يكتب نواح كلينغر في "يديعوت احرونوت"، ان هذه ليست المرة الاولى التي يتطرق فيها الى كل رجال الامن الكبار الذين يحكون لنا، قبل الانتخابات بالذات، عن المشاكل التي واجهتهم خلال خدمتهم، عندما كانوا يشعرون بالقلق الكبير ازاء سياسة المسؤولين عنهم، كرئيس الحكومة او وزير الامن. من الواضح انه لا يمكنهم كشف ما الذي يجري الحديث عنه، سيما انهم قادمون من الاجهزة الاكثر سرية - تماما كما لا يمكننا ان نعرف ما اذا كانوا قد نجحوا في مهامهم.
ويضيف الكاتب "مع ذلك، يمكن ايضا لمواطن اعتيادي الاعراب عن رأيه بشأن سلوك اصحاب المناصب الرفيعة من فرسان الأمن لدينا. مثلا عن هذه التصريحات او تلك، التي وكما كتبت سابقا، لا يمكننا فحص مصادرها ومدى حقيقتها ودقتها. كما يسمح لنا بانتقاد اولئك الذين يظهرون في شريط دعائي معاد لإسرائيل بشكل واضح، ويسبب ضررا كبيرا".
وقال "يسمح لي ايضا بعدم الموافقة مع احدهم، رئيس الشاباك المتقاعد، الذي يصرح من على كل منبر وامام كل ميكروفون ان إسرائيل خسرت الحرب امام حماس في الجرف الصامد رغم انني جاهل تماما في كل ما يتعلق بمسائل التجسس (على الرغم من محبتي الفائقة لكتب وافلام التجسس) الا انه ليس امامي أي خيار الا الحصول على صورة للأوضاع من خلال قراءة الصحف وخاصة ما يحدث على الارض".
وتابع "عليه، فانه بعد نصف سنة من انتهاء تلك الحملة، يبدو بشكل واضح، انه لم يحدث في الميدان أي شيء في كل ما يتعلق بعصابة حماس في غزة. وبعبارة اخرى، باستثناء المحادثات القليلة التي جرت بعد الجرف الصامد، خاصة بوساطة مصرية، لم يتم عقد أي لقاء او اجراء أي محادثات، لا مباشرة ولا بوساطة احد، مع تلك العصابة وهذا يعني ان احدا لم يتحدث معها عن مطالبها وشروطها التي طرحتها لانهاء المعارك. ولم يتحدث لا الاوروبيين ولا الامريكيين ولا الدول العربية عن انهاء الحصار، وبالتأكيد لم تفعل ذلك مصر، التي اعلنت عن حماس تنظيما ارهابيا يجب تصفيته" متسائلا فعن أي انتصار لحماس، اذن، يتحدث رئيس الشاباك المتقاعد؟
وقال "ربما يقصد حقيقة ان قطر لم تعد سخية على مستوى تبرعاتها، او انهم في غزة لم يرمموا بعد أي شيء؟ صحيح انه يبدو بأن حماس قامت ببناء عدة انفاق جديدة باتجاه البحر – طبعا بفضل سخاء إسرائيل التي تواصل تزويد القطاع بمواد البناء لترميم المساكن ظاهريا ويمكن الافتراض بأن حماس نجحت بانتاج صواريخ مطورة، ولكن يمكن بالتأكيد التحديد بأن هذه العصابة لم تعد تشكل أي خطر، وبالتأكيد ليست عاملا مهما. وامام مخططات المصريين، لا يوجد لحماس أي مستقبل" متسائلا" فأين انتصرت بالضبط على إسرائيل؟".
