خبر : الجنرال قاسم سليماني: النجم الإيراني الصاعد

الأحد 08 مارس 2015 05:52 م / بتوقيت القدس +2GMT
الجنرال قاسم سليماني: النجم الإيراني الصاعد



 لن يمر وقت طويل لمشاهد التلفزيون الإيراني إلا ويرى صورة الجنرال قاسم سليماني تطل عليه من الشاشة.

وبرز قائد قوات فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الذي كان يعيش في ستار من السرية لإدارة العمليات السرية في الخارج، لتحقيق النجومية في إيران.

وأصبح الرجل، الذي لم يتعرف عليه معظم الإيرانيين في الشارع حتى وقت قريب، المادة الرئيسة للأفلام الوثائقية ونشرات الأخبار وحتى أغاني موسيقى البوب الشهيرة.

ويتداول النشطاء في إيران على نطاق واسع فيديو لمليشيات شيعية في العراق يظهر جنودًا يرسمون صورًا للجنرال قاسم سليماني على الجدران، ويؤدون التحية العسكرية له، مصحوبًا بموسيقى حماسية في خلفية المقطع.

ويتواجد الجنرال شخصيًا في الوقت الحالي بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق، لقيادة ميليشيات عراقية وشيعية تحاول استعادة مدينة تكريت من مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية- داعش".

ونشرت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، صورًا لسليماني مع تلك القوات، وقالت مصادر في المليشيات بالعراق لـ "بي بي سي فارسي" إن الجنرال قاسم سليماني كان هناك لبعض الوقت لمساعدة العراقيين في الاستعداد للمهمة.

ولم تكن هذه هي الأولى التي يواجه فيها الجنرال سليماني الجهاديين.

ففي سوريا المجاورة، ينسب إليه الفضل في وضع الإستراتيجية التي ساعدت الرئيس بشار الأسد في تحويل مسار المعركة ضد قوات المعارضة واستعادة مدن وبلدات رئيسة.

ودائما ما تنفي إيران نشر قوات برية في سوريا والعراق، لكنها تقيم بين حين وآخر جنازات جماهيرية لقوات أمن ومستشارين عسكريين قتلوا في البلدين.

وأولى الجنرال قاسم سليماني أهمية خاصة في حضور بعض تلك المراسم.

"خلف الكواليس"

قد تكون إيران والولايات المتحدة في حالة عداء مستحكمة على المستوى الأيديولوجي، لكن العمليات العسكرية الموسعة لتنظيم "داعش" في العراق دفعت إلى التعاون غير المباشر بين البلدين، وهو الطريق الذي سار فيه الجنرال قاسم سليماني من قبل.

ففي عام 2001، قدمت إيران معلومات استخباراتية إلى الولايات المتحدة لدعم عملياتها للإطاحة بحركة طالبان في أفغانستان، وفي عام 2007 أرسلت واشنطن وطهران مندوبين إلى بعداد لإجراء محادثات مباشرة بشأن تدهور الوضع الأمني هناك.

ذاع اسم الجنرال قاسم سليماني في قيادة العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة في العراق.

في ذلك الوقت، كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، يحارب العنف الطائفي المتفاقم.

ودعا السفير الأميركي لدى العراق ريان كروكر، في مقابلة مع "بي بي سي فارسي" منذ عامين، إلى الاستعانة مجددًا بالدور غير المباشر الذي لعبه الجنرال سليماني في محادثات بغداد.

وأضاف: لم أتمكن إلى حد كبير من معرفة السبب، لكني بعد ذلك اكتشفت أنني كلما قلت شيئا لم يكن مشارا إليه في النقاط التي يحملها، كان عادة ما يطلب الاتصال بطهران للاستشارة. لقد كان يخضع لرقابة شديدة. وكان في الطرف الآخر من المحادثة الجنرال قاسم سليماني.

وشعر كروكر كذلك بتأثير الجنرال سليماني عندما خدم سفيرا للولايات المتحدة لدى أفغانستان.

وقال ل"بي بي سي": أوضح مندوبو إيران الذين اجتمعوا معي أنه مع إبلاغ وزارة الخارجية بمجريات المحادثات، يظل القرار النهائي في النهاية للجنرال سليماني.

وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، أصبح دور الجنرال سليماني في شؤون إيران الخارجية أكثر علنية، ولم يعد الرجل الخفي الذي يتحدث على الطرف الآخر من المحادثة الهاتفية.

وبات سليماني في الوقت الحالي مدعاة للفخر في إيران، والرجل الذي يلجأ إليه وقت حدوث الأزمات.

انتقادات لاذعة

وفي مهرجان فجر السينمائي الدولي في إيران، الذي أقيم الشهر الماضي، أهدى أحد الفائزين جائزته إلى الجنرال سليماني.
بل وصل الأمر إلى أنه أعلنت مشاركته في الإشراف على فيلم جديد تنتجه إيران عن عدوه القديم، صدام حسين.
ومع ذلك، ليس الجميع سعيدا بصعود الجنرال المذهل.

في كانون أول/ ديسمبر 2014، وخلال حوار المنامة للأمن الإقليمي، نشب نقاش حاد بين المندوبين الكنديين والإيرانيين بشأن دور الجنرال قاسم سليماني.

ووصف وزير الخارجية الكندي آنذاك، جون بيرد، سليماني بأنه "وكيل الإرهاب في المنطقة المتخفي في زي بطل" يحارب تنظيم "داعش".

وصعّد المتحدث السابق باسم وفد التفاوض النووي الإيراني، حسن موسيان، من نبرة دفاعه، واتهم الوزير الكندي بـ "الاستمتاع بقضاء الوقت في القصور والفنادق الفارهة بينما خاطر الجنرال سليماني بحياته كي يواجه إرهابي تنظيم الدولة الإسلامية."

وبدأت حملة داخل إيران بين المدونين المحافظين تطالبه بالانخراط في العمل السياسي. ووصف هؤلاء النشطاء سليماني بأكثر السياسيين في إيران إخلاصا وأقلهم فسادا، ودعوه إلى خلع بزته العسكرية وخوض انتخابات الرئاسة 2017.

وأبدى النائب الأول للمتحدث باسم البرلمان الإيراني دعمه لسليماني.

وقال محمد رضا باهنار منذ ثلاثة شهور "رؤيته السياسية ليست أقل من رؤية الزعيم الإيراني الأعلى أو حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان"، لكن، ليس جميع الإيرانيين يشعرون بنفس الحماس، إذ توقع بعض النشطاء السياسيين إمكانية تولي قادة الحرس الثوري منصب رئاسة الجمهورية.

وأشار هؤلاء النشطاء إلى مصر بعدما استعاد الحيش سيطرته على مقاليد الحكم، محذرين من أن الجنرال الذي يحارب "داعش" الآن قد يتحول إلى "السيسي الإيراني".