خبر : القائمة العربية لانتخابات الكنيست واحتمال رئاسة المعارضة .. اطلس للدراسات

الإثنين 23 فبراير 2015 09:38 ص / بتوقيت القدس +2GMT
القائمة العربية لانتخابات الكنيست واحتمال رئاسة المعارضة .. اطلس للدراسات



غزة اطلس للدراسات في مسار معاكس تماماً لما تشهده المنطقة من حولهم من انقسام وتشرذم واصطفافات وتعسكر وتمحور؛ فقد قرروا الاجتماع تحت سقف واحد، يسار واسلاميين وقوميين، يختلفون مع بعضهم البعض في كل قضية وموقف، فلكل حزب منهم موقفه ورؤيته المختلفة من سوريا ومصر وقطر وربيع العرب، ومن السلطة وحماس، وحتى من قضاياهم الداخلية، لكن إرادتهم في البقاء ومواجهة من أراد شطبهم تغلبت على خلافاتهم الأيديولوجية والسياسية وخصوماتهم الشخصية والتنافس على الصدارة وصراع الكراسي، فاجتمعوا تحت سقف القائمة العربية المشتركة، برئاسة أيمن عودة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، لتمثيل المواطنين الفلسطينيين في الداخل في انتخابات الكنيست العشرين.
أربعة أحزاب عربية كانت ممثلة بثلاثة قوائم في الكنيست المنحلة هي (القائمة الإسلامية والقائمة العربية للتغيير وقائمة التجمع وقائمة الجبهة) ومثلت في الكنيست المنحلة مجتمعة بأحد عشر مقعداً؛ توحدت لأول مرة منذ مشاركة فلسطينيي الداخل في الانتخابات العامة للكنيست تحت اسم القائمة العربية المشتركة، وبذلك حققت حلم وإرادة الغالبية الساحقة من فلسطينيي الداخل في وحدة الصوت الانتخابي ووحدة الاصطفاف النضالي ضد الاحتلال والعنصرية.
وحدة الصف خلقت زخماً، وعززت أجواء إيجابية وحماسية بين صفوف الجماهير الفلسطينية في الداخل، هذه الجماهير التي كانت تعزف في جزء كبير منها عن المشاركة في التصويت تعبيراً عن شعورها بعدم أهمية الانتخابات فيما يتعلق بشروط وظروف حياتها وعن عدم رضاهم عن أداء الأحزاب الفلسطينية الممثلة في الكنيست، والتي كانت تعيب عليها تغييب الأجندة الاجتماعية الاقتصادية والحريات والمطالب الحياتية عن اهتمامات الأحزاب الممثلة في الكنيست، وبعضها كان عزوفه عن المشاركة يعود لأسباب مبدئية بمقاطعة الانتخابات؛ الأمر الذي كان يجعل نسبة المشاركين في الانتخابات منخفضة عما هي عليه في الوسط اليهودي، حيث بلغت في الانتخابات الأخيرة 56%.
حالة الحماس للمشاركة في الانتخابات، التي تولدت في أعقاب الاعلان عن تشكيل القائمة المشتركة، رصدها استطلاع صحيفة "هآرتس" الذي جاء فيه أن أكثر من 62% من أصحاب حق الاقتراع أعلنوا نيتهم المشاركة في الانتخابات، وهذه النسبة قابلة للزيادة في ظل حضور الخطاب الموحد وغياب الصورة السلبية الناتجة عن صراعات الاستقطاب الحزبي، بما كانت تنطوي علية من توتر واحتقان وتبادل اتهامات وقذف وتشهير، وفي ظل تعزيز القائمة بوجوه جديدة تمثل كل أطياف المجتمع العربي (مسلمين ومسيحيين ودروز)، بالإضافة الى يهودي (دوف حنين عضو الكنيست عن الجبهة) تعبيراً عن وحدة النضال الديمقراطي المشترك، وثلاثة نساء.
الزخم الحماسي للمشاركة في الانتخابات تعززه الأجواء العنصرية المتصاعدة ضد هوية الوجود الفلسطيني وضد ثقافته ولغته التي تمثلها تصريحات غلاة العنصريين أمثال ليبرمان وبينيت، كذلك فإن مجرد تشكيل القائمة ونشر برنامجها الانتخابي الذي يركز على قضاياها الداخلية، بالإضافة لقضايا السلام والاحتلال، فضلاً عن الرسائل والمضامين الجديدة التي يحملها خطاب رئيسها السيد أيمن عودة، والشعور أن ثمة شيء جديد يحدث على مستوى جدية التمثيل في الكنيست على المستوى النوعي والوعود والآمال بتشكيل تحدٍ قوي لتعزيز وترجمة الوزن النسبي الكبير لفلسطينيي الداخل على مستوى قضاياهم الحياتية؛ كل ذلك يخلق زخماً ويعزز آمالاً بأن فلسطينيي الداخل أمام فرصة قوية لترجمة إرادتهم وحجمهم داخل الكنيست.

