خبر : النصيرات : لاجئون ومتضررون في مراكز الإيواء يشكون حالهم وظلمهم مرتين

السبت 21 فبراير 2015 05:05 م / بتوقيت القدس +2GMT



غزةسمااعترض عشرات المتضررين وسكان مراكز الإيواء على تأخر عملية إعادة الإعمار وعملية التقييم التي تجريها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في ظل ما يعانونه من ظروف حياتية صعبة داخل هذه المراكز.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نفذها المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية في قاعة بلدية مخيم النصيرات للاجئين اليوم الاربعاء ضمن مبادرة "دور الإعلام في الرقابة على شفافية الاعمار" بالشراكة مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة (أمان).
وقالت اعتماد الرملاوي إحدى المتضررات من العدوان الأخير على قطاع غزة الذي انتهى في 26 اب (اغسطس) الماضي وأسفر عن استشهاد 2200 فلسطيني واصابة 11 الف اخرين، وتدمير نحو 170 الف وحدة سكنية، إن منزلها الكائن في مخيم البريج الذي تقيم فيه مع عائلتها وعائلة ابنها المتزوج، هُدم بالكامل.
وقدمت شكواها للمهندس رفيق عابد مدير برنامج البنى التحتية وتطوير المخيمات في "أونروا"، الذي حضر الورشة، من عدم اعترافهم بالمنزل من دون تقييمه، واتهامها بأن المنزل هُدم بقصد من أصحابه لكسب المعونات من الجهات الداعمة.
وأوضحت أنه على رغم اعتراضها وتقديم شكواها للمختصين ووعدها بإعادة التقييم لم يتم إرسال لجنة حتى هذه الان.
ومثل الرملاوي كان هناك حالات كثيرة مشابهة خلال اللقاء مع مسؤولين من البلدية ومؤسسات المجتمع المدني واللجنة الشعبية للاجئين، حيث استمعوا لمعظم الحالات التي كان من ضمنها محمد أبو شاويش أحد سكان مخيم البريج الذي كان يسكن منزلا بناه على أرض أحد أقاربه، ولدى تقديم المساعدات، قدمت "اونروا" مبلغ 5000 دولار لصاحب الأرض، الذي بدوره وقع على استلام المبلغ ولم يعترف بحقهم.
وتساءل أبو شاويش قائلاً: أين حقي في بيت بنيته بمالي؟ وأين أذهب الآن مع أسرتي المكونة من ستة أفراد، فمراكز الإيواء ستقفل يوماً ما، ولم أجد من يتفهم مشكلتي؟ لماذا هذا النظام المعقد لدى "اونروا" التي لا تعطي كل حالة خصوصيتها وحقها في التقييم؟.
وشكا ناصر النباهين مسؤول لجنة النازحين في أحد مراكز الإيواء، قائلاً أن اللجنة التي قيمت منزله لم تعطه حقه وأن المبلغ غير كافٍ لحجم خسائره، على رغم أن لجنة "اونروا" قيمت منزله بأنه غير صالح للسكن.
وردا على الشكاوى، قال المهندس عابد إن عملية إعادة الإعمار ضخمة جدا ومعقدة، وهي أكبر من أن تحدث بدقة عالية وأن تخلو من الأخطاء.
واعترف عابد أن هناك أخطاء حدثت بالفعل، وشدد على أن كل ما وقع من أخطاء في التسجيل والتقييم لم يكن متعمّدا، بل حدث إما بسبب قلة الخبرة لدى بعض المهندسين أو بسبب العمل الكبير المطلوب منهم.
من جهته، أوضح سهيل المشهراوي رئيس مكتب "اونروا" في محافظة الوسطى أنهم قاموا باستقبال الشكاوى وإرسال لجان لإعادة تقييم كل من قدم اعتراض أو رفض استلام المبلغ المرصود له ولا تزال عملية إعادة التقييم سارية حتى نهاية شهر آذار (مارس) القادم.
وقال خالد السراج رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم النصيرات إن الوضع الحالي لا يمكن السكوت عليه أكثر من ذلك، وأعرب عن حزنه الشديد للحال التي وصل اليها سكان مراكز الإيواء بخاصة بعد استشهاد الرضيع عز الدين جاد الكفارنة جراء تماس كهربائي أو بسبب الإهمال في مدرسة الشوا التي تأوي عدد من النازحين في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، وتساءل إلى متى سنبقى رهن ظلم العالم؟.
من جانبه، توقع محمد أبو اشكيان رئيس بلدية بيت النصيرات في كلمته "انفجارا قريبا سيحدث في قطاع غزة في حال تأخرت عملية اعادة الاعمار أكثر من ذلك".
واستنكر أبو اشكيان على الدول المانحة الخلط بين الاعمار والسياسة، فعملية اعادة الاعمار هي عملية إنسانية لا يجب أن ترتبط بالسياسة، مطالبا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة الإسراع في عملية اعادة الاعمار، من أجل تخفيف حدة المعاناة.
واستهجن ابو اشكيان الصمت الذي تنتهجه حكومة التوافق والسلطة الفلسطينية تجاه العملية، ودعاها الى الوقوف عند مسؤولياتها الى جانب الشعب الفلسطيني في غزة.