروض على غزة.
2- المعنويات العالية للمقاتلين
ومن المعلوم أن مقاتلي حماس يتم انتقاؤهم بعناية وتدريبهم ضمن برنامج تعبوي إسلامي مرادف للبرنامج العسكري، وهم بذلك يتمتعون بروح قتالية عالية، تؤهلهم للصمود أمام تكنولوجيا العدو المتقدمة.
ولأول مرة تخسر إسرائيل هذا العدد من القتلى والمصابين من الجنود وكبار الضباط، ومن وحدات قتالية من النُّخبة تحديدًا (جفعاتي - جولاني - نخبة النخبة).
3- التسليح
واجهت حركة حماس بعد حرب 2012 إشكالات في التسليح بعد انقطاع التزويد الإيراني عقابًا لها على موقفها من النظام السوري. وربما عوّلت إسرائيل على هذه النقطة عندما شنّت عدوانها، ولكنها -على ما يبدو- لم تكن على دراية بإمكانات التصنيع المحلي، خصوصًا للصواريخ وتحسين مداها ودقتها.
4- نقل المعركة إلى ساحة الخصم
تمثل ذلك من خلال تسلل عناصر المقاومة إلى مناطق تمركز قوات الاحتلال حول قطاع غزة، ومفاجأة جنود الاحتلال والالتحام معهم بشكل مباشر وإيقاع خسائر كبيرة بهم.
5- البيئة الشعبية الحاضنة
مما مكّن المقاومة من الصمود لأطول فترة ممكنة في غزة، هي أنها تمتعت بغطاء شعبي فلسطيني كبير، فضلًا عن التأييد والمساندة في الخارج. وبذلك أفشلت المقاومة خطة العدو التي تقوم على استهداف المدنيين؛ لدفعهم على الثورة ضد المقاومة، ما يؤدي في النهاية لكبح جماحها وتقييدها.
ويُذكر في هذا السياق أن معظم الأسر الفلسطينية شارك أبناؤها في المقاومة، ما أعطى زخمًا للمقاومة، وأسهم في الحفاظ على الدعم الشعبي لها.
تحديات ما بعد الصمود
بعد انتهاء المعركة العسكرية مع الاحتلال، وجدت المقاومة نفسها أمام قطاع مدمّر، وبقاء عشرات الآلاف من الموظفين بدون رواتب، كما وجدت نفسها مكبلة بقيود إعادة الإعمار، وثورة مضادة تناصبها العداء. وهذا فرض عليها تحديات كبيرة تتعلق بإعادة الإعمار، والمصالحة، والتعامل مع الثورات المضادة التي تحاول تضييق الخناق على المقاومة.
1- تحدي إعادة الإعمار
أدت الحرب التي استمرت 51 يومًا إلى خسائر كبيرة في غزة، فقد تجاوزت الخسائر الاقتصادية الإجمالية المباشرة وغير المباشرة في المباني والبنية التحتية وخسائر الاقتصاد الوطني في قطاع غزة بكافة قطاعاته الاقتصادية 5 مليارات دولار تقريبًا.
تسببت الحرب في خسائر مباشرة نتيجة للتدمير الكلي والجزئي والحرائق لما يزيد عن 500 منشأة اقتصادية من المنشآت الكبيرة والاستراتيجية، هذا إضافة إلى العديد من المنشآت المتوسطة والصغيرة، والتي تمثل مجمل اقتصاد قطاع غزة في كافة القطاعات (التجارية والصناعية والخدماتية)، والتي يتجاوز عددها ما يزيد عن 4000 منشأة اقتصادية، وتُقدّر خسائرها الأولية المباشرة بما يزيد عن 540 مليون دولار، وهي ثلاثة أضعاف خسائر الحرب الأولى التي شُنّت على قطاع غزة في عام 2008-2009، ويأتي هذا التدمير والاستهداف لتدمير الاقتصاد في قطاع غزة وتعميق الأزمة الاقتصادية(1).
بلغت تكاليف إعادة إنعاش وإعمار القطاع الاقتصادي ما يزيد عن 1,2 مليار دولار، حسب ما تم رصده في الخطة الوطنية للإنعاش المبكر وإعادة الإعمار في غزة، والتي تم تقديمها في مؤتمر المانحين بالقاهرة(2).
