خبر : إعلاميون: الحرية يجب أن تمارس بدون أن تنتقص من حقوق الآخرين

الخميس 26 فبراير 2015 09:36 ص / بتوقيت القدس +2GMT



غزة / سما /  أكد إعلاميون وكتاب وصحفيون على أن الحرية يجب أن تمارس بدون أن تنتقص من حقوق الآخرين، مشددين على ضرورة إطلاق حوار حضاري يكون مبنيا على ثقافة التسامح ومنظومة حقوق الإنسان في تناول العلاقة ما بين الحق في حرية الرأي والتعبير واحترام المعتقدات.

وعبروا خلال ورشة عمل نظمها مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان، بعنوان "العلاقة بين حرية الرأي والتعبير واحترام المعتقدات"، عن رفضهم لأي شكل من أشكال التوظيف السياسي لمنظومة الحقوق الإنسانية التي أقرتها الشرعة الدولية، مؤكدين على الحاجة لمؤسسات تستطيع حمل منظومة الحقوق وقياداتها لبر الأمان في الحالة العربية.

وافتتح اللقاء التدريبي طلال أبو ركبة منسق فعاليات المركز، والذي أوضح بأن الحق في التعبير لا يعطي لأي إنسان انتهاك حق الآخر والمساس به وان اختلفت معهم، مبينا أن احترام الحق في المعتقد لا يعني بأي حال أن يصبح سيفاً مسلطاً على أراء ووجهات النظر لأي إنسان وبخاصة المثقفين والكتاب.

وأضاف "إن أساس العلاقة بينهما (الحق في الرأي والحق في المعتقد) تقوم على القاعدة الشهيرة والتي تتجسد في المقولة "حريتي تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين"، فهذه هي الأساس الفلسفي والأخلاقي والمعياري الذي انطلقت على أساسه المنظومة الأخلاقية لحقوق الإنسان وأن أي تفسير أو قراءة أخرى تشد عن هذه القاعدة فإنها تكون توظيف للمنظومة لأهداف ذاتية وخروج عنها بالكامل.

من جهته أشار عماد محسن أستاذ الإعلام بجامعة الأقصى، الى أن الأصل في منظومة حقوق الإنسان هي الكرامة الإنسانية والحفاظ عليها ولقد تم بناء المنظومة على ثلاثة دعائم أساسية بين الشعوب، وهي الحريات وحمايتها من أي انتهاك، والمساواة بين البشر، والتضامن والاحترام ما بين الشعوب والثقافات، ولعل الإعلان العالمي للتسامح والذي أقرته اليونسكو قدر ركز على قبول التنوع الغني لثقافات عالمنا وضرورة احترامها وقبولها وتقديرها ،رغم الاختلاف القائم ما بين هذه الثقافات.

ونوه الكاتب والإعلامي طلال عوكل، إلى أن منظومة القيم والموروث الإنساني تربط بين كافة الحقوق وعلى الأخص الحق في حرية الرأي والتعبير واحترام المعتقدات بشكل متوازن كبير.

واعتبر أن ما يحدث من استحضار للصراع الديني في المنطقة هو جزء من حالة صراع ضمن مشروع سياسي يستهدف المنطقة العربية برمتها، وأن هناك قصورا من كل القوى في التعامل مع معطيات المرحلة الحالية وأن لا بد من تقديم قراءة متوازنة وحقيقة للعلاقة بين الحرية في الرأي والتعبير واحترام المعتقدات، تقوم على رؤية شاملة تتبناها كافة المؤسسات الحقوقية والدينية المعنية بإظهار صورة حقيقة للدين غير تلك الصورة النمطية التي ينسجها الحركات المتطرفة.

من جهته أكد الإعلامي فتحي صباح على أن ما يحدث من خلل في العلاقة بين الحقين المكفولين في المواثيق الدولية، ناجم عن غياب ثقافة التسامح، معتبرا أن هناك توظيفا سياسيا للعلاقة بين الحقين.

وأضاف "إن ما حدث خلال العقدين الأخريين ومع مطلع الألفية الجديدة من إساءات وانتهاكات متكررة لكلا الحقين تأتي في إطار سياسية دولية ممنهجة تفرضها القوى المهيمنة على العالم لفرض بقائها تحت مسميات محاربة الإرهاب الذي تنتجه بنفسها نتيجة هذه الممارسات، فالإرهاب باختصار هو نتاج الحرية المنفلتة والتعصب الديني وهو الوتر الذي تلعب عليه القوى المهيمنة وذات المصلحة في إنتاجه". كما قال.