خبر : دراسة للباحث محمد العجلة تدعو الصحف لإعادة النظر في استخدم المقالات المترجمة من الصحف الاسرائيلية

الثلاثاء 24 فبراير 2015 03:09 م / بتوقيت القدس +2GMT
دراسة للباحث محمد العجلة تدعو الصحف لإعادة النظر في استخدم المقالات المترجمة من الصحف الاسرائيلية



غزةسما
دعت دراسة أعدها الباحث الفلسطيني محمد العجلة، الصحف الفلسطينية إلى إعادة النظر في طريقة استخدام المقالات المترجمة من الصحف الإسرائيلية، وتنصح في هذا المجال بالتقليل من عددها، أو على الأقل إحداث توازن بينها وبين المقالات المنتجة فلسطينياً.
وقال الباحث محمد العجلة إن أهمية الدراسة تكمن في أن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية يشكل أحد أبرز القضايا الأساسية المتعلقة بالصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، ليس فقط منذ نشأة الكيان الصهيوني، ولكن أيضاً منذ أن بدأت موجات الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين التاريخية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، كما أن قضية الاستيطان الإسرائيلي تحظى بأهمية بالغة على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي، وتجيء هذه الدراسة لتبرز عناصر بناء الخطاب الصحفي الفلسطيني تجاه قضية الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، وكيفية توظيف هذا الخطاب من قبل صحف الدراسة.
وأضاف العجلة أنه كان من الطبيعي أن تنعكس قضية وطنية كبرى بهذا الحجم، على خطاب وتغطية ومعالجة وسائل الإعلام الفلسطينية، ومن ضمنها الصحف اليومية التي تم اختيار عينة صحف الدراسة من بينها، مشيراً إلى أن مشروع الاستيطان في الضفة الغربية، بما يحمله من مخططات وأهداف وآثار، لم يتجسد بوضوح كما تجسد خلال الفترة التي أعقبت عودة حزب الليكود إلى الحكم بزعامة نتنياهو عام 2009، وصولاً إلى العام 2012، أي الفترة الزمنية للدراسة.
وكتنت عمادة البحث العلمي والدراسات العليا في الجامعة الإسلامية بغزة، منحت أمس الاثنين 23 فبراير 2015، درجة الماجستير في الصحافة للباحث محمد سعد العجلة، عن رسالته التي حملت عنوان "الخطاب الصحفي الفلسطيني نحو قضية الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية -دراسة تحليلية مقارنة".
وتم مناقشة الرسالة، في جلسة علمية علنية، من قبل لجنة مشكلة من الدكتور أحمد الترك عميد شؤون الطلبة والأستاذ المساعد في قسم الصحافة (رئيساً ومشرفاً) والأستاذ الدكتور جواد الدلو عميد كلية الآداب سابقاً والأستاذ في قسم الصحافة (مناقشاً داخليا) والدكتور وليد المدلل الأستاذ المشارك في قسم العلوم السياسية (مناقشاً خارجياً).
وتنتمي الدراسة إلى البحوث الوصفية، واستخدمت منهج تحليل الخطاب، ومنهج الدراسات المسحية الذي تم من خلاله استخدام أسلوب تحليل المضمون، ومنهج دراسة العلاقات المتبادلة، الذي تم في إطاره توظيف أسلوب المقارنة المنهجية، واستخدمت الدراسة نظرية الإطار الإعلامي ونظرية الأجندة. وتتمثل مشكلة الدراسة في التعرف على مدى اهتمام صحف الدراسة، بسمات محتوى وشكل قضية الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، ورصد وتحليل الخطاب الصحفي الفلسطيني نحو هذه القضية، والوقوف على أبرز الأطروحات والقوى الفاعلة وأدوارها وصفاتها ومسارات البرهنة التي تضمنها الخطاب، والوقوف على أوجه الشبه والاختلاف بين خطاب صحف الدراسة، والتعرف على الأطر الإعلامية التي تقدم هذه الصحف من خلالها حدث الاستيطان.
ولتحقيق أهداف الدراسة والإجابة على التساؤلات المرتبطة بها، تم جمع البيانات عن طريق أداتين، هما: استمارة تحليل المضمون واستمارة تحليل الخطاب الصحفي، وشملت عينة الصحف القدس، والحياة الجديدة، وفلسطين. أما الفترة الزمنية للدراسة فتمثلت بالعام 2012، وتم اختيار عينة أعداد الصحف بطريقة العينة العشوائية المنتظمة، وفق أسلوب الأسبوع الصناعي.
وأهم النتائج التي خلصت إليها دراسة تحليل المضمون، أن موضوع الإجراءات الاستيطانية جاء في مقدمة قضايا الاستيطان التي اهتمت بها صحف الدراسة، تلاه موضوع اعتداءات المستوطنين. وجاءت محافظة القدس في مقدمة المحافظات التي تم تناول موضوعات الاستيطان في نطاقها الجغرافي، واعتمدت صحف الدراسة بشكل كبير على المصادر الصحفية الخاصة. وجاء إطار الصراع في مقدمة الأطر الإعلامية لموضوعات الاستيطان. وتقدم فن الخبر الصحفي على بقية الفنون الصحفية المستخدمة في صحف الدراسة لتغطية موضوعات الاستيطان.
بينما كانت أهم النتائج التي خلصت إليها دراسة تحليل الخطاب أن أطروحة "حكومة الاحتلال تقدم كافة أشكال الدعم للمستوطنين"، حظيت بأكبر نسبة من بين جميع الأطروحات في صحف الدراسة، ومن نتائج تحليل القوى الفاعلة، أن غالبية الصفات والأدوار السلبية ذهبت إلى الجهات الحكومية الإسرائيلية. وانخفض حضور القوى الفاعلة العربية بشكل كبير في خطاب الصحف الثلاث. وبالنسبة لمسارات البرهنة اعتمد الخطاب الصحفي الفلسطيني بشكل أساس على "الحقائق والوقائع" في تناوله لقضة الاستيطان الإسرائيلي.
وقد أوصت الدراسة الصحف الفلسطينية بتسليط الضوء على المخططات الاستيطانية الإسرائيلية في منطقة الأغوار، وإلى زيادة اهتمامها بمواد الرأي وتنويعها، لكي تتمكن من التعبير عن خطابها الصحفي تجاه مختلف القضايا بشكل مؤثر.
جدير بالذكر أن الباحث محمد سعد العجلة من مواليد مدينة غزة بفلسطين عام 1966، وتخرج من قسم الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية عام 1996 بتقدير جيد جداً، وعمل في مجال الصحافة المكتوبة أواسط التسعينيات، وعمل مديراً لتحرير مجلة البيان الشهرية، وعمل مدرساً غير متفرغ للصحافة، وقدم العديد من الدورات الإعلامية في مجال العلاقات العامة، وإدارة الحملات الانتخابية، وتجنب الأخطاء النحوية في الكتابة الصحفية، وصدر له في العام 2003، كتاب بعنوان "أضواء على الحركة الأدبية في قطاع غزة"، وأنهى دراسة مساقات برنامج ماجستير الصحافة بامتياز، وهو يعمل منذ عام 1997 وحتى تاريخه في دائرة العلاقات العامة في سلطة النقد الفلسطينية.