ومع نهاية عام 2014، ازداد عدد الفقراء والمحرومين من حقهم في الحياة الكريمة، وتجاوزت معدلات البطالة في قطاع غزة 55%، ليصل عدد العاطلين عن العمل في قطاع غزة إلى 230 ألف شخص، وارتفعت معدلات الفقر والفقر المدقع لتجاوز 65%، وتجاوز عدد الأشخاص الذين يتلقون مساعدات إغاثية من الأونروا والمؤسسات الإغاثية الدولية أكثر من مليون شخص بنسبة تصل إلى 60% من سكان قطاع غزة(3).
رغم أن حماس تخلت عن السلطة في غزة، إلا أنها وجدت نفسها أمام مسؤوليات كبيرة في إعادة الإعمار، خاصة وأن حكومة التوافق لم تتسلَّم مسؤولياتها في غزة، وفشلت المباحثات التي أجرتها الحكومة مع حماس لتسلُّم المعابر.
رُبطت خطة الإعمار الدولية لقطاع غزة التي تم إقراراها في القاهرة في 12 من أكتوبر/تشرين الأول 2014 بتسهيل إسرائيل مرور مواد البناء لغزة، على أن تتم العملية تحت إشراف السلطة الفلسطينية وتمكين حكومة التوافق. ولم تتسلّم هذه الحكومة مسؤولياتها؛ بسبب الخلاف على السيطرة على المعابر وقضايا أخرى، جعلت الشعب الفلسطيني في غزة يعاني من المماطلة والتسويف في المساعدات.
2- تحدي التعامل مع حكومة التوافق لإنجاح الإعمار
أظهرت السلطة رغبة عالية في محاولة تخفيف معاناة أهل غزة بعد الحرب، ولكن حكومة التوافق واجهت انتقادات كثيرة من حماس ومن فلسطينيي غزة بأنها لا ترغب في تسلُّم مسؤولياتها في غزة، الأمر الذي سيؤدي إلى عدم تدفق المساعدات الدولية، ما يؤدي في النهاية إلى إضعاف حماس أو إحراجها أمام الجماهير، وإظهار أنها عاجزة عن القيام بدورها في تضميد جراح الناس وتأمين المأوى لهم. وسيؤدي هذا في النهاية إلى إضعاف حماس شعبيًّا، ودخولها أي انتخابات برلمانية وسط انفكاك الجماهير عنها.
وفي هذا الإطار شهدت الساحة الفلسطينية اتهامات واتهامات مضادة بين حكومة عباس وحركة حماس ومعها فصائل المقاومة فيما يتعلق ببطء إعادة الإعمار.
وفي هذا الإطار استمرت أزمة رواتب موظفي حماس دون حلّ، حيث لم تحوّل لهم حكومة الوفاق منذ تسلمها سلطاتها أي مبالغ منذ إبريل/نيسان 2014.
وكان رئيس حكومة التوافق رامي الحمد الله قال خلال زيارته إلى غزة في يناير/كانون الثاني 2015 لعقد أول اجتماع لحكومته في القطاع: إن حلًّا تم التوصل إليه بتنسيق مع الأمم المتحدة لتأمين صرف دفعة مالية قبل نهاية الشهر الحالي للموظفين المدنيين فقط، والبالغ عددهم 27 ألف موظف دون أن يتم صرف رواتب العسكريين البالغ عددهم 15 ألفًا. ولكن مشكلة الموظفين المدنيين والعسكريين استمرت بدون حل جذري. وهذا يفرض على المقاومة أن تستجيب لمتطلبات المصالحة بما فيها من تقديم تنازلات في قطاع غزة، أو المخاطرة بتجفيف منابع الدعم والفشل في نجاح إعادة إعمار ما تهدَّم.
وتحاول قوى المقاومة، وعلى رأسها حماس، استدراج الدعم العربي والإسلامي من خلال تفعيل شبكة علاقاتها العربية والإسلامية، ولكن تأمين الدعم اللازم لإعادة الإعمار يبقى موضع شك وتساؤل.
3- تحدي تفعيل دور الأمم المتحدة في تنفيذ الإعمار
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين عجزها أمام مطالب المتضررين من الحرب، ولم تتمكن من توفير الدعم والتمويل الذي يمكّنها من دفع حتى إيجارات من لم يعودوا يملكون بيوتًا بسبب الحرب، وأدى ذلك لفعاليات احتجاجية في قطاع غزة أمام أبواب وكالة الغوث، لتتطور فيما بعد وتأخذ طابعًا عنيفًا.