تهديد الموروث العنصري الصهيوني
في حال استمرت وحدة القائمة المشتركة في الكنيست بعد الانتخابات، بغض النظر عن حجمها، سواء بحده الأدنى 12 مقعداً أو بحده الأقصى 15 مقعداً؛ فإنها ستشكل تحديداً ديمقراطياً جديداً أمام الأحزاب الصهيونية، الذي طالما نجحت الأحزاب الصهيونية في التهرب من استحقاقاته، وأولى هذه التحديات سيكون عبر إشراك مندوبي القائمة في تمثيل القائمة في اللجان البرلمانية حسب قانون التمثيل النسبي، بما في ذلك رئاسة بعض اللجان، ويقول عن ذلك رئيس القائمة أيمن عودة انهم سيطالبون بتمثيلهم في جميع اللجان، بما في ذلك لجنة الخارجية والأمن، ولجنة الموازنات والمالية والداخلية والصحة والتعليم – باستثناء بعض اللجان الأمنية المتخصصة – وسيصرون على رئاسة بعض اللجان وفقما يمنحهم القانون المعمول به الخاص بتوزيع رئاسة اللجان وعضويتها؛ الأمر الذي سيشكل سابقة وتحدياً كبير للمؤسسة الصهيونية التي كانت في السابق تمنحهم تمثيلاً محدوداً وشكلياً، حيث ان جميع أعضاء الكنيست الفلسطينيين لا تنطبق عليهم معايير التصنيف الأمني، وسيكون بوسعهم الاطلاع والاعتراض وفضح العنصرية المؤسسية، علاوة ان ذلك سيساعدهم في نضالهم من أجل المساوة على مستويات الإنفاق والصحة والتعليم والوظائف والتخطيط البلدي والإسكان والبنى التحتية.
وحسب معظم الاستطلاعات؛ فإن القائمة العربية ستحصل على الترتيب الثالث بعد "الليكود" و"العمل"، وفي حال تشكيل ائتلاف بين "العمل" و"الليكود" فإن رئيس القائمة العربية أيمن عودة سيكون رئيس المعارضة الإسرائيلية؛ الأمر الذي سيمنح الصوت العربي منبراً ومكانة هامة لا يمكن تجاهله، فرئيس المعارضة يتمتع بمزايا سياسية وبروتوكولية وإعلامية.
يعتبر حنان كريستال المحلل الحزبي للقناة الأولى ان القائمة العربية المشتركة هي الحدث الدراماتيكي الأهم في هذه الانتخابات، الذي سيكون له تأثير كبير على السياسات السياسية والحزبية الإسرائيلية، ويكمل انه لا يعرف كيف ستواجه الأحزاب الصهيونية في الكنيست هذا التحدي الجديد.

تحديات أمام القائمة
في اليوم التالي للانتخابات؛ ستقف القائمة العربية المشتركة أمام ثلاثة تحديات رئيسية؛ الأول: استمرار وحدتها وعدم انشقاقها الى كتلتين أو ثلاثة، والثاني: استمرار وحدة خطابها ومواقفها وتغليب المشترك على الخلافات، والثالث: قدرتها على ترجمة شعاراتها ووعودها لناخبيها في حملتها الانتخابية الى برامج وقرارات وتوجهات حقيقية، تؤكد عبرها قدرتها والتزامها بمطالب جمهورها الاقتصادية والاجتماعية والمساواة التي عبر قرابة 70% من المستطلعين الفلسطينيين انها ذات أولوية على موضوع الصراع العربي الإسرائيلي.