في الجلسة الإفتتاحية للمجلس المركزي الفلسطيني الذي عقد مؤخراً في مدينة رام الله ، تحدى الرئيس محمود عباس حركة حماس بأن توافق خطياً على تحديد موعد الإنتخابات العامة وفي رد سريع منها وعلى لسان القيادي فيها د. إسماعيل رضوان الذي قال أن حركتهم جاهزة للإنتخابات في أي لحظة يتم فيها إصدار مرسوم بتحديد موعد الإنتخابات حسب ما تم الإتفاق عليه في القاهرة والشاطيء وعليه ليس المطلوب من كل حركة وحزب أن تقدم رسالة خطية!!!.
لا شك بأن التحدي كان غريباً والجواب عليه أكثر غرابة ، فالموضوع لا يحتاج لا لتحدي ولا رد من هذا النوع حيث أن هناك مطلب شعبي بضرورة تحديد موعد للإنتخابات ترتقي لتطلعات شعب يرفض بأن يبقى رهينة لهرطقات الطرفين أو قفزاتهم في الهواء بين الحين والأخر لنقل عبئ مشاكلهم من على عاتقهم إلى عاتق الشارع الذي أتى بهم وينتظر قرارهم وبدأ يتذمر من خلافاتهم، لذلك فالجميع يعرف أن الطريق معروف وواضح وسريع وهو إصدار مرسوم رئاسي ملزم لجميع الأطرف بتحديد موعد واضح للإنتخابات تبدأ معه الحملة الإنتخابية تحت إشراف حكومة التوافق التي نشأت من أجل تنفيذ هذا الهدف، ذلك بالتوازي مع تسلم المعابر بشكل رسمي تحت إشراف وضمانة شعبية وفصائلية يتحمل مسؤولية الإخلال بها الطرف المخل بتنفيذها ، أما ويبقى شعبنا بين الحين والأخر أسيراً لخزعبلات وفلسفات عقيمة في المصطلحات تقتل كل أمل يحذوه للعيش بكرامة كباقي الشعوب فهذا عبث لا يليق لا برئيس ولا بفصيل ولا بحركة وإن لم يكن هناك مبادرة واضحة وصريحة وملزمة لكلا الطرفين فإن الأوضاع الإقليمية المعقدة لن تكون بعيدة عنهم وأن ربيعاً فلسطينياً أصبحت تتبلور معالمه لكنسهم شعبياً أصبح ليس بعيداً لأن ما يحصل ليس له علاقة بعمل وطني بل هو عملية نصب وإحتيال في وضح النهار للتشبث بالسلطة وللحفاظ على مصالح كل فريق على حساب حياة وكرامة شعب يتطلع لحياة كريمة يستحقها وينتظر.
الشعب الفلسطيني الذي بدأت كل مؤشرات التعب والإرهاق عليه وتنهشه بدون رحمة بدأ يتذمر ويتحدث بصوتٍ عالٍ على كل المستويات عن هذه المهاترات والهدف من طرحها بين الحين والأخر حيث أنه لا يوجد تفسير لذلك غير الرغبة لدى الطرفين المستفيدين من هذا الوضع القائم وذلك باللعب على قتل الوقت حتى يتسنى لهم الحصول على مكاسب حزبية وإطالة عمر تواجدهم في ظل الوضع المأزوم الذي يعاني منه الطرفين ، فالرئيس عباس لم يحقق أي إنجازات تذكر على صعيد الساحة الدولية لا بل والداخلية وخاصةً في الضفة الغربية التي إتلهمها الإستطيان وزادت فيها الجريمة وتجارة المخدرات وإنعدم في بعض قراها الأمن ، وحركة حماس تترنح أمام الضربات المتلاحقة وشدة الحصار الذي جلبته لشعب بدأ حائراً بين ما تقوم به من سلوك غير سوي على الأرض إتجاه أبنائه وبين ما تطرحه من عناوين رنانة أصبح الشارع مرهق ولا يريد أن يسمعها بعد الويلات والمصائب التي فرضت عليه بسبب توليهم الحكم على غزة وإصرارهم على أن يأسروا الشعب فيها تنفيذاً لأجندتهم التي واجهت عقبات وعراقيل وحصار ومحاربة جميع الأطراف والتي تستدعي منهم إلى الحكمة وعدم مواجهة العاصفة بالتصلب وذلك في التعاطي مع الواقع ومتطلباته وإدراك حقيقة أنهم جزء من المجتمع وبدخولهم إلى حلبة الحكم أصبحوا جزء من المعادلة الدولية فلا يجوز اللعب على أنصاف الحلول للحصول على عملية إنقاذ ما يمكن إنقاذه ضمن رؤيتهم فقط في ظل عداء شامل جلبوه هم لأنفسهم وأعداء ليسوا بأغبياء وبالتالي عليهم الفهم بيقين أنه أصبح المطلوب ليس هم كأشخاص فقط بل رأس حركتهم بالكامل ، فهل لديهم ما يمكن أن يقدموه لشارع أصبح يغلي وعلى وشك إنفجار في وجههم قبل غيرهم تحقيقاً لمسعى عملت عليه أطراف كثيرة ليرى النور بالرغم من أنه تأخر ، فهل جاء وقت الحكمة للإنتصار لأهات الشارع وألامه والتنازل عن الحكم بشكل واضح وجلي وتسليم حكومة الوفاق كل صلاحياتها بشكل عملي وليس من خلال النواح والترجي من خلال التحايل على متطلبات ضرورية يعرفون قبل غيرهم بأنه لا يمكن أن يكون هناك إنفراجة بدون القبول بها، وهل بدأوا يدركون بأن الحكم الذي صدر مؤخراً عن أحد المحاكم المصرية ما هو إلا بداية الغيث للضغط عليهم ووضعهم في الزاوية وهل يدركون بأنهم لن يكونوا الضحية لوحدهم فقط بل أن هناك شعب أخذوه اسيراً لحماية أجندتهم سيكون هو الضحية بدون ذنب له!!!، نعم لقد حان الوقت للتوقف عن المكابرة والبدء الفعلي في الخطوات الملموسة التي تحرج الأخرين ومنها المسارعة فوراً في توقيع الكتاب الخطي الذي طلبه الرئيس عباس بالموافقة على عقد موعد الإنتخابات بدلاً من اللعب على عامل قتل الوقت بالكلمات والمراوغة التي أفقدتهم المصداقية وجلبت لهم وللشارع بسببهم الألام والأوجاع وبهذا ستتضح للشارع الحقيقة!!!، فهل من مستجيب قبل أن تقع الفأس بالرأس وتصبح مواجهة الشارع حتمية ويصبح الربيع العربي فلسطينياً شرساً لا يتمناه أحد!!!!.
وفي النهاية قال هو وسيستمر بالقول طالما أن هناك خطة مدروسة هدفها ليس محلياً فقط بل إقليمياً ودولياً وقراءة خاطئة تعتمد على ردود افعال مرتبكة، وقالت هي وستبقى تقول بأنها ملتزمة وهي ليس كذلك ضمن المقاييس التي وضعت لإلزامها وإلتزامها في سياق حقيقة أن المجتمع الدولي لن يتعامل أو يتعاطى معها بأي حال من الأحوال دون إلتزامها بشروطه ومتطلباته وحسرةً على شعب سيبقى يتطلع للحياة التي يعشقها وينتظر ولكنه ضائع بين ما قال هو وقالت هي !!!! ......