اقتحم محتجون المبنى الرئيسي للوكالة وسط مدينة غزة، وتجمع المئات من المواطنين في محاولة لاقتحام المقر الرئيسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وألقوا الحجارة وأشعلوا الإطارات.
وجاء ما حدث تأكيدًا لمخاوف الفلسطينيين من أن عملية إعادة الإعمار لن تكتمل، وسيترك اللاجئون والمتضررون من الحرب لمواجهة مأساتهم.
الواقع وشواهده الكئيبة وتصاعد الخلاف بين القيادة الفلسطينية وحركة حماس، كل ذلك يؤكد أن أسوأ مخاوف الفلسطينيين من استمرار الانقسام باتت حقيقة وواقعًا(4).
4- تحدي تعثر المصالحة وبطء الإعمار
في أعقاب انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وفي 30 آب/أغسطس، حمّل عباس حماس مسؤولية دمار قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الحركة كان بإمكانها تجنب مثل هذا الدمار لو أنها وافقت مبكرًا على المبادرة المصرية(5).
انطلقت جولة جديدة من الحوار بين حماس وفتح في القاهرة في سبتمبر/أيلول 2014 لتفعيل المصالحة المتعثرة، وبحث الجانبان الأمور العالقة الخاصة بتمكين حكومة التوافق الوطني الفلسطيني من أن تقوم بدورها في قطاع غزة، خاصة ما يتعلق بقضية إعادة إعمار القطاع، الأمر الذي يتطلب تفعيل عمل الوزارات، وعودة الموظفين إلى عملهم، وحل مشكلة القوانين، وقضية الأمن ومسؤولياته.
غير أن الأجواء ما لبثت أن تعكرت، وعادت الأمور إلى نقطة الصفر، فقد اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة حماس "بتدمير" المصالحة الوطنية الفلسطينية، وارتكاب عمليات التفجير التي استهدفت بيوت قيادات لحركة فتح في قطاع غزة(6).
ونفت حماس أي صلة لها بالتفجيرات، وطالبت حكومة الوفاق بتحمل مسؤولياتها ومباشرة التحقيق بالموضوع.
5- تحدي حصار دول الثورة المضادة وعلى الأخص مصر
وقد شنّت الحكومة المصرية حملة كبيرة لهدم المنازل في رفح المصرية والمحاذية لرفح الفلسطينية، الأمر الذي انعكس سلبًا على تجارة التهريب، والتي كانت تغذي قطاع غزة بالمواد الأساسية في ظل استمرار الحصار.
وعمدت السلطات المصرية إلى إغلاق معبر رفح معظم الوقت، وعدم السماح إلا للحالات الإنسانية والطارئة بالخروج، والسماح لعالقين داخل قطاع غزة من غير مقيميها بالخروج، والسماح لفلسطينيين علقوا في مصر أو الخارج خلال الحرب بالدخول إلى قطاع غزة.
ويبدو أن حملة التضييق على غزة كانت بهدف معاقبة قيادة حماس التي صُنِّفت ضمن قائمة الإسلام السياسي المطلوب ملاحقته من دول الثورة المضادة، وعلى الأخص مصر.
ورعت مصر مؤتمرًا دوليًّا خاصًّا بإعادة الإعمار، انتهى بتعهدات عربية ودولية بالإسهام بنحو 5,4 مليارات دولار لإعادة إعمار القطاع، على أن تختص حكومة الوفاق الفلسطينية وحدها بإدارة وإنفاق الأموال والمساعدات التي سيقدمها المانحون(7).
غير أن جامعة الدول العربية لم تتمكن من اتخاذ موقف مناسب يدفع عملية إعادة الإعمار إلى الأمام، متأثرة بالخلافات العربية حول الموقف من قوى المقاومة.
أما السعودية، فلم تكن في واجهة التعامل مع المقاومة الفلسطينية، ولكنها دعمت -ضمن الجامعة العربية- المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، كما شاركت في مؤتمر إعادة الإعمار في القاهرة، وقدّمت مساهمات مالية لإعادة الإعمار، ولكنها صُنِّفت مع دولة الإمارات في محور الثورة المضادة، حيث صَنَّفت هاتان الدولتان جماعة الإخوان المسلمين كحركة إرهابية، وقدَّمت الدعم للنظام العسكري في مصر لمحاربة الإخوان المسلمين، الأمر الذي أمّن الغطاء للحصار المصري على قطاع غزة تحت ذرائع تدخل حماس في الشأن المصري، ودعمها لأعمال عسكرية ضد الجيش، وهو ما نفته حماس مرارًا وتكرارًا.
