خبر : خطاب نتنياهو في الكونغرس يحرض على الحرب ضد إيران

الثلاثاء 03 مارس 2015 07:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
خطاب نتنياهو في الكونغرس يحرض على الحرب ضد إيران



 ألقى رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الثلاثاء الخطاب الذي طال انتظاره وأثار جدلا هائلاً في واشنطن وغيرها من العواصم العالمية أمام جلسة مشتركة من الكونغرس الأميركي بنوابه وشيوخه. وتغيب 54 عضواً من أصل 535، (49 نائبا و 8 سيناتورات)، لعل أبرزهم نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن الذي تقضي التقاليد بأن يترأس مجلس الشيوخ إلى جانب رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بوينر، والذي حاك خطة دعوة نتنياهو مع سفير إسرائيل في واشنطن رون ديرمر مباشرة مع نتنياهو دون إعلام البيت الأبيض والإدارة مسبقاً كما يقتضي البروتوكول.

وكرر نتنياهو مزاعمه المعهودة عن خطورة إيران وما تكنه من نوايا الإبادة لدولة إسرائيل أن الصفقة الحالية "صفقة سيئة" فيما أعتبر صفعة لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي تعمل على تحقيق الصفقة كون أنه "من المفترض أن لا تمنح أدنى فرصة مهما كانت ضئيلة لصنع قنبلة نووية تهدد وجود إسرائيل وجيرانها". 

واستقبل نتنياهو استقبالاً غير معهود هب فيه أعضاء الكونغرس بشقيه وقوفاً وهم يصفرون ويصفقون له دون انقطاع لتحيته، ثم استهل خطابه وهو الثالث من هذا النوع، مدعياً أنه لم يكن ينوي خلق الجدل الذي أحاط بالخطاب "كونكم جميعاً تؤيدون إسرائيل.. تأييد إسرائيل فوق الخلاف الحزبي لتشاركنا ألقيمي" شاكراً للكونغرس الذي وفر لإسرائيل "القبة الحديدية".

وخاطب نتنياهو أعضاء الكونغرس قائلاً: "إن لا أحد يستطيع تدمير الشعب اليهودي" وانه، نتنياهو إنما يتواجد هنا "للتحذير من إيران - الدولة الفارسية التي حاولت القضاء عليهم (على اليهود) ولكنها فشلت" مشبهاً إيران وآية الله علي خامنئي بالنازية "حيث اختطفت الحضارة الفارسية وبدأت تصدر ثورتها إلى العالم وممارسة الجهاد حيث تعتمد إيران على "مجرميها" في غزة وحزب الله والحرس الثوري في الجولان".

وعاد نتنياهو مذكراً كيف اختطف الإيرانيون الرهائن الأميركيين وقتلوا عناصر من قوات المارينز "حيث أن إيران الآن تسيطر على أربع عواصم عربية، بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت". ولذلك "سيبقى هذا النظام الإسلامي المتطرف.. كله إسلام واحد الفرق ان أحدهم مسلح بالقنابل النووية وداعش بالسكاكين". لذلك قال نتنياهو "يجب أن لا نقبل بإيران نووية".

واتهم نتنياهو الصفقة التي يناقشها وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأنها "ستضمن امتلاك إيران للقنبلة النووية وبناء العديد منها والإبقاء على المرافق النووية كما هي حيث سيكون بإمكان إيران الانفلات من القيود كما فعلت كوريا الشمالية، إلا أن إيران تتحدى المفتشين حيث صرحت وكالة الطاقة الذرية الدولية أن إيران تخادع وهنا تكمن خطورة التنازل المقدم لإيران" مدعياً أن إيران تستطيع امتلاك مراكز الطرد المركزي" مطالبا بوضع صواريخ إيران البعيدة المدى كجزء من الصفقة.

ولعب نتنياهو على خوف جيران إسرائيل العرب الذين "يرون كيف أن إيران الآن تبتلع أربع دول عربية" و "مستقبل الشرق الأوسط هو مستقبل سباق سلاح نووي ولذلك يجب أن لا ترفع العقوبات عن إيران أبداً" مطالباً إيران "وقف أعتداءاتها  على الدول العربية، ثانياً وقف دعم الإرهاب في العالم، والتوقف عن التهديد بإبادة إسرائيل".     

ولذلك لا بد من إعادة برنامج إيران النووي عقوداً إلى الخلف كون أن إيران تحتاج إلى الصفقة أكثر مما يحتاج لها الغرب.

وحرص تنياهو مرة تلو الأخرى على وضع الدول العربية إلى جانب إسرائيل في مواجهة إيران .   

ولم يكشف نتنياهو عن اي معلومات حساسة في الاتفاق الذي يتم بلورته بين إيران والغرب حول الملف النووي (كما توقع البعض) والذي على حد تعبيرهم لن يمنع طهران من امتلاك قنبلة نووية.

وكان قد حذر المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش آيرنست قائلا: "كشف تلك المعلومات سيؤثر على الثقة مع حلفائنا وهو سلوك مخالف للثقة التي بيننا وبين حلفائنا."

وتأتي تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض بعد أن حذر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري من الأذى الذي سيسببه الكشف عن مثل هذه المعلومات على سير المفاوضات بين إيران ودول 5+1، في الوقت الذي هاجم فيه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما قرار نتنياهو حول هذه المسألة.

حذر المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الأميركية من أن التوتر بين واشنطن وتل أبيب قد يستمر حتى نهاية ولاية الرئيس باراك أوباما في 2016، وذلك بالتزامن مع خطاب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس دون دعوة من البيت الأبيض.

وقال أنتوني بلينكن مساعد وزير الخارجية -في تصريحات لإذاعة "أوروبا 1" الفرنسية- إن أوباما قضى منذ وصوله البيت الأبيض وقتا في اتصالاته مع نتنياهو أكثر من أي زعيم آخر في العالم.

وتخفيفا لحدة التوتر، أشار المسؤول الأميركي إلى أن الخلاف بين الطرفين مجرد خلاف "تكتيكي"، ولكنه رجح أن يستمر هذا الخلاف -الذي يأتي في إطار ما وصفه بالسياق الطبيعي للأمور- للسنتين الأخيرتين من إدارة أوباما