خبر : الأسد 'يتفاعل' مع تصريحات كيري ببرود كبير

الإثنين 16 مارس 2015 09:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
الأسد 'يتفاعل' مع تصريحات كيري ببرود كبير



دمشق – وكالات - رفض الرئيس السوري بشار الأسد ا الاثنين تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري التي قال فيها إن الأسد يجب أن يكون ضمن أي مفاوضات ترمي إلى حدوث تحول سياسي قائلا "أي شيء أتى من خارج الحدود كان مجرد كلام وفقاعات تذهب وتختفي بعد فترة فلا يهم".

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن الأسد قوله للتلفزيون الإيراني "مازلنا نستمع لتصريحات وعلينا أن ننتظر الأفعال وعندها نقرر".

وأضاف "سواء قالوا يبقى أو لا يبقى... الكلام في هذا الموضوع هو للشعب السوري فقط لذلك كل ما قيل عن هذه النقطة تحديدا منذ اليوم الأول للأزمة حتى هذا اليوم بعد أربع سنوات لم يكن يعنينا من قريب ولا من بعيد".

وقالت فرنسا الاثنين إنها لا تزال تعارض إجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد بعد يوم من تحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن إمكانية احتمال التفاوض معه.

وفي رد على تصريحات كيري أشارت وزارة الخارجية الفرنسية إلى تعليقات أدلى بها وزير الخارجية لوران فابيوس في نهاية فبراير/شباط وقال فيها إن المحادثات يجب أن تضم عناصر من النظام الحالي وأعضاء المعارضة تمهيدا لتشكيل حكومة وحدة.

ونقلت الوزارة عن فابيوس قوله "من الواضح لنا أن بشار الأسد لا يمكن أن يكون داخل هذا الإطار".

وقال متابعون أن تفاعل الأسد ببرود كبير مع تصريحات كيري يبين مدى النقلة النوعية في التعامل الدولي مع الازمة السورية وان الاسد ربحا اشواطا كبيرة في صراعه للحفاظ على السلطة.

وكان كيري صرح في مقابلة بثتها شبكة "سي بي اس" الاميركية السبت ردا على سؤال حول احتمال التفاوض مع الاسد، "حسنا، علينا ان نتفاوض في النهاية. كنا دائما مستعدين للتفاوض في اطار مؤتمر جنيف 1". وتابع "الاسد لم يكن يريد التفاوض. (...) اذا كان مستعدا للدخول في مفاوضات جدية حول تنفيذ جنيف 1، فبالطبع. نحن نضغط من اجل حثه على ان يفعل ذلك".

وعما اذا كانت هناك تغيرات في المواقف الدولية، قال الاسد في التصريحات التي نقلتها وكالة الانباء الرسمية (سانا)، "لا يوجد لدينا خيار سوى ان ندافع عن وطننا. لم يكن لدينا خيار آخر منذ اليوم الاول بالنسبة الى هذه النقطة"، مضيفا "اي تغيرات دولية تأتي في هذا الاطار هي شيء ايجابي ان كانت صادقة وان كانت لها مفاعيل على الارض".

الا ان الاسد شدد على ان هذه التغيرات يجب ان "تبدا اولا بوقف الدعم السياسي للارهابيين ووقف التمويل ووقف ارسال السلاح والضغط على الدول الاوروبية وعلى الدول التابعة لها في منطقتنا التي تقوم بتأمين الدعم اللوجستي والمالي وايضا العسكري للارهابيين. عندها نستطيع ان نقول ان هذا التغير اصبح تغيرا حقيقيا".

ويرى مراقبون ان تلكؤ الغرب لحلحلة الأزمة السورية جاء في صالح الاسد الذي اصبح يتذرع بضرورة القضاء على التنظيمات الارهابية اولا قبل الحديث عن أي تغيير سياسي.

وأكد هؤلاء أن الاسد يدرك تمام الإدراك ان القضاء نهائيا على التنظيمات المتشددة يتطلب وقتا طويلا وجهدا كبيرا يعني انه سيظل على رأس السلطة وبدون تنازلات.

والملاحظ لتطورات الازمة السورية يظهر له دون عناء كيف تغير الخطاب الدبلوماسي الغربي من ضرورة تنحية الأسد من راس السلطة في اقرب وقت الى تحويل البوصلة نحو التنظيمات الإرهابية وتدبر كيفية دحرها.

وطالبت واشنطن منذ بدء النزاع السوري في منتصف آذار/مارس 2011، برحيل الرئيس بشار الاسد. واعلن كيري قبل اسابيع ان "الاولوية" المطلقة لبلاده في سوريا اصبحت القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية.

وأعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" جون برينان الجمعة ان الولايات المتحدة لا تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها لأن من شأن هذا الامر ان يخلي الساحة للجماعات الاسلامية المتطرفة ولا سيما تنظيم "الدولة الاسلامية.