ويأتي التغيير الأخير في السعودية بعد تسلُّم الأمير سلمان بن عبد العزيز مقاليد الأمور ليدفع باتجاه موقف سعودي ربما يكون أقل حدة تجاه المقاومة، الأمر الذي يفتح المجال أمام تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة.
6- تحدي استعادة الدعم الإيراني
كانت إيران (قبل الثورة السورية) الداعم الأساسي لحماس والجهاد الإسلامي بالمال والسلاح الذي اتخذ مسارب محددة للتهريب، إلا أن اختلاف الأولويات الإيرانية؛ بسبب انغماسها في مواجهة الثورة السورية، أدى لتراجع الدعم الإيراني مع اقتران ذلك بانفكاك طهران عن ما يُسمّى بمحور الممانعة وخروج سوريا منه.
وفي ظل وجود ثورة مضادة تستهدف حماس والجهاد، فإنّ حماس شعرت بالحاجة لإعادة تفعيل العلاقة مع طهران؛ للحصول على السلاح والمال في ظل بعض التقديرات التي تشير إلى أن إسرائيل قد تشن عدوانًا جديدًا على الفلسطينيين في العام الحالي.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن القيادي بحماس محمود الزهار تصريحه لوكالة أنباء فارس الإيرانية الذي أكد فيه أن "حركة حماس أخذت خطوات، وإيران من جانبها أخذت خطوات"، مضيفًا "سنشهد تطورًا في المرحلة القادمة"(8).
ورغم هذه التصريحات، لم تتكلل جهود حماس في النجاح رغم أنها أرسلت وفودًا قيادية لطهران في ضوء الفجوة الكبيرة بين الطرفين؛ بسبب الموقف من سوريا. وتطرح أوساط إيرانية ضرورة أن يزور رئيس المكتب السياسي لحماس بنفسه على رأس وفد رفيع طهران واللقاء مع مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي دون أن تحصل حماس على أي وعود باستئناف الدعم.
غير أن قيادة حماس تتحسب لهذه الزيارة؛ نظرًا لاعتبارات أهمها:
أوَّلها: وجود ثقل قيادي كبير لها في قطر، وضرورة أخذ الجغرافيا السياسية في الميزان، لاسيما وأن دول الخليج العربي على خصومة مع طهران التي تريد فرض هيمنتها على المنطقة، بدءًا بالبحرين والمنطقة الشرقية في السعودية، وليس انتهاء باليمن إثر سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على البلد الواقع على الحدود الجنوبية للمملكة السعودية.
وثانيها: رغبة إيران في الحصول على ثمن سياسي من حماس لقاء الدعم الموعود (وليس المضمون)، وقد يتمثل ذلك بالطلب منها إعادة التفكير بموقفها المساند للثورة السورية.
وفي هذا الإطار ورد في موقع "تابناك" المقرّب من الحرس الثوري هجومًا على مشعل، وجاء فيه "إن خالد مشعل وقيادات حماس وقفوا واصطفوا إلى جانب الإرهابيين الدوليين في سوريا، بينما نراهم الآن يضعون الشروط لعودة العلاقات بين حماس وإيران، وكأنّ إيران ليست لديها أي شروط!".
وأضاف المعلق الإيراني يقول: "إن خالد مشعل لم يكن يتصور بعد مغادرته دمشق أنه سيُجبر يومًا ما على الرجوع إلى أكبر داعم وحليف للنظام السوري ويلجأ إلى طهران من جديد"، مشيرًا إلى سقوط العديد من خصوم بشار الأسد في الدول العربية، حيث أسهمت كل هذه التحولات في إضعاف حماس، الأمر الذي جعل قيادتها تفكر بالهجرة إلى تركيا(9).
ويبدو أن مجرد القيام بالزيارة من حماس في ظل غياب الضمانات الإيرانية بالدعم هو مجازفة مقابل تراجع شعبيتها في العالم العربي الذي لا يكنّ ودًّا لإيران، ويتخوف من طموحاتها ذات الصبغة الطائفية، فضلًا عن تلطخ يديها في دعم أنظمة طائفية ارتكبت مجازر بحق شعوبها في العراق وسوريا، إضافة إلى دعم الانقلاب الحوثي في اليمن. وكل ذلك ضد التيار السُّنِّي الغالب في المنطقة.
