خبر : مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ: “الإخوان المسلمون” يشكلون تحديًا أيديولوجيًا وتهديدًا على دول الخليج

الإثنين 23 مارس 2015 01:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ: “الإخوان المسلمون” يشكلون تحديًا أيديولوجيًا وتهديدًا على دول الخليج



القدس المحتلة سمارأت دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب، رأت أنّه يبدو أنّ الصدع الحالي في العلاقات بين دول الخليج هو التحدّي الأكبر لمجلس التعاون منذ نشأته عام 1981، مُشدّدّةً على أنّ لبّ الخلافات بين الدول الأعضاء تتمثل بالفهم الأيديولوجيّ للتهديدات الإقليميّة. وأوضحت أنّ دول الخليج متوحدّة بقوة فهم التهديد المشترك واللغة الأمنيّة المشتركة، ولذلك فإنّ الخيال الكبير بين تلك الدول: الأنظمة الملكية السنية مشبعة بالنفط والغاز والظروف السياسية الاجتماعية متشابهة والولايات المتحدة هي حليفة جميعهم وأكثر، ومضت قائلةً إنّ خطوط الخيال تقود إلى القول إنّ التحديات الأمنيّة لدول الخليج متطابقة تقريبًا، ورغم ذلك فهناك شيء مركزي فريد في التهديدات الأمنية، وهو حقيقة كونهم يحملون شكلاً أيديولوجيًا أكثر من كونهم تحالفًا عسكريًا.
وبرأي الدراسة، على مدار تاريخ الخليج المعاصر، تضمنت هذه التهديدات الناصرية والبعثية والشيوعية والشيعية الثورية القادمة من إيران، ولكن ومنذ اندلاع ما أسمتها الدراسة الإسرائيليّة بالثورات في العالم العربيّ انبثق تهديد أيديولوجي جديد على بعض من دول الخليج، هذا التهديد حسب فهم السعودية والإمارات العربية والبحرين هم (الإخوان المسلمون)، إذْ أنّ هذا التنظيم لا يُشكّل تحديًا أيديولوجيًا وتهديدًا على بعض من دول الخليج العربية فحسب، بل إنّه يُقوّض وحدة وأداء المنظمة العربية المتماسكة الوحيدة (مجلس تعاون دول الخليج)، مشيرةً إلى أنّ هذا التحدّي الذي يُمثله التنظيم لبعض دول الخليج يشكل الخط الفاصل بين المتنافستين الكبيرتين على زعامة المنطقة (العربية السعودية وقطر).
علاوة على ذلك، زادت الدراسة قائلةً إنّ الحرب الأهلية في سوريّة تُثبت كيف أنّ الفوارق الأيديولوجية بين القوتين الكبيرتين المركزيتين في الخليج أثرت على المواجهة وعلى سلوكيات الأطراف، وبالتالي يُمكن الخلوص بوضوح إلى أنّ التحدي الأيديولوجيّ التي تضعه دول مجلس التعاون الخليجي نصب أعينها قد أثر جدًا على تطورات الإقليم الحاليّة. وبرأيها، فإنّ التحدّي الأيديولوجيّ الجديد بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، والتهديد الذي يواجه بعض من الدول الأعضاء في المجلس من قبل الإسلام السياسيّ الذي يمثله تنظيم (الإخوان المسلمون) وتوابعه في المنطقة يخط خط “المجمعات المائية” في ديناميكا المنطقة، في ظل ضعف القوى الكبرى في منطقة الشرق الأوسط التقليدية، أيْ مصر وسوريّة والعراق، ففي أثناء العقد المنصرم فإنّ العربية السعودية وقطر تشقان طريقهما لتصبحا القائدتان الإقليميتان، ومع ذلك فإنّ التغييرات المنهجيّة في الشرق الأوسط خلقت تحديًا أيديولوجيًا جديدًا يهدد أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي، ويُسلّط الضوء على المنافسة بين القوتين الكبيرتين في المجلس العربية السعودية وقطر. ومضت الدراسة قائلةً إنّ صعود الإسلام السياسيّ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وسحره المتنامي في عيون المواطنين في المنطقة، وخصوصًا في السنوات الثلاث الأخيرة، وكذلك الحرب في سوريّة وتقدّم تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق، كل هذه العوامل أسهمت في تعميق الخلافات داخل مجلس التعاون الخليجيّ، وفي المقابل فإنّ للزوايا الأخرى في ديناميكا المنطقة، مثل تصاعد المواجهة السنيّة الشيعيّة ودور أمريكا المتغير في المنطقة، والتي تعمق إلى حد كبير القلق بشأن استقرار وأمن المنطقة، لذلك فإنّ التهديد الأيديولوجيّ الجديد على دول مجلس التعاون الخليجي من قبل الإسلام السياسيّ والإسلاميين المتطرفين هو التهديد الحقيقي الأكبر، ولن يؤثر فقط على دول الخليج إنّما على المنطقة بأسرها، على حدّ تعبير الدراسة الإسرائيليّة، التي أكّدت أنّه على رغم من ذلك، فإنّ إمكانية اندلاع مواجهة عسكريّة علنيّة بين دول مجلس التعاون الخليجي تبدو ضعيفة للغاية، ولكن بموازاة ذلك، فإنّ بمقدور هذا التهديد الأيديولوجيّ الجديد أنْ يُغيّر المناخ على المستوى المتوسط والبعيد.
وأوضحت الدراسة أنّ “الإخوان المسلمون” هم تنظيم إسلاميّ قويّ قائم منذ 80 عامًا، حافل بتاريخ صلب وتأييد جماهيري في أنحاء الإقليم كله، ولكنّ الحقيقة الأساسية التي تثير الشكوك وقدر معين من القلق في أوساط غالبية دول الخليج هي أنّ التنظيم يمكن أنْ يقود إلى تسييس الإسلام في المنطقة، وهو أمر يصعب التنبؤ بانعكاساته على منطقة الخليج، لافتةً إلى أنّ هذا التخوف له أهميته المركزية لدى دول مجلس التعاون الخليجي، ولا سيما العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. كما أنّ تنظيم “الإخوان المسلمين” والحركات المرتبطة به موجودة في هذه الدول منذ أنْ بدأت التسلل إلى المنطقة في الستينات والسبعينات، وتعتبر هذه التنظيمات تهديدًا حقيقيًا على القيادة الحاليّة، وبشكلٍ خاصٍ منذ اندلاع ما يُسّمى بالربيع العربيّ. وأضافت الدراسة أنّ التنظيم يستغل الانتخابات كأداة مركزية لكي يتحوّل إلى حكومات شرعية في دول المنطقة،
فعندما وصل إلى السلطة عبر الانتخابات الشرعية في تونس ومصر، كان ذلك بمثابة إشارات تحذيرية لغالبية دول الخليج.
وأوضحت الدراسة أيضًا أنّ أيديولوجيا (الإخوان المسلمين) تتناقض مع الأسس التي تتبناها أنظمة الخليج، ولديها إمكانية زعزعة أجهزة الدولة الإماراتيّة الملكيّة في الخليج، لافتةً إلى أنّ المملكة العربيّة السعوديّة كانت، وما زالت، تُفضّل التنظيمات الإسلامية التي تمتنع عن التدخل في السياسة، وهذا هو السبب في أنّ الرياض ترى في (الإخوان المسلمين) الذين تبنّوا السياسة، خصمًا أيديولوجيًا ونموذجًا يُهدد سلطة الدولة، على حدّ تعبيرها.