وثالثها: الموقف التركي الرافض للتدخل الإيراني في المنطقة، والخلاف الشديد بينهما بشأن القضية السورية، ما يدفع للاعتقاد بأن تركيا أحد حلفاء حماس الرئيسيين لن تكون مرتاحة لعلاقات من هذا النوع.
7- تحدي الحفاظ على الحاضنة الشعبية
وقد خلقت الحرب مشكلات جمّة لحماس التي كانت تدير القطاع، فقد أدى الحصار والإغلاق وهدم الأنفاق من قِبل النظام المصري إلى زيادة معاناة الغزيين الذين بات عشرات الآلاف منهم مشردين عن بيوتهم ويفتقدون الإعالة والمساعدات، بل إن الموظفين المحسوبين على حماس لم يحصلوا على رواتبهم من حكومة التوافق، الأمر الذي زاد من تعقيد الموقف بالنسبة لحركة حماس.
ورغم أن حماس لم تعُدْ هي التي تدير قطاع غزة، إلا أن عدم تسلُّم حكومة الوفاق مسؤولياتها، ودور حماس الرئيسي في حرب 2014 جعلها مسؤولة بحكم الواقع عن القطاع وأهله بكل ما يعنيه ذلك من مترتبات مالية غير قادرة على توفيرها بنفسها، وهو السبب الذي دفعها أصلًا للتخلي عن حكم قطاع غزة بعد توقف الدعم الإيراني لها.
إن إخفاق حماس في تأمين الدعم للقطاع سيأكل من شعبيتها في غزة على المدى القصير، وقد يذهب بمكاسبها التي حققتها من خلال مواجهة العدوان الصهيوني.
وتعوِّل حماس على المصالحة لتأمين الدعم لغزة، كما تحاول وضع الحكومة الفلسطينية أمام مسؤولياتها. ولكن قيادة السلطة الفلسطينية تطالب بالسيطرة الكاملة على معابر غزة، مع استبعاد موظفي حماس أو مشاركتها في هذه المهمة، حتى تقوم السلطة بتوزيع المساعدات التي رُبطت أصلًا في القاهرة بالسلطة الفلسطينية دون غيرها.
فقد طالب رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمد الله حركة حماس بتسليم معابر قطاع غزة لحكومة التوافق الوطني الفلسطينية وأجهزة الأمن التابعة للسلطة، وفق اتفاق المصالحة التي أنشئت الحكومة على أساسها(10).
وقد يضع هذا سلاح حماس على محك المفاوضات والمساومة، ذلك أن السلطة وإسرائيل متفقتان على نزع سلاح المقاومة، على اعتبار أن السلطة الفلسطينية هي السلطة الوحيدة التي يجب أن تسيطر على قطاع غزة.
8- تحدي الحصول على السلاح
يشكِّل الحصول على السلاح ركيزة مهمة بالنسبة للمقاومة، إمّا كعامل ردع لإسرائيل أو الدفاع أمام المحاولات الإسرائيلية لضرب المقاومة تحت مبررات مختلفة.
وتمكنت حماس في حربي 2012 و2014 من تأمين هذا السلاح عبر الجهود الذاتية في التهريب بعد أن انقطع الدعم الإيراني الذي كان يؤمِّن الإمداد به في حرب 2008، سواء عن طريق مخزون الأسلحة التي يمتلكها الحرس الثوري الإيراني في سوريا أو عن طريق التهريب من القارة الإفريقية، مرورًا بالسودان التي تعرضت لضربات جوية إسرائيلية مستهدفة هذه القوافل.
وتشكل الأسلحة المضادة للدبابات أهم أنواع الأسلحة التي يتم تهريبها من الخارج. وأدى افتقار المقاومة لهذا السلاح في حرب 2008 إلى خسائر بشرية فادحة في المقاومين الذين اعتمدوا ما يُسمّى العمليات الاستشهادية ضد الدبابات، والتي غالبًا ما كانت تؤدي إلى سحق المقاوم تحت جنازير الدبابات مقابل وقف تقدمها وإيقاع الأضرار بها.
ولم تزود إيران حماس بمثل هذا النوع من الصواريخ في حربي 2012 و2014، بل تمكنت المقاومة من إدخالها لغزة عبر جهود التهريب الذاتي. ويُعتقد أن القيادي في القسام محمود المبحوح الذي اغتاله جهاز الموساد الإسرائيلي في 9 من يناير/كانون الثاني 2010 بفندق في دبي كان يعمل ضمن فريق لتأمين مثل هذه الأسلحة عبر صفقات تتم في أكثر من بلد من بينها الصين.
واعتمدت حماس والجهاد -إضافةً لما سبق- على جهود التصنيع الذاتي للصواريخ التي وصل مداها إلى تل أبيب وحيفا اللتين تبعدان عن غزة (60 كم)، (أكثر من 150 كم) على التوالي.
كما تمكنت المقاومة من تصنيع عدد كبير من القنابل اليدوية في محاولة لنشر هذه الأسلحة بين الناس، هذا فضلًا عن استخدام تقنيات حديثة في التجسس والقصف مثل الطائرات بدون طيار.
وبسبب الظروف الحالية متمثلة بالحصار المحكم، فإنّ المقاومة قد تواجه صعوبات في بناء الأنفاق الهجومية والدفاعية؛ نظرًا لشحّ مادة الإسمنت والرقابة الصارمة عليها.
كما أن الحصول على السلاح سواء من إيران أو بمجهوداتها الذاتية ستصبح عملية أصعب من ذي قبل.
موقف المقاومة بعد العدوان
ويبدو أن العدوان لم يدمر الكثير من أسلحة حماس، ولكنه تمكّن من تدمير العديد من الأنفاق التي يُطلق عليها "الأنفاق الدفاعية"، غير أن المقاومة تحلت بمعنويات عالية، وتمكنت من قتل العديد من الضباط والجنود.
ولاحظ صحافيو رويترز خلال الحرب الأخيرة أن معنويات الشبان كانت عالية، وأنهم كانوا يدوّنون ملاحظات عن تكتيكات القتال، واستعرضوا مناورات تضمنت محاكاة لإطلاق قذائف مورتر على نماذج دبابات(11).
حيث قُتل 65 ضابطًا وجنديًّا باعتراف إسرائيل، وأصيب 1400 منهم 36 حالاتهم خطرة، بينما تقول حماس إن العدد أكبر وإسرائيل تُخفي الخسائر، وإنها قتلت من مسافة "صفر" قُرابة 140 جنديًّا وضابطًا إسرائيليًّا، وأسرت الجندي شاؤول أرون، بينما مصير الضابط الثاني الأسير الذي أعلنت إسرائيل مقتله لا يزال مجهولًا".
ونظرة فاحصة على الأسلحة التي استخدمتها حماس مثل تلك المضادة للدبابات أو طائرات التجسس تشير بوضوح أن الحركة تمكنت من تجاوز المساعدات الإيرانية، ونجحت في تهريب أسلحة بمجهودها الخاص. وهذا يؤكد أنها ستكون قادرة في المستقبل على تهريب الأسلحة، رغم معوقات الحصار الكثيرة التي تحتِّم تقليصًا في حجم ونوعية السلاح المهرب.
واعترف الجيش الإسرائيلي بـ "مهارات حماس المتنامية"، وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي، الكولونيل بيتر ليرنر: "مرُّوا بتدريب مكثف، وحصلوا على إمدادات جيدة، ولديهم دافع جيد وانضباط، واجهنا عدوًّا أقوى بكثير في ميدان المعركة"(12).
كما أثبتت الحرب فشل منظومة (القبة الحديدية) الإسرائيلية في صدّ صواريخ المقاومة، فبحسب معطيات الجيش الإسرائيلي أُطلق على ثلثي مدن إسرائيل 6363 صاروخًا، اعترضت القبة الحديدية 558 صاروخًا منها، في حين سقط نحو 2560 صاروخًا في مناطق مفتوحة، ولم يُعرف مصير نحو 27 صاروخًا أطلقت خلال العملية العسكرية، ويعتقد أنها طالت مطارات حربية ومنطقة مفاعل ديمونة(13).
ولأول مرة تصل صواريخ عربية -مصدرها المقاومة الفلسطينية لا الجيوش العربية- إلى مدن إسرائيلية لم تصلها أي صواريخ، أو يتم ضرب العمق الإسرائيلي بهذا الشكل منذ إعلان نشأة إسرائيل، مثل حيفا وتل أبيب، وديمونة، ومطارات عسكرية، ما يُنهي نظرية (الحرب الاستباقية) الإسرائيلية، ويخلق معادلة توازن جديدة.
ويقول المعلّق العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل: إن مقاتلي "القسام" تمكنوا من خلال هذه الأنفاق من مواصلة التسلّل إلى عمق الكيان الصهيوني ومهاجمة المواقع العسكرية، فضلًا عن تحقيق إصابات كبيرة في صفوف جنود الاحتلال، ثم الانسحاب من دون أن يتعرضوا لخسائر في معظم هذه العمليات(14).
وفي تحليل نشره موقع الصحيفة، نوّه هارئيل إلى أن القدرة على مواصلة التسلّل إلى العمق الصهيوني وضرب الجيش الإسرائيلي في ذروة الحرب مسَّ بالمعنويات الإسرائيلية بشكل كبير.
وفشلت إسرائيل في تحديد بنك أهداف دقيق تستطيع من خلاله توجيه ضربات كبيرة للمقاومة. ولذلك فإن البنية الأساسية للمقاومة بقيت موجود ممثلة بالسلاح وعلى الأخص الصواريخ بمدياتها المختلفة، والتي بقيت تطلق حتى اللحظة الأخيرة من وقف إطلاق النار. أما قدرة المقاومة على تجنيد وتدريب الأفراد فقد بقيت كما هي على الأرجح. وقد حدث ضرر لا نستطيع تحديده بالنسبة لأنفاق المقاومة، فإسرائيل تقول إنها دَمّرت بانتهاء الحرب في 26 أغسطس/آب، جميعَ الأنفاق الـ31 المعروفة التي تصل إلى داخل إسرائيل، ولكن حماس شككت في ذلك.
وقد كشفت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس عن آلية جديدة شرعت باستخدامها مؤخرًا تقوم على أساس استخدام "الطوب الأحمر" بدلًا من الإسمنت في بناء وترميم أنفاقها الأرضية(15).
الدمار وإعادة البناء
وشكّل الدمار الذي أحدثه القصف الإسرائيلي تحديًا كبيرًا لحماس في مواجهة اعتداءات إسرائيلية محتملة مقبلة. ولذلك وبصرف النظر عن عدم تحقيق وقف إطلاق النار لمطالب فتح المعابر وميناء غزة، فإنه يشكل مطلبًا للمقاومة كما هو بالنسبة لإسرائيل، التي لا تريد التورط بحرب مقبلة مع غزة، على الأقل في المدى القصير.
ويتحتم على المقاومة أن تتبنى برنامجًا لإعادة البناء إن كانت معنيّة بالاعتناء بحاضنتها الشعبية، لاسيما وأن تكرار العدوان وارد بعد أن فشلت إسرائيل في عدوانها العام الماضي. ويتطلب هذا أن تسعى لإنجاز مصالحة تقدّم فيها تنازلات حقيقية للسلطة التي أنيط بها ومن خلالها إنجاز إعادة الإعمار.
صحيح أن السلطة تحاول ضرب مصداقية حماس من خلال تأخير عملية إعادة البناء، ولكن ذلك لا يمنع من التوصل معها إلى برنامج تبادل مصالح يكون فيه فلسطينيو غزة هم المستفيدين. هذا إضافة إلى تفعيل حماس لعلاقاتها العربية والإسلامية للحصول على دعم لبرنامج إعادة الإعمار، وأن تسعى لإدخال المساعدات من خلال علاقاتها الثنائية وعدم رهن توزيعها بالسلطة.
التهدئة مع إسرائيل
واستخدمت حماس أسلوب التهديد في حال استمر الحصار على قطاع غزة؛ وذلك لدفع إسرائيل ومصر للاستجابة لمطلب فك الحصار، كما أنها قد تستخدم الجندي (أو الجنود الإسرائيليين) المأسورين لديهم كنقطة تفاوض في هذا الخصوص، وإن كان أحد لا يعلم إن كان الجندي (أو الجنود) أحياء أو أمواتًا.
وهكذا تم بناء معادلة توازن رعب جديدة بين المقاومة وإسرائيل، رغم التفوق العددي والنوعي لجيش الاحتلال، ما يدفع الأمور بين الطرفين نحو تهدئة طويلة المدى نسبيًّا، وهو ما يرغبه الاحتلال في المرحلة الحالية، كما ترغب فيه المقاومة؛ للتفرغ لإعادة البناء وإنجاز مشروع المصالحة مع السلطة الفلسطينية.
الخلاصة
ترى الورقة أن البنية الأساسية للمقاومة بقيت موجودة ممثلة بالسلاح والأشخاص، ولكن حجم الدمار الذي خلّفه العدوان يشكل اعتبارًا مهمًّا تأخذه المقاومة في مواجهة اعتداءات إسرائيلية محتملة مقبلة.
ورغم التحديات الكبيرة أمام المقاومة، فإنّ إنجاز المصالحة هو أمر ضروري لإعادة إعمار قطاع غزة، ومسؤوليته تقع على الطرفين، المقاومة والسلطة، كما أن مواجهة أي عدوان قادم هو مصلحة فلسطينية أيضًا، ولابد من توفير أجواء الهدوء والتهدئة لإنجاز إعادة الإعمار.
ويشير الوضع الفلسطيني الداخلي إلى استمرار التأزم وعدم تطبيق المصالحة على الأرض، الأمر الذي يضر بكل الأطراف الفلسطينية، ويفتح شهية الاحتلال للاستمرار في عدوانه، ما يتطلب بناء استراتيجية موحدة لإعادة الإعمار وتقوية الوضع في غزة في مواجهة الاحتلال والصمود أمامه، والاستفادة من الدعم العربي والإسلامي في هذا الشأن، والتوجه للمجتمع الدولي بخطاب موحد يقوم على ضرورة إنهاء الاحتلال وتفكيك المستوطنات في الضفة والقدس وإعادة إعمار قطاع غزة.
________________________________
ماجد أبو دياك - باحث بمركز الجزيرة للدراسات
المصادر والهوامش
1- الطباع، د. ماهر تيسير، أين المنشآت الاقتصادية من التعويضات والإنعاش؟، وكالة معا الإخبارية، 31 من ديسمبر/كانون الأول 2014:
http://www.maannews.net/Content.aspx?id=760770
2- الطباع، د. ماهر تيسير، مدونة الاقتصاد الفلسطيني، 30 من ديسمبر/كانون الأول 2014، (تاريخ الدخول 22 من مارس/آذار 2015):
http://mtabbaa.blogspot.com/2014/12/2014_30.html
3- الطباع، المصدر السابق نفسه، 30 من ديسمبر/كانون الأول 2014.
4- روسيا اليوم العربية، أخبار العالم العربي، 28 من يناير/كانون الثاني 2014: http://arabic.rt.com/features/772303-%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%88%D8%AB-%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%81-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%BA%D8%B2%D8%A9/
5- الجزيرة نت، البرامج، برامج متفرقة، 31 من أغسطس/آب 2014:
http://www.aljazeera.net/programs/al-jazeeraspecialprograms/2014/8/30/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3-%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D9%88%D9%81%D8%B1%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9
6- العربية نت، الأخبار، 11 من نوفمبر/تشرين الثاني 2014:
http://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/2014/11/11/%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%AA%D8%AF%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9.html
7- الجزيرة نت، الأخبار، تقارير وحوارات، 13 من أكتوبر/تشرين الأول 2014: http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2014/10/13/%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D8%A5%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%88%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%B4%D9%83%D9%88%D9%83
8- الجزيرة نت، الأخبار، عربي، 3 من أكتوبر/تشرين الأول 2014: http://www.aljazeera.net/news/arabic/2014/3/10/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%AA%D8%AA%D8%AE%D8%B0-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86
9- الزعاترة، ياسر، موقع للحرس الثوري يهاجم مشعل ويطلب استسلام حماس، الدستور الأردنية، العدد (17125)، 14 من فبراير/شباط 2015: http://www.addustour.com/17491/%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9+%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D9%8A+%D9%8A%D9%87%D8%A7%D8%AC%D9%85+%D9%85%D8%B4%D8%B9%D9%84+%D9%88%D9%8A%D8%B7%D9%84%D8%A8+%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85+%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3!!.html
10- شبكة فلسطين الإخبارية، 20 من ديسمبر/كانون الأول 2014:
http://pnn.ps/index.php/policy/110221-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%AA%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%A8%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9-%E2%80%8E
11- الحرة، الأخبار، الشرق الأوسط، 24 من يوليو/تموز 2014: http://www.alhurra.com/content/hamas-stronger-three-years-ago/254017.html
12- المصري اليوم، الأخبار، 23 من يوليو/تموز 2014: http://www.almasryalyoum.com/news/details/488273
13- مجلة البيان، مرصد الأحداث، 27 من أغسطس/آب 2014: http://www.albayan.co.uk/MGZArticle2.aspx?ID=3847
14- الصحوة نت، الأخبار، 3 من أغسطس/آب 2014:
http://alsahwa-yemen.net/subjects.aspx?id=42264
15- القدس العربي، الأخبار، 29 من أكتوبر/تشرين الأول 2014:
http://www.alquds.co.uk/?p=242508
ـ مركز الجزيرة للدراسات